وقال البحــــــر.. الجامعة والمجتمع

العـــــدد: 9310

الثلاثــــاء 12 آذار 2019

 

ما أحوجنا فعلاً اليوم قبل الغد لتطبيق الشعار الذي طالما رفعناه وتحدثنا عنه في خطاباتنا ومؤتمراتنا (ربط الجامعة بالمجتمع)، فهذا الشعار المهم بقي إلى حد كبير مجرد شعار لا مرتسمات تذكر لتطبيقه على أرض الواقع لأسباب ذاتية برأينا أكثر منها موضوعية تتعلق بالإدارة غير المؤهلة كما يجب في قطاعنا التعليمي وفي مختلف مؤسساتنا المعنية بالتنفيذ، وبالإرادة غير المتوفرة لدى القائمين على الجهات المشرفة عليها.. إلخ.
ما دفعني لهذا الكلام النشاط الجديد الذي يقام تحت هذا الشعار والذي بدأ أمس الأول في مركز ثقافي طرطوس ويستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري، إنه الملتقى المعرفي الثالث للأكاديميين السوريين الذي تقيمه مديرية الثقافة بطرطوس برعاية وزير الثقافة ضمن إطار العمل والتعاون مع مولدات المعرفة (الجامعات) الذي أصبح ضرورة حتمية في ضوء ما تعرضنا له من أزمة معقدة بأسبابها ونتائجها، ومن حرب عدوانية بأدواتها وداعميها، وفي ضوء متطلبات إعادة بناء البشر قبل الحجر على امتداد ساحة الوطن بعد الانتصار النهائي على الإرهاب وداعميه.
لقد تضمن برنامج هذا الملتقى مناقشة خمسة محاور مهمة أولها الإنتاج المعرفي وسوق العمل، وثانيها المعرفة وحركة التطور الاجتماعي، وثالثها الجامعة والبحث العلمي، ورابعها الثقافة والهوية، وخامسها الثقافة والبيئة، وما نتمناه أن تشهد جلسات الملتقى مناقشات معمقة لكافة جوانب هذه الموضوعات، من قبل الأكاديميين والمهتمين والمثقفين، وأن يتم التوصل من خلالها إلى خلاصات ومقترحات وآليات عمل من شأن تنفيذها المساهمة الجادة في تحسين مخرجات جامعاتنا، وفي ربط هذه المخرجات بالواقع وبما ينعكس خيراً على مجتمعنا ووطننا وإلا ما قيمة التعليم حقاً إن لم يكن له مردود معرفي، وتجليات ثقافية واقتصادية واجتماعية وعلمية – كما قال مدير الثقافة-؟
نعود لنؤكد أن الفجوة كبيرة بين جامعاتنا ومجتمعنا لأسباب عديدة بعضها ذكرناه بداية، وبعضها يتعلق بعدم جودة المخرج الأساسي من مخرجات التعليم (الخريج)، وبعضها يتعلق بعدم التشبيك اللازم بين الجامعة وسوق العمل ومواكبة العصر، وبعضها يتعلق بغياب إدارة المعرفة والكوادر المتميزين بها في مؤسساتنا وأيضاً غياب العمل بعقلية وروح الفريق الواحد، وبعضها يتعلق بغياب المشروع الحقيقي في هذا المجال وآلياته التنفيذية المطلوبة . . إلخ.
على أي حال يفترض أن يشكّل هذا الملتقى وغيره من الملتقيات والندوات والمؤتمرات المماثلة خطوة جيدة وجادة باتجاه بلورة مشروع وطني متكامل لربط الجامعة بالمجتمع قولاً وفعلاً وليس قولاً فقط، فهل يكون افتراضنا في محله أم سنبقى كما الماضي ندور في حلقات مفرغة لا تغني ولا تسمن من جوع؟

هيثم يحيى محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار