مراهقون تمنوا عودة المدرسة وهم بحاجة لدعم نفسي واجتماعي

الوحدة: 19-6-2021

 

المراهقة عمر يتأهب له الأهل بعد سنوات قليلة من الولادة وضرب أخماسهم بأسداسهم كيف لهم أن يتعاملوا معه، وما هو الممنوع والمرغوب؟ وكيف عليهم توجيهه نفسياً وسلوكياً؟ وكثيرا ما نسمع عبارة (الله يكون بعونها، أولادها مراهقون) فكيف حال المراهق نفسه وهو لا يعرف حاله طفلاً ولا شاباً، لكل مرحلة عمرية جمالية خاصة ستمر بحلوها ومرها، إلا أن المراهقة مرحلة مفصلية في حياة الإنسان  ويحتاج الى الدعم النفسي وتأهيله للحياة ويقع على عاتق الأهل التعب والمراقبة والحاجة إلى جهد مشترك بين المراهق والأهل..

ما هو مصيرهم هذا الصيف هل سيكون قاسياً كما كان شتاؤهم؟

العمل هو هدف معظمهم أمام عجز الأهل عن تأمين مصروفهم، ولا نقصد هنا مصروف الحلوى والمقاهي بل مصروف الأنشطة الصيفية ودورات اللغة الإنكليزية.

رصدت (الوحدة) أسعار النشاطات ودورات اللغة وغيرها واستمعت إلى الأهالي وإلى المراهقين الذين تفتحت براعمهم قبل أوانهم  وكان التالي..

حاجات المراهق في الصيف وأسعار لا ترحم

نبدأ بالأهم، وهي دورات اللغة الإنكليزية التي يبدأ سعرها من ٦٥ ألفاً حتى أضعاف أضعاف هذا الرقم، وذلك حسب المستوى والميزات والخدمات التي تقدم وعدد الساعات وهذا الرقم أو ذاك دون النقل.

وما يميز صيفهم هو هواية السباحة لدى الغالبية بلغ سعر النشاط ٤٠ ألف ليرة مع نقل ثلاث مرات في الأسبوع ودورات الروبوت التي تستقبل من الروضة إلى الشباب تكلفتها ٢٠ ألفاً لمدة شهر ونصف ويومين في الأسبوع، وكرة القدم لم تكن أقل بالتكاليف فهي بـ ٢٤ ألفاً ليومين في الأسبوع، ومع نقل تصبح ٣٤ ألفاً، أما عن دورات الرسم والموسيقا كانت بالحد الأدنى ١٣ ألف ليرة، بمعدل حصتين في الأسبوع، وصولاً إلى سعر الخمسة آلاف ليرة للساعة الواحدة، ونعود لكرة القدم حيث تبين أن للمراهقين إمكانية استئجار الملعب ويتفق على الزمن والتاريخ ودفع رعبون نصف القيمة وشروط خاصة تختلف من ملعب إلى آخر، إلا أن أقل التكاليف تكون ١٥٠٠ للاعب الواحد.

 لننتقل إلى المدارس الخاصة، والتي وضعت شروطاً خاصة بها، أي النقل مجاني إن اشترك الأهالي بخمسة أنشطة.

مدرسة سعر النشاط الواحد ٣٥ ألفاً كل أيام الأسبوع، والأخرى ٢٠ ألفاً، أربعة أيام في الأسبوع، وفي ذهول هذه الأرقام توجهنا إلى السؤال عن رضا الأهالي على أنشطة الصالة الرياضية وكان المتفق عليه أن أغلبية الأنشطة بخمسة آلاف ليرة سورية والنقل يتم الاتفاق مع سرفيس ب ١٠ آلاف ليرة لمشترك الواحد ونتيجة تهافت الأهالي على تسجيل أبنائهم كان الازدحام هو مصيرهم والقلق من الأمراض خاصة الكورونا.

ولم نغفل عن الألعاب الالكترونية التي غالباً ما يقضي مراهقونا بتمضية أوقات كثيرة باللعب بها فكانت أسعار الساعة كالآتي:

ببجي تبدأ ب ١٥٠٠ والبيس حسب عدد اللاعبين إن كان لاعبان فمن ٨٠٠ إلى ١٠٠٠ وثلاثة لاعبين من ١٢٠٠ إلى ٢٠٠٠ أما الأربعة لاعبين من ١٦٠٠ إلى ٣٠٠٠ وكذلك الأمر للعبة الفيفا.

وفي حال رغب المراهق بتناول أكلته المفضلة مع الرفقة والتي غالباً ما كانت الشاورما وسعرها بين ٣٥٠٠ و٤٥٠٠ والفلافل الصغيرة بين ٨٠٠ و ١٠٠٠ والكبيرة بين ١٠٠٠ و١٢٠٠ والعلبة البلاستيكية من الكولا سعرها ٥٠٠ والشيبس نوعية لا بأس بـ ٥٠٠

أما سعر المشروب الشعبي (المتة) يبدأ بـ ٧٠٠ للكأس الواحدة وصولاً إلى ٢٥٠٠

وبما أن الأركيلة موضة العصر ولا تعرف عمراً سألنا عن السعر فكان بين ٣٠٠٠ و ٨٠٠٠

وعن رأي الأهل كيف يقضي المراهق وقته..

تقول ايمان: وجود المراهق في المنزل دون عمل مفسدة له ويكون متطلباً ولا يراعي ما يحاول الأهل تقديمه لهذا بحثت له عن عمل في السوبرماركت على الأقل يؤمن مصروفه.

شذا: لدي ثلاث أولاد ذكور حادي عشر وسابع وخامس جميعهم يعملون مع والدهم في دهان السيارات لماذا لا يعملون؟ فهم يقدرون تعب والدهم أكثر من قبل كما أن وقت الفراغ يجعل طبعهم صعباً.

نور:  للأمانة، بحثت لابني عن عمل وحتى الآن لم أتوفق أما ابنتي في الصف العاشر تعمل في مركز تجميل، الأجرة قليلة، إلا أنها تكتسب خبرة وتتمتع بما تنتجه.

علي: في هذا الزمن مطلوب من جميع أفراد العائلة العمل، الحياة لا ترحم، وأنا لا أشعر أن هذا محبط للأولاد بل يزيدهم شعوراً بالمسؤولية.

وأخيرا كانت وقفتنا مع المراهقين والغريب بالأمر أن معظمهم مدخن..

يوسف: حاولت ألا أعمل مع إخوتي، الصغير فيهم يكبرني ب ٦ سنوات، رفض الأهل أسلوب سهري واستيقاظي، وأصروا على مرافقة إخوتي ودخلي اليومي ٣٠٠٠ ليرة وهو لا يكفي كوني مدخناً وأحتاج إلى مشوار مع الرفقة بشكل يومي.

غيث: أعمل في مصنع للأدوات البلاستيكية ودخلي ٢٠٠٠ ليرة كون المعمل لأهلي وغالباً ما آخذ مصروفاً إضافياً لما أنتجه.

علي، يعمل في صيدلية والده، يحصل على ٥٠ ألف ليرة شهرياً، وهو حسب زعمه مدخن رسمي.

يزن:  بحثت عن عمل ولم أجد، البعض قال لي نعلمك وما إن تتعلم ما هو المطلوب ستعود لمدرستك، وآخر يحتاج لجهد عضلي قاسٍ، أمي رفضت خوفاً علي.

محمد:  أبحث عن عمل حتى الآن، أنا أحتاج إلى ٣٠٠٠ ليرة وغالباً في صراع مع أهلي.

خليل، يقول: أنا أعمل مع أبي إلا إنه (يهلكني) طلبات، نعم آخذ حقي إلا أنني متعب جداً وأرغب أن تعود المدرسة لأتحرر من قيود الأهل. 

وبعد هذا كله يبقى المراهق غضاً، عوده لم يقو على الحياة، فرفقاً به.

ربى مقصود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار