الوحدة: 15-7-2021
هناك الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على التحدُّث أمام الناس بمهارة عالية، وأسلوب مميز، وقد يكون لهذا الأمر علاقة وثيقة بشخصية المتكلم، وامتلاكه ما تعدَّد من الصفات التي تجعله واثقاً من نفسه، وهادئاً في عرض أفكاره وآرائه، وحول هذا الموضوع ارتأينا أن نستفيد من خبرات الباحثين في التنمية البشرية، بغية إفادتنا في كيفية تقديم محاضرة أو موضوع معيَّن بطريقة سليمة، نستطيع من خلالها جذب اهتمام المستمعين إلينا:
المدربة غالية تقول: هناك بعض الأمور التي تكون مكملة لجمال حديثنا، لكننا قد نغفل عنها أحياناً، ولا نعطيها أي اهتمام، وأقصد بذلك مثلاً طريقة وقوفنا أمام الناس، أو طريقة جلوسنا، فنحن يجب أن نقف في أثناء حديثنا بصورة جميلة تشير إلى مدى ثقتنا بأنفسنا واعتزازنا، إننا حين نقف وقفة الواثق الشامخ دون انحناء، فإن هذا من شأنه أن يضفي على حديثنا قيمة جمالية توحي بالتكامل، واحترامنا لمن يصغي إلينا، هذا بالإضافة إلى ضرورة الهدوء في استخدام حركات الأيدي، أو الإشارات، لأن الإفراط في تحريك أيدينا لدى شرح أمر معيَّن هو غير مستحب من الناحية النفسية، إضافة إلى أنه يجعل المتلقي غير قادر على حسن التواصل السليم مع من يتحدث إليه.
المدربة مروة تقول: من الجدير ذكره أننا قبل أي شيء علينا أن نختار موضوع الحديث الذي نريد أن نخوض فيه كي نكون متمكنين من جوانبه، وكل تفصيلاته، كما ينبغي أن نهتم بوضع خطة واضحة للموضوع الذي سنقوم بطرحه، لأن هذا الأمر من شأنه أن يمنحنا الثقة بأنفسنا في كيفية الإحاطة بما نريد التحدُّث عنه، إضافة إلى أن التخطيط المسبق للحديث له دوره في جذب اهتمام المستمعين إلى ما نقوله، وأن يتابعونا بصورة جلية بعيدة عن التشتت وعدم التركيز.
الباحثة سحر تقول: حين نريد أن نقدّم حديثاً أو موضوعاً أمام الآخرين، فإن علينا أن نكون حريصين على إظهار ما لدينا من هدوء، وأن نبتعد عن السرعة في الكلام والتوتُّر، هذا بالإضافة إلى ضرورة التحلي بالإيجابية والتفاؤل، والابتعاد عن السلبية التي تسهم في نفور المتلقي، وعدم انجذابه إلى ما نقوله، كما أننا بالمقابل ينبغي أن نمتلك القدرة على الاستماع إلى آراء المستمعين، واحترامها ومناقشتها وفق ما يفرضه العقل والمنطق، فإن التنبه إلى مثل هذه الأمور، يؤدي إلى إظهار المتحدث بمظهر اللبق الواثق بنفسه، العارف والملم بكل حيثيات الموضوع الذي يطرحه.
د. رفيف هلال