الوحدة 14-7-2021
لا قمح ندخّره (لا حبّاً ولا تبناً)، والسنوات العجاف توقّعنا أننا بلغنا نهايتها، ولم نفقد الأمل بعد، ولكن خرم الإبرة الذي نطارد من خلاله هذا الأمل، بحاجة للكثير من العمل..
سأتطوّع للدفاع عن (الحكومة) وبأقصى طاقة (إيجابية) نحوها، وآمل أن تلقى (مرافعتي) صدى طيباً أُكافأ من خلاله بـ (رتبة وزير على سبيل المثال) فحينها، وحينها فقط (سأبطّل عادة النقّ)، لأن السادة الوزراء لا ينقّون، إما لأن مستوى معيشتهم ودخلهم أكبر وأفضل ألف مرّة من أن يقارنوا دخلهم بمصروفهم (وحاشا لله، فهذا احتمال مستبعد)، وإما أنهم أكثر قناعة وتواضعاً بأحلامهم وبمعيشتهم منّا (وحاشا لله أن يكون هناك من هو أكثر قناعة إلزامية منّا).
كل السادة الوزراء الذين خرجوا بتصريحاتهم علينا خلال السنوات السابقة كانوا يستغربون لماذا (ينقّ) المواطن السوري، مع أنّهم- أطال الله في عمرهم- لم يدخروا جهداً، وسهروا الليالي من أجلنا (ألم ترَ كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل)؟
أحصينا أيام الحرب على بلدنا بـ (الساعة)، ولعنّا قانون قيصر مليون مرّة، وشجبنا ونددنا بكل المنظمات الدولية التي تغمض العين والعقل عما يجري في سورية، ولا يوجد سوري حقيقيّ إلا ويعلم علم اليقين كلّ أبعاد وتفاصيل محاولات إخضاعنا (ولن نخضع)، ويدرك أن عليه واجب التضحيّة، فلم يقصّر لا بالروح ولا بالولد، وهبّ ذات يوم ليودع كل ما يملك في المصارف السورية دعماً لليرة السورية، إيماناً منه بأنّ قوّتها نجاةٌ له، وإنها رمزٌ يخصّه فحاول الدفاع عنها بكلّ قوته..
هذا المواطن مازال يدفع كامل الرسوم الخاصة بالمياه، والكهرباء، والطرقات، مع أن ما يحصل عليه من هذه الخدمات لا يعادل 10% مما كان يحصل عليه سابقاً..
هذا المواطن، الذي شهد أعراس الشهادة في كلّ بيت تقريباً، أو عانى من مرارة الفقد والغياب، أو يشاركه الغرفة مقعد، مازال يؤمن أن سورية هي قبلته الوحيدة، ولم يمم وجهه بعيداً عنها.. هو فعل كل ما عليه من التزامات وصبر وفواتير من المال إلى الدم، وإن طُلب منه المزيد فلن يتأخّر..
هذا المواطن ماذا سنقدّم له؟ كيف سنعينه على قسوة هذه الأيام، وماذا ننتظر؟
السؤال مستمر، وسيتكرر إلى أن تدحره الأجوبة الحقيقية، لا تلك التي لا مكان لها إلا على الورق..
غانم محمد