بناء شخصية الطفل وعلى الأهل يقع الرهان

الوحدة : 26-6-2021

يتوجه كثير من الآباء في الآونة الأخيرة لطرق خاطئة في تأسيس وبناء شخصية أطفالهم معتقدين أنها الأسلوب الأمثل في تكوينهم النفسي والاجتماعي الذي يمكنهم لاحقاً من السيطرة على المواقف ومواجهة الصعوبات والتحديات التي قد يتعرضون لها.

وتختلف أساليب الآباء في توجيه أبنائهم  باختلاف الفروقات المؤثرة على طريقة تفكيرهم سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو بيئية وغيرها من المؤثرات الأخرى.

إذ لحظنا مؤخراً اتباع عدد كبير من الآباء قواعد مغلوطة في توجيه سلوك أبنائهم بهدف الاعتماد على الذات عند تعرضهم لأي إساءة من أقرانهم وبصيغ عدة سنذكر بعضها على الشكل التالي: (اللي يضربك اضربه- اللي يسبك سبه-  ما تسكت لحدا- خليك قد حالك وما تسمح لحدا يتقاوى عليك)،  والهدف حسب قناعة الأهل بناء شخصية قوية ومنيعة للطفل من أجل الاعتماد على ذاته عند المواقف التي قد تصادفه.

وحول هذا الموضوع  الذي بات مثيراً للانتباه ولتدارك خطورته وسلبياته على الأطفال بشكل خاص والمجتمع بشكل عام تطرقنا لعدة محاور وأسئلة أتحفتنا بأجوبتها اختصاصية علم النفس الأستاذة نهلة خضيرة قائلة:

هذا الأسلوب في التربية السلوكية للطفل يجعله فاقداً للعلاقة السليمة مع أقرانه والتي هو بحاجة ماسة لها من حيث أنها تساهم في تكوين شخصيته ضمن الجماعة وبالتالي لاحقاً في المجتمع ككل، كما يفقده القدرة على تعلم مهارات عديدة يحتاجها مثل الحوار- التفاوض- التأقلم مع الغير- السيطرة على الأنماط المختلفة بشكل سليم.

وعن مسببات لجوء الآباء وتوجههم لهذه الطرق في تربية أبنائهم أضافت أ. نهلة:

إن التغير في منظومة الأخلاق الاجتماعية القائمة على تبادل الحوار مع الآخر غير من نوع وحجم الاحتياجات وأصبح هناك حب التملك للعديد من معطيات التطور التي باتت محور الفواصل وهذا بالمجتمع، ومن هنا بدأت الهيمنة بملكيات مادية على حساب الأخلاقية وهذا يستلزم سباقاً وصراعاً للحصول عليها، وأشارت خضيرة إلى ان الحروب ومخلفاتها تعتبر سبباً داعماً لهذه الأساليب في التربية موضحة أن الطريقة الأفضل لمعالجة التنمر بين الأطفال هو تربية الطفل على الثقة بنفسه ورفض التنمر عليه بردع الآخر من خلال ثقافة الكلام والشكوى لمن هو مشرف أو مسؤول عن هذه الجماعات مثل المدرسة والأب أو الأم أو المدرب وغيرهم من بحيث يحاول القائم على الأمر وضع حد للطفل المتنمر وكذلك إدارة الموقف لكي يصبح أقرب للتعاطي السليم مع أقرانه و في حال عدم الاستجابة يجب أن يعاقب من قبل القائم على رعايته كي يتعلم ويفهم أن العنف لا يجلب له الأمان، وتبقى لغة المحبة أقوى وأنجع الأساليب في أي ظرف ومواجهة أو حتى مرحلة يمر بها الأشخاص، فالحكمة من استيعاب المواقف والنزاعات الفردية والجماعية أن نتعلم ونعلم غيرنا أن الأنانية وحب الذات محور تفكك وتخلف المجتمعات وإن التسامح والحوار باكورة الرقي والتي بها ومن خلالها  تتبدد جميع الخلافات.

جراح عدره

تصفح المزيد..
آخر الأخبار