د. جهينة ديب…. الأولى عربياً في الإرشاد المبدع

الوحدة: 24-6-2021

 

 توجت الدكتورة جهينة ديب  بعد حصولها  على المرتبة الأولى عالميا في مسابقة (المرشد المدرسي المبدع)..

الوحدة التقت الدكتورة ديب وكان التالي: الإرشاد النفسي الاختصاص الأكاديمي الاجتماعي المعزز لما هو حي فينا هو اختصاص مليء بالعلوم والمعارف القريبة من حياتنا الواقعية لذلك أثره يكون مضاعفاً عندما ننقل هذه المعارف النظرية إلى ممارسة حياتية، ونلحظ ذلك الأثر والفائدة المرجوة منه عندما تتضافر الفائدة المرتبطة بالشهادة العلمية والثقافية مع الفائدة التي يغرسها في شخصياتنا وحياتنا وعلاقاتنا الأسرية الاجتماعية لنكون قادرين فعلاً على تحقيق رفاه نفسي اجتماعي نسعى دائماً إليه يعزز صحتنا النفسية وتوافقنا مع ذواتنا ومحيطنا.

 أما بالنسبة لأحلامها في الاختصاص فقالت:  بدأت أحلامي  منذ بداية دراستي ففي البداية كان هدفي الأساسي أن أرشد نفسي أولاً ومن ثم أنطلق لإرشاد الآخرين وهذا ما قلته لوالدي عندما قررت دراسة الاختصاص، خاصة وأني درست الفرع العلمي في الشهادة الثانوية، وقد تلقيت من والديَّ كل التشجيع والدعم لدراسة الاختصاص إذ قالوا لي إنه يليق بشخصيتي على حد معرفتهم بي.

حينها بدأت رحلتي التي واجهت  فيها بعض  الصعوبات في البداية بالتأقلم مع الاختصاص ولكن بالإرادة والإصرار والمثابرة وتراكم الخبرات والمعارف أصبحت أعشق الاختصاص بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وحققت فيه نتائج مرضية جداً وحصلت على جائزة الباسل للتفوق الدراسي وكنت من الأوائل في دفعتي، وطمحت من السنة الأولى لإكمال الدراسات العليا بالاختصاص والحمد لله وفقني، حينها صممت وعملت جاهدة لنقل هذه الفائدة لكل من حولي بداية بأسرتي ومن ثم محيطي الاجتماعي وعززت ذلك إضافة للدراسة الأكاديمية بخبرة عملية من خلال عملي في الأمانة السورية للتنمية كدارسة حالة ومن ثم مشرفة قسم الدعم النفسي وحققت قصص نجاح أفخر بها جداً إذ كان لي الشرف أن أكون أحد المؤثرين في حياة أشخاص كثر تغيرت حياتهم بجهودنا في دعمهم نفسياً واجتماعياً من جرحى حرب وذوي شهداء ووافدين ومراهقين وأطفال وأهاليهم وغيرهم كثر.

لذلك أحلم وأطمح وأسعى جاهدة لنشر ثقافة الإرشاد النفسي وأتمنى أن ينال هذا الاختصاص كل الدعم في دولتنا وذلك نظراً لأهميته وتأثيره الكبيرين ولاسيما أن هذه الأهمية والحاجة الماسة له ظهرت خلال سنوات الحرب بشكل واضح.

وعندما بدأت العمل كمرشدة نفسية في مدرسة الشهيد سمير شاهين في البرجان سعيت لعكس أفضل صورة عن المرشد النفسي ودوره الكبير في المدرسة ولقيت تفاعلاً ودعماً كبيرين من الكادر الإداري والتدريسي والطلاب وتكررت التجربة عندما انتقلت إلى مدرسة الشهيد دريد قمور في المريجات.

أما بالنسبة للمشاركة في المسابقة فكانت مسابقة على مستوى الوطن العربي تحت عنوان (المرشد النفسي المبدع) من خلال إرسال مبادرتي التي قمت فيها في مدرستي بعنوان (القيم لا تدرس.. القيم تعاش) بهدف نشر هذه الثقافة والمساهمة في تعزيز الإيجابية الصورة عن المرشد النفسي وتعزيز صورة بلدنا الحبيب بين الدول العربية.

أما بالنسبة للمبادرة التي شاركت فيها فكانت (القيم لا تُدرّس.. القيم تُعاش) انطلاقاً من فكرة أن الأفعال أقوى من الكلمات، وأن غرس القيم الأخلاقيّة وتعزيزها تكون أقوى أثراً واستدامةً من خلال التجربة العمليّة المقرونة بالتوجيه النّظريّ، وإيماناً راسخاً بأهميّة دور المدرسة كمؤسّسة من أهمّ مؤسّسات التّنشئة الاجتماعيّة في حياة الفرد، وتأكيداً على أهميّة ودور الإرشاد النّفسيّ المدرسيّ والحاجة الماسّة له خاصّةّ في ظلّ الظّروف الرّاهنة في توجيه الطّلاب وإرشادهم وتعزيز مبادئ الأخلاق لديهم، قمت بعدّة تجارب حياتيّة مع الطّلاب بهدف تعزيز بعض القيم الأخلاقيّة لديهم، واستخدمت أسلوب (التّجربة) انطلاقاً من مبدأ (القيم لا تُدرّس.. القيم تُعاش) بهدف أن يصل الطّلاب إلى العبرة من التّجربة بأنفسهم بعد أن يكونوا قد عايشوا الفكرة المقصودة على أرض الواقع، ومن أهم القيم التي سعيت للعمل عليها من خلال التجربة كانت  (الأمانة، والصدق والمسؤولية، والمحبة والاحترام، والمبادرة والتعاون).

أما بالنسبة لمقومات الحصول على المرتبة الأولى أظن أن التركيز على موضوع القيم الذي نحن بأمس الحاجة له والخروج عن المألوف والعمل على شيء بعيد عن النمطية والدور التقليدي للمرشد النفسي كان عاملاً مهماً في الفوز.

أما بالنسبة للعامل الأهم فهو ثقة الناس ودعمهم وترشيحهم لي بدءاً  بأساتذتي الاختصاصيين الذين كان لهم دور كبير في نجاحي ومروراً بزملائي الداعمين وانتهاء بالأهالي والطلاب الذين أعدهم الذخيرة الأهم في عملنا فثقتهم ومحبتهم هي الرصيد الأكبر والأهم لمن يعمل في هذا الاختصاص.

  لم يكن الفوز سهلاً بين ١١١ متقدماً للمسابقة من مختلف الدول العربية قبل منهم ٤٨ متسابقاً في المرحلة الأولى وتأهلنا ١٣ متسابقاً للمرحلة النهائية ليكون لي الشرف لنيل لقب المرشد النفسي المبدع الأول عربياً بفضل ثقة الناس ومحبتهم الناتجة عن العمل بكل حب وصدق وشغف ومسؤولية في هذا المجال.

 أتمنى أن أرى هذا الاختصاص يلقى دعماً ورعاية أكبر وأن يحظى العاملون في هذا الميدان على كل الاهتمام والدعم الذي يحتاجونه بهدف الارتقاء بمجتمعنا نفسياً واجتماعياً وأخلاقياً وتحقيق أعلى مستويات الازدهار والرفاه النفسي والاجتماعي.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار