الستّ المدبّرة أحد مقومات صمود الأسرة السورية

الوحدة 29-6-2021

لا يُخفى على أحد، أن الأوضاع المعيشية الصعبة فرضت على الأسرة السورية أعباء يصعب حملها، وبات تدبّر القوت اليومي عنواناً رئيسياً لأولويات معظم الأسر، ويُعوّل في هذا الجانب على (ست البيت) لاختراع وابتكار حلول آنية، تنسجم مع الواقع المادي للأسرة، سواء في إعداد الطعام، أو في إعادة تدوير ما يمكن تدويره من ألبسة وأحذية ومقتنيات أخرى..

بعد العقد الأول في الألفية الثالثة، وبعد أن انتعشت الحياة في سورية في جميع المناحي، ضرب الإرهاب العالمي بأشكاله المختلفة نواة المجتمع السوري، وأصاب الأسرة السورية في الصميم، فتحوّل كلّ همها نحو أساسيات الحياة وبالكاد توفرها، وبالتالي حدّ من مبادراتها الإيجابية، وقلّص سقف طموحها بإعداد جيل منفتح على طاقاته وعلى مواهبه، بسبب الضيق النفسي من جهة، ومن جهة أخرى بسبب العجز المالي عن تلبية مواهب أبنائها أو دفع تكاليف دورات تنمية المواهب من جهة أخرى.

إن النهوض بالأسرة السورية من جديد هو مسؤولية الجميع، ولكنه يقع على عاتق الأسرة ذاتها بالدرجة الأولى من خلال حسن إدارة إمكانياتها بـ (طاقة إيجابية)، وتجنّب الهبوط في اليأس، والانجرار خلف مقولات العجز التي لن تغيّر في الواقع شيئاً.

إن الذهاب نحو الآتي من الزمن يزيد من أعباء هذه الأسرة، وبالتالي فإنّ التمسّك بالتفاؤل مطلوب وإن صعب توفير مقوماته، لكن ليس أمامنا إلا أن نتحدى أنفسنا، والأم في البيت، هي السلاح الأمضى لتحقيق ذلك.

إيفا الحكيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار