المطاعم وأشباهها وضرورة تقديم الطُرق الصحية المثلى لكسب الزبون

الوحدة : 19-6-2021

يُقال إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يشعر بها إلا المرضى، والشخص المريض هو الذي يشعر بقيمة الصحّة، وبما أنها تاج رؤوسنا لابد من العناية بها والاهتمام بتفاصيلها، ولكي تبقى تلك الصحّة بحالتها الجيدة والطبيعية، لا بُد من توافر وتضافر جهود الجميع لبقائها وتماسكها، فالجميع مُطالب بتنفيذ واجبه على أقلّ تقدير، لكن هيهات وآهات لهؤلاء المهملين عن قصد أم بدونه، وهذا كله يسوقنا للحديث عن تجربة خلال يوم تعيس وبعض الحالات التي حصلت بأماكن متفرّقة سابقاً.

بطبيعة الحال وكأي أسرة يوم الجمعة نستغل بدايته بفطور شبه جاهز وقد خسرت في ذلك اليوم جزءاً من مصروفي المنزلي بإرادتي وقناعتي، ففي البداية خرجت لشبه مطعم يقدّم الفول والمسبحة وما شابه وطلبت تشكيلة من الفول والحمّص مختلطة، وبعض المخللات وبضع حباتٍ من الفلافل، كما كنّا نتناولها من مطعم أبو عبدو الفوال بدمشق، فقام ذلك الشيف الخطير بتجهيز تلك الخلطة وأنا أترقّب حركاته المستفزّة وأدواته الملطّخة الموضوعة بوعاء يشبه جبّالة الباطون شظايا الصلصة تدمع على الجدران، واكتمل المشهد المرعب عندما تناول كيس شفّاف حاول فركه بإبهامه وسبّابته لفتحه ثم أدخل يده الكبيرة داخله حتى المعصم ممارساً حركة مسحت عرق يديه وما تعلّق عليها من مجريات الأمور الأخرى وأصعبها شعر اليدين، وقد خشيت أن يقوم بعملية نفخه بعد ذلك الصراع لتوسيع فتحت الكيس، ثم تابع تنفيذ طلبي عندما أدخل يده بوعاء المخلّل ليحصل على بعض الخيار والفليفلة المصمودة، واكتمل مشهد صباح الجمعة عندما أكرمني بتجهيز الفلافل ساخناً ووضعه في شبك ليصفّى من الزيت، ثم أحضر كيساً وضع داخله ورقة ثم بدأ بعدّ أقراص الفلافل لكن سخونتها كانت تحرق أصابعه فيخفّف ألمه بخرقة حُرمت بياضها على ذلك المجلى العتيق من شدة الحرارة، وهنا وبكامل قناعتي أعطيته الآلاف الست وعدْت أدراجي وأنا أفكّر كيف سأُطعم أفراد عائلتي بعد ما رأيت، فكانت الحاوية هي مستقر ما اشتهيت عن قناعة كاملة وجعبتي فرِغت باستثناء ورقة خضراء كانت ثمناً لثلاث بيضات مع رأسين من الثوم وبضع حبات من الزيتون وصحن من الّلبنة مُصاب بتشققات كانت القمامة بانتظاره لكنه أفضل مما كنّا سنأكل ولم نعد منه نأكل أبداً.

ومنذ بضعة أيام كان المَقصد هو أحد الطُرق الشمالية للمحافظة السياحية، حيث طلب مني زميل بجانبي أن أقف بجانب تنور بلدي قديم تعمل فيه امرأتان واحدة لتحضير العجين وتوابعه والأخرى للشواء، وقد أخذتُ مكاناً استظل فيه فوجدت أن محتويات تلك العجينة من سلق وجبنة وقريشة هي جاهزة تحت تلك الطاولة الخشبية المستورة برداء قماشي، لكن الصعوبة في الأمر هو أن هناك اثنتان من القطط ترقدان بهدوء وعقلانية جانب تلك الأواني التي تمارَس فيها عملية تحضير المأكولات المرغوبة الشهية، وعند الانتهاء أكملنا طريقتا حيث بدأ صديقي الحديث عن لذّة ما يقدّم ذلك التنور، لكن شرحت له ما رأيت وما قد تتصرّف تلك القطط عندما تجوع فأقنعني بأن النار تقتل حتى سُم الأفاعي كما أن الإنسان لا يموت إلا بساعته المكتوبة له.

لذلك لا بُد من القائمين على الصحة العامة القيام بإرغام أصحاب تلك المنشآت بالتقيّد الكامل بممارسة أقسى أنواع الحيطة في تقديم الطعام، والقيام بالمراقبة المستمرة لها من خلال تنظيف ألواح تقطيع المواد الغذائية، والقيام بتنظيف الصحون والملحقات الأخرى تجنباً لعبث الحشرات والحيوانات المنزلية، وإرغام أصحاب محلات الوجبات السريعة بلباس الطواقي والكفّ الصحي وكذلك هندام المطعم المعتمد.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار