الوحدة 12-7-2021
ناداها، مكاتباً، على ورق المساء المندى بدموع من الليالي المنكسرة قائلاً:
كم شفيف حلمك يا امرأة تتناسل رؤاها كما الضوء منذ أول الليل حتى السحر؟
وكم موجعة آهاتك، تحفر مساربها عميقة في أخدود حياتك المرسومة كدهاليز المتاهة المعتمة، قلبك المحطم على حجارة السنوات الأربعين، حيث بقايا من انكسارات قهر.. شرود للعنات من أيام قاسية لا تلين.. فضاء روحك.. مسرح لصهيل أفراس كبت في منتصف السباق، خسرت كل النياشين، وكؤوس النجاح المترعة عذابات وأوجاع السنين!
لم يرفع القلم عن صحيفة الألم.. هو يعرف سرها الدفين.. تناسلت الحروف وتتابعت الكلمات والجمل على صفحة البياض.. لمعت بارقة ضوء من بين كحل حبر القلم..
راودته مفرداته عن رسالته إليها.. تلك الأربعينية الجميلة.. لقد شاخت أيامها وبقي سحرها.. امتد بها العمر نحو العقم.. تصحرت لحظاتها كبيداء من رمال متحركة نحو الهاوية.. ومع ذلك فالغصن مازال يحتفظ ببعض ماء نسغه في أقنية شتلة الورد النامية على خدها الطفولي… ترقص مترنحة الأعطاف كلما مر بها.. من يلقي عليها التحية.. يرشها برنو عينيه المتطفلتين بفضول المحبين الذين يتوارون خلف خجل النظرات..
القلم مازال يصدر صريره على مساحة الكلام والكتابة… يؤلف جملاً رشيقة كما أغنية:
لا تبتئسي..
وانظريني امسح التعب من على جبينك..
أجفف الدمع الهاطل..
أشرب اللهفة من عينيك الباكيتين..
أرتشف الكلمات المرتجفة الخائفة من ملاحقة كيد الكائدين..
ألم تناثر القبل الناعسات على شفتيك قصيدة غزلية… وقد أذبلت حركاتها.. وسكونها الصمت الطويل…
أحضنك..
كهالة مدار قمر ونجمة..
ألف معك العالم..
أهواك
كما لم يهو أحد قبلي..
نسافر..
ندرك الليل
من آخر الغروب
نقتات أحلامنا..
نولد من جديد..
فرحنا..
مساؤنا السعيد..
تعالي..
قد أعددت متكئاً لنا
كمشة من بنفسج شرفتنا..
وحفنة من لوز مقلتيك لسهرتنا
سلة تفاح من بواكير بستانك..
حبات عنب من عناقيد كرومك..
تعالي..
كما حواء..
تعالي..
كلانا شوق
إلى كلينا..
أنا الشوق
ونار الحنين..
كيف هجرتني
أشعلت في بركانا
أسرجت إليك كوني..
أدمنت إليك
سفري..
أنا شوقك
وأنت للروح همستها..
فلم القلب صددت
أرسلت اليك نبضي..
فارقصي عليه..
تمني..
طاف عطر وجودك
داري…
كوني..
ندى هواي..
سقى حقلي…
يورق الورد على ريف انتظاري
أمطريني شآبيبك..
اليوم غرست في أحلامك غرسي..
تناسلت نغماً، قبلات دافئات..
تدفأ شتائي
فيولد من جليده ربيعي..
خالد عارف حاج عثمان