آكشن…

الوحدة : 19-6-2021

إذا شاهدت لاعب أكروبات يمشي على حبل مشدود، فلا يعني ذلك أنك تستطيع أن تمشي مثله ولا تسقط،  وبداهة:  فالسبب أنه قضى عمره يمشي على الحبال المشدودة حين كنا أنا وأنت وبقية خلق الله نمشي على الأرض، أو كما يقال (ندب) عليها، وقد سقط هو آلاف المرات من على حبال محمية بشباك إنقاذ، حتى إذا أتقن صنعته وتمرس فيها، وعرف متى يمشي ومتى يتوقف، وأين يضع رجله، عرضها على الناس فانبهروا بها…. فلماذا ينبهرون لمنظر رجل يمشي على الحبال المشدودة، أو على الجمر، أو على المسامير؟

والجواب لأنه يفعل ما عجز الآخرون عنه، ولو أن كل الناس يمشون على الجمر والمسامير لتحلٌقوا لرؤية من يمشي على الطريق: لأنه عندها سيكون (الشذوذ)

عن القاعدة، ولهذا فإن التحذيرات التي تطلق لردع المراهقين عن تقليد ما يقوم به أمثال هؤلاء من البارعين والحاذقين هي لأن المراهق شخص مندفع لا يحسب لأي شيء حساباً حتى لو كان فيه حتفه، ولهذا فإن معظم حوادث السقوط القاتلة والمدمرة هي من نصيب فئة المراهقين، وكذلك أكثر حوادث الموت لأسباب السرعة الزائدة على الدراجات والسيارات وغيرهما، من نصيب هذه الفئة المندفعة بجنون….  ولكن إذا قام بمثل هذه الأفعال أحد البالغين بشكل تظن أنه لا يتناسب مع سنه وتجربته المفترض أنه اكتسبها من معترك الحياة، ثم ينصحه الناصحون ممن شابت رؤوسهم من التجارب فيبادرهم مازحاً أحياناً، وساخراً في  أحايين أخرى مَن هؤلاء الجبناء المؤثرون للسلامة، والذين يقود الواحد منهم وهو يضع حزام الأمان، حتى أن بعضهم يظل واضعاً ذلك الحزام (الغبي) وسيارته واقفة! ولا أعلم ما هو موقع (غبي) هنا من المعنى: هل هي للحزام أم لرابط (الحزام)؟

ولقد عاتبت ذات مرة صديقاً يهوى القيادة بسرعة قاتلة في شوارع القيادة فيها أصلاً ضرب من ضروب المخاطرة فبادرني، وأظنه كان يمزح، بأن السرعة هوايته، وأن ربط الحزام عيب، لأن الناس عندنا لا يربطون إلا (الدابة)!

ولا أخفيكم أنني من يومها وأنا لا أربط الحزام كلما تذكرت كلامه، ولكن انتهى المطاف بصاحبنا العزيز الذي أتمنى أن لا يزعل مني وهو (مربط ) أو (مربوط) من كل جهة إلى درجة كانت تمنعه من الحركة وبشكل يكاد (يشله) تماماً..

ومع تمنياتي للصديق ودعواتي الطيبة لكل القراء الأعزاء، فإنني أنصحهم بعدم المخاطرة غير محسوبة النتائج التي يخسر فيها الإنسان نفسه وربما حياته وأعود لأقول لصديقي أن ينتبه لأنهم، أي المجربين يقولون (مش كل مرة بتسلم الجرة).

لمي محمد معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار