الوحدة: 21-5-2021
تشكل الانتخابات الرئاسية السورية الحالية تنفيذاً لدستور الجمهورية العربية السورية وأحكام قانون الانتخابات العام, حيث تم قبول ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس الجمهورية هم (الدكتور بشار الأسد والسيد عبد الله عبد الله والسيد محمود مرعي) إذ القانون والدستور المشار إليهما ينصان على عدم جواز القبول النهائي لترشيح شخص واحد, بل إقرار القبول النهائي لمرشحين اثنين على الأقل وهذه هي المرة الثانية التي تجري فيها انتخابات تعددية تنافسية وليست عن طريق الاستفتاء بـ (نعم أو لا) أو بأسلوب (المبايعة) من هنا فقد رأى كثير من المحللين والخبراء والمختصين شؤون المنطقة وتطور أنظمتها السياسية.
هذا ما جاء على لسان الدكتور عدنان بيلونة في بداية ندوة أقيمت برابطة المحاربين القدماء وضحايا الحرب حيث تابع بقوله: لقد نشاً قائدنا في وسط ثقافي واجتماعي مقاوم يسعى إلى بناء الوطن والأمة, واستطاع سيادته أن يبرز للدنيا أن الإسلام بريء مما ارتكبته العصابات الظلامية الإرهابية المتطرفة فالإسلام لم يستولد يوماً التطرف والقتل والذبح والدمار ولم يعاد للحظة واحدة حرية الشعوب وتطلعاتها إلى ممارسة حياتها المنضبطة مع القيم الإنسانية كما أن السيد الرئيس تربى في مدرسة حزب البعث العربي الاشتراكي حامل المشروع النهضوي العربي الذي يسعى لبناء الغد الأفضل, يقول الطبيب إدموند شلينسبيرغ: من نشأ هذه النشأة ليس من المستغرب أن يصمد هذا الصمود الأسطوري أمام أباطرة البيت الأبيض وحلفاء الشر الاستعماري وقوى الرجعية العربية, أمام تآمر أكثر من 120 دولة لإسقاط دولته, ولكنه استطاع مع شعبه الصامد وجيشه الباسل أن ينقذ دولته من الانهيار, فكانت تباشير النصر للقائد والوطن.
المحامي يحيى زكريا جاء في محور حديثه على سؤال: ما معنى الاستحقاق الرئاسي؟ فقال: نعني بذلك أن الدستور يقرر ذلك, هذا الدستور الذي هو أب القوانين كلها, وكل القوانين تنضوي تحت سيادته, وأي تصرف ما يخالفه يعتبر باطلاً, وقد جرى التعارف في كل البلدان أن يقسم الرئيس على احترام الدستور, ويعتبر في كثير من الدول المخالفة الدستورية من قبل الحاكم تعادل الخيانة العظمى, والدستور هو مجموعة القوانين الناظمة لسيادة البلد والمصوت عليه من قبل الشعب, والشعب دوماً مصدر السلطات والاستحقاق الرئاسي حق للمواطن كما هو واجب عليه, فالحق هو أن يختار المواطن مرشحه للرئاسة وهذه قمة الديمقراطية, ويمثل بشكل أو بآخر سيادة المواطن على قراره فالذي سيكون رئيساً لبلدي ليس مفروضاً علي بانقلاب عسكري أو ما شابه بل أنا الذي اخترته بكل حرية وبعيداً عن أي ضغط, ولم أهدف باختياري إلا مصلحة الوطن, لذلك فالأفراد الذين يمارسون عملية الانتخاب يؤدون وظيفة اجتماعية نتيجة انتمائهم إلى الدولة صاحبة السيادة أي أن سلطة الانتخاب الممنوحة للأفراد لا تمنح للأفراد فقط لأنهم أصحاب حق بذلك بل بصفتهم ملتزمون باختيار من يقود بلدهم ويعبر عن سيادتها, والقطر ذاهب إلى الانتخاب بموجب دستور 2012 الذي وافق عليه الاغلبية من الشعب السوري والذي حدد ولاية رئيس الجمهورية لسبع سنوات ويرشح مرة ثانية, وجاء ميعاد الاستحقاق في هذا الوقت 2021 ,وكان تصرف الدولة السورية مطابقاً لما قرره الدستور السوري حيث قدم لنا بعد الاقتراع عليه الرئيس بشار الأسد في ولايته الأولى وعند انتهاء الولاية, كان هذا ما يهدف إليه أعداء سورية هو خلو منصب الرئاسة من الرئيس أو التمديد له ودستورنا المذكور لم يلحظ في مواده التمديد لذلك كانت الانتخابات حقاً لنا ومفروضاً علينا من قبل دستورنا, ومما غاظ أعداءنا أننا فوتنا عليه هدف التدخل في شؤوننا الداخلية, كأن يضعوا لنا دستوراً يناسب مقاسات أهدافهم العدائية أو يضعوا شروطاً للترشيح, وتداعيهم مطالبة الرئيس بالتنحي والرحيل لكن جميع من طالبوا بذلك رحلوا إلى غير رجعة.
إن ذهابنا إلى صناديق الاقتراع وبكثرة ومشاركة الجميع في هذا اليوم الوطني يشكل رسالة لأعدائنا أننا متمسكون بثوابتنا وقرارنا النابع من إرادتنا, وأننا سنكمل المسيرة مع الذي دافع عن البلد وصمد وحافظ على وحدته وترابه, ورسالة أخرى أن الانتخاب هو المعبر عن سيادتنا بعد الانتصار العسكري على الأرض وهو انتصار سياسي بامتياز, ورسالة نقدمها للعالم كله أن انتخاباتنا شرعية اكتسبت شرعيتها من تأييد الشعب السوري, ليعيش عرساً وطنياً يوم الانتخابات.
الأديب عبد الكريم الخير، شكل محور حديثه سؤالاً لماذا ننتخب الرئيس بشار؟ وأشار في كلامه إلى ميزات شخصية لسيادة الرئيس التي عرفناها فيه بصموده وتصديه للربيع العربي الذي أقيم بتخبط من دول الاستعمار القديم والحديث فقال: بدأ من المغرب العربي ولا ينتهي في سورية بتحريض ديني وتمويل سياسي وتسليح واشتركت كل دول العالم للحرب على سورية وبكل خبراتهم القتالية المتوحشة محاولين الفتك بالشعب السوري وتدمير البلد بمؤسساته, ووقف رئيسنا صامداً ويساند رجال جيشه الجبار يذهب إلى ساحات القتال ويشاركهم الطعام, وبعد الصمود والحفاظ على محور المقاومة كان النصر, ورغم كل الأزمات الشديدة الاقتصادية والمعيشية ما كان غير الصبر ومعالجة الجراح بكل ما أعطي من قوة ولكننا ما زلنا بحاجة لرئيسنا الذي نهض بنا لمصاف الدول وأمنا لنا النصر لنكمل معه المسيرة, ولا نكتفي بأن نذهب لصناديق الاقتراع وندحض مؤامراتهم بل نحفز المترددين لنكون بأكبر تظاهرة لسيادة الرئيس وبكل حرية وإرادة وديمقراطية على صناديق الاقتراع, لنوفي بوعدنا لمن أوفى الوعد وأرسى علينا الأمان والسلام ويكون لنا انتصار آخر.
وقدمت بعض المداخلات من السادة الحضور والتي أغنت محاور الندوة وأضاف السيد اللواء رضا شريقي رئيس رابطة المحاربين بقوله: سيكون لنا احتفال كبير بالوطن وقائده في الأيام القادمات, ويوم الانتخاب سيكون صندوقاً واحداً في الرابطة من عشرة صناديق في المدينة لنعبر عن انتمائنا الوطني.
هدى سلوم