أزمة نقل خانقة على خطوط الحفة- اللاذقية

الوحدة 18-5-2021

 تبدو صورة أزمة النقل والمواصلات في الحفة كمثيلاتها في مناطق اللاذقية الأخرى وإن اختلفت في التفاصيل ولعل من يقصد هذه المنطقة وخصوصاً في أوقات الذروة الصباحية أو المسائية يمكن أن يلحظ ملامح تلك المشكلة بوضوح من خلال الازدحام الحاصل في مركز منطقة الحفة وعلى مفارق القرى الواقعة على الطريق التي تصل ما بينها, بين اللاذقية في الفترة الصباحية وفي مركز الانطلاق الشرقي في الفترة المسائية وكل ذلك في ظل النقص الكبير الحاصل في عدد وسائل النقل التي تقل ركاب المنطقة وقراها والذي يسد جزء منه من خلال التدخل الذي تقوم به شركة النقل الداخلي والذي يساهم في حل جزء من المشكلة دون التمكن من حلها كلياً وهو ما يحمل الركاب أعباء كبيرة سواء من الناحية المادية أو من النواحي المتعلقة بالانتظار الطويل حتى الحصول على وسيلة النقل المطلوبة هذا الانتظار الذي يسبب مشكلة حقيقية لبعض الفئات من الركاب وخصوصاً طلاب الجامعات والموظفين الذين يؤدي عدم توفر وسيلة النقل اللازمة لهم إلى تأخرهم في الوصول إلى دوامهم في الأوقات المحددة ناهيك عن تحملهم للأعباء المادية الناجمة عن دفع أجور إضافية للسرافيس التي تأتي من خارج  خط الحفة وتأخذ منهم أجور إضافية وكل ذلك أمام أنظار المعنيين بأمور النقل الذين يبدو حدود تدخلهم لحل المشكلة خجولة ودون المستوى المطلوب ولا سيما من النواحي المتعلقة بضبط تجاوزات السائقين العاملين على هذا الخط الذين يحصلون على مخصصاتهم من المحروقات بالسعر المدعوم دون الالتزام بالعمل على خطهم بالشكل المطلوب وكل ذلك في ظل حديث متداول عن بيعهم لتلك المخصصات في السوق السوداء مستغلين الفارق السعري الكبير ما بين السعر المدعوم وسعر السوق السوداء وهي المشكلة التي تتكرر الشكوى منها على أغلب خطوط النقل في المحافظة.

 ولا تقف المشكلة عند حد عدم الالتزام بالعمل على كامل الخط بل أن الكثير من هؤلاء السائقين يلجؤون إلى نقل الركاب من الكراج الشرقي إلى القرى التي تقع على طريق الحفة اللاذقية دون الوصول إلى نهاية الخط وبعد تقاضي أجر كامل الخط من الركاب وهو الأمر الذي يحرم ركاب مدينة الحفة من وسيلة النقل التي توصلهم إلى منازلهم ويؤدي بهم إلى دفع أجور كبيرة سواء من السرافيس التي تعمل على خطوط أخرى مثل سقوبين وصناعة كراج الفاروس أو صلنفة والتي تستغل النقص الحاصل في عدد وسائل النقل لفرض تعرفات مضاعفة يضطر المواطن لدفعها في ظل عدم وجود البديل مع الإشارة إلى أن هذه المبالغ تتراوح ما بين 500-1000 ليرة لكل راكب علماً بأن التعرفة الرسمية المحددة من قبل الجهات المعنية تصل إلى 250 ليرة سورية فقط وإذا كانت الحلول المطلوبة لحل هذه المشكلة تتضمن الزام السيارات المسجلة على خط الحفة اللاذقية بخطها كاملاً وعدم الاختصار بالعمل على بعض القرى الواقعة على هذا الخط وزيادة رحلات النقل الداخلي وخصوصاً في أوقات الذروة ولا سيما الذروة الصباحية فإن مشكلة بعض القرى القريبة من الحفة تبدو أكبر جزء قلة وسائل النقل الموجودة  أصلاً والأجور المضاعفة التي تتقاضاها منهم بعض وسائل النقل المتاحة سواء سيارات الأجرة التي تتقاضى 5000 ليرة للطالب الواحد من الحفة إلى قرية بابنا على سبيل المثال على الرغم من أن المسافة لا تزيد عن 7كم أو السرافيس والباصات التي تتقاضى أضعاف التعرفة المحددة بعد إخضاع الراكب للابتزاز بدعوى الحصول على محروقاتها بالسعر الحر علماً بأن الجميع يحصل على تلك المخصصات بالسعر المدعوم وأمام هذه الحالة تبدو الضرورة ملحة لحل مشكلة النقل من وإلى الحفة من جهة ومن الحفة إلى قرى ريفها من جانب آخر وكل ذلك بغية الحد من المعاناة المادية التي تفوق قدرة الركاب وخصوصاً من الطلاب والعاملين أو المعاناة الناجمة عن الانتظار الطويل للحصول على وسيلة النقل المطلوبة ومن هنا فإننا وباسم سكان المنطقة نعرب عن أملنا في إيلاء الموضوع الاهتمام الذي يستحقه من أجل التخفيف من هذه المعاناة التي يعيشها أهالي الحفة وريفها مع وسائل النقل.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار