الوحدة 21-6-2021
أقيمت في مركز ثقافي الحفة محاضرة بعنوان (المرأة شريكة الرجل في اتخاذ القرار) تحدثت خلالها المدرسة دارين ناصر عن أن المرأة شريكة الرجل ولها دور فعال في بناء وتنمية المجتمع فهي اللبنة الأساسية فيه، وأشارت إلى أنه انطلاقاً من عبارة المرأة نصف المجتمع فهذه العبارة تتردد بشكل كبير ولكن على أرض الواقع نلاحظ الفجوة بين هذه الجملة والتطبيق العملي في كثير من بلدان العالم، فالمرأة إذا أردنا إنصافها فهي أكثر من نصف المجتمع فهي الأم والمعلمة والمربية والطبيبة، فهي تشغل عدداً كبيراً من المناصب والمسؤوليات التي تجعل منها فرداً فعالاً في مجتمعها وبيئتها.
وأضافت ناصر: مازال موضوع مشاركة المرأة في صنع القرار موضوعاً جدلياً يستحوذ اهتمام الناشطين في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة خاصة في المنطقة العربية التي تشهد حراكاً سياسياً لابل دموياً حاداً، وعلى الرغم من كل الدراسات التي أجريت بشأن المشاركة السياسية للمرأة والندوات والمؤتمرات التي عقدت لتداول هذه القضية، فما تم إحرازه على أرض الواقع يعد نسبياً بشأن مشاركة المرأة ومستوى أدائها وكيفية ومدى قدرتها على التأثير في الحياة السياسية والحزبية ومؤسسات المجتمع المدني.
كما تحدثت خلال هذه المحاضرة عن المؤتمر العالمي الرابع للمرأة عام 1995م الذي تمحور حول ضرورة مشاركة المرأة في عملية صنع القرار وتولي المناصب السياسية والتزمت بذلك العديد من الدول لكن مازال وضع المرأة في المنطقة العربية مقارنة بباقي الدول أقل بكثير في إمكانية الوصول إلى المناصب القيادية والسياسية والمشاركة في عملية صنع القرار سواء من زاوية تمثيل المرأة في السلطات الرئيسية الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية.
كما لفتت ناصر إلى أن هناك صعوبات وعقوبات على المرأة تخطيها إذا ما أرادت خوض غمار العمل العام منها عوامل متصلة بالمجتمع والثقافة السائدة فيه وعوامل متصلة بالمؤسسة السياسية والعملية الانتخابية التي تبنى على المنافسة بكافة أشكالها ما بين الرغبة في خدمة الصالح العام وبين العمل على خدمة المصالح الشخصية ونجد المرأة حديثة العهد في التعامل مع الآليات الانتخابية، بالإضافة إلى الخطاب الديني المتطرف الذي يؤثر سلباً على تقبل المرأة في الحقل العام، لذلك لا يمكن للمجتمع أن يحقق التنمية الشاملة وبناء مجتمع جديد إذا لم يكن للمرأة دور في صياغة القرارات المتعلقة بحياتها الخاصة والعامة، وإذا لم تأخذ حصتها من الأعمال المهنية والإدارية والاقتصادية وإذا لم تشارك في مؤسسات السلطة في مختلف المستويات وفي مؤسسات صنع القرار فتمكين المرأة بات يشكل التحدي الأهم لتحقيق التنمية على أساس المشاركة والفرص المتساوية.
داليا حسن