كعك العيد… (ع قد لحافك مدّ رجليك)

الوحدة : 14-5-2021

عجت أرصفة الأسواق هذا العيد بأصناف من الكعك, والبيتفور المحلى بألوان وأشكال من السكريات ليس فيها مذاق واشتهاء, وكان لها انحناء لبعض المارة بعد سماع صوت مناديها الكيلو بخمسة آلاف ليرة فقط, لتقول لي جارتي: اقتربي لنأخذ حلوى العيد فهي رخيصة عن المحلات والدكاكين ولا تستوي معها بعشرات الآلاف, ولكني رفضت وبعد أن عادت إلي نظرت في الكيس الذي تحمله فكان المنظر سقيماً ورجوتها أن ترجعه فلا منظر فيه ولا شكل ولا لون فكيف لها أن تطعم صغارها أو ضيوفها من هذه الأصناف, رفضت وردت بأن ليس لها صبر على صنع كعك العيد كما أنها مكلفة, وهذه أرخص وأوفر وبلا جهد وانشغال طوال اليوم بتحضير العجين والحشوات ولا كهرباء, كما أنها تناسب مدخرات العيد والأولاد يشتهونها, فهم محرومون من شراء الحلوى منذ وقت طويل بسبب الغلاء, ألا تكون لهم حلوى في العيد؟ وهم ينتظرون بالتأكيد فقد تعودوا على أنه في العيد نأتيهم بالكعك والسيلان, وهو اليوم كمشة صغيرة لا تكفي فم واحد بأربعة آلاف ليرة وما فوق بلفة نايلون.

الحق معك .. لا عيد بلا حلوى, ولكن يمكنك صنع كعك العيد بالبيت ومع الأولاد, ليشعروا بطعم ونكهة العيد بنفس السعر الذي صرفته على كيلوين, فقد حملت معي كيلو سميد بألفي ليرة وعجوة بألف ووقية جوز بخمسة آلاف ليرة وطحين بألفين،والسكر موجود بالبيت من التموين, لكن الكمية التي سأحصل عليها ستكون ضعفين, تكفي الأولاد لأيام وحتى أني سأحمل بعضاً منها لبيت حماي, فقد تعودنا زيارتهم وتهنئتهم في أول يوم بالعيد, ولا يمكن أن أكون فارغة اليدين مهما ضاقت الحال, فحماتي علمتني صنعها وكنا نجتمع مع الأقارب لصنعها في باحة الدار, حيث أكواب عصير الحصرم والتوت تنعشنا وأحاديث الأفراح تروي الفؤاد, آه يا عيد بأي (وجع) وحال جئت يا عيد ..

هذا ما جاء على لسان السيدة سناء ترخان_ موظفة في مشغل للخياطة وتابعت تخبرنا كيف لنا ،نصنع حلويات العيد التي اعتدنا عليها وأصبحت تقليداً شعبياً وعادة لا نقدر أن نتجاهلها ولو في الأزمات, حيث بها تنفرج أسارير الأهل والأولاد وحتى الزوار بمذاق وتشبع العين فتقول :

لصنع كعك العيد نحتاج لكيلو طحين وكأس (زيت مازولا, سمنة, حليب, سكر) وظرف فانيليا  وأخر خميرة الحلوى مع كمشة من خليط السمسم وحبة البركة والشمرا واليانسون, تعجن جيداً وتقطع على شكل دوائر وتوضع بالفرن لعشر دقائق حتى تحمر, كما أن لأقراص العجوة والجوز نفس العجين من السميد والسكر والسمن, لتعج رائحته الزكية في كل أرجاء  البيت, وهو ما يعمل في النفس رائحة العيد طيبه وكل عام وأهلنا وبلدنا بألف خير.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار