الطفل الخجول.. معرض للسخرية والانزواء

الوحدة: 6-5-2021

 

الخجل الزائد عند الأطفال  من الأمور الصعبة التي تؤرق معظم الأهالي  ومن علامات خجل الأطفال الابتعاد عن المشاركة باللعب مع أقرانهم والانزواء وحيدين وعدم التحدث مع أحد والوقوف بعيداً أو مراقبة الأطفال الآخرين الذين يلعبون لا يشاركون ولا يتفاعلون .

الطفل الخجول يراقب غيره دون أن ينظر إليه أحد، يراه يخبئ رأسه أو في حضن والدته. السيدة أمل علي – رياض أطفال قالت: الخجل مشكلة تربوية نهايتها ضعف في التحصيل الدراسي إذ يصف المختصون الطالب الخجول بأنه مسكين وبائس يعاني من عدم القدرة على الأخذ والرد، والطالب الخجول يحمل في طياته نوعاً من ذم سلوكه لأن الخجل  في حد ذاته هو حالة عاطفية أو انفعالية عقدة طوي على شعور بالنقص والعيب إلى جانب أنه لا يبعث على الارتياح والاطمئنان في النفس ويتدنى مستوى تحصيله ويتراجع عن زملائه فكثير من الطلبة لا يستطيعون القراءة في المدرسة، و كذلك الغياب المتكرر، ولكن ليس معنى ذلك إطلاقاً أن  طالباً خجولاً متأخراً دراسياً .فكثير من أوائل الطلبة يعانون الخجل والشعور بالنقص وقد يكون السبب الحرمان المادي والعاطفي والتربوي والحماية الزائدة للطفل وعلى الأهل معالجة الخجل والابتعاد عن القسوة في المعاملة والتشجيع على الجرأة والشجاعة واتخاذ القرار وإشراكه على الآخرين لكسر حاجز الخجل . حول خجل الأطفال قول السيدة فتون أم لولدين ولكل منهما طباع وسلوك مختلف ،خجل الأطفال أمر طبيعي لكنه إن استمر لوقت طويل وتكرر بحضور الغرباء. فإنه بحاجة إلى معالجة واهتمام من قبل الأهل والمربين، إذ استمر إلى ما بعد مرحلة التعليم الأساسي فعلى الأهل أن يتنبهوا جيداً أو يهتموا أكثر، وعلى الأم تقبل خجل ابنها ولا تشكو خجله وإجباره على القيام بواجبات اجتماعية خارجة عن إرادته لأن ذلك سيشعره بأنه شخص سلبي يسبب الإزعاج لمن حوله ويفقد الثقة بنفسه، و مساعدة ابنها كي يصبح شخصاً اجتماعياً محبوباً لأنه يحتاج لمساعدته بالمواقف الاجتماعية المختلفة والوقوف إلى جانبه في اللقاءات الأولى وتشجيعه على اللعب مع الأطفال الموجودين بالمكان وإلحاق الطفل بروضة أو ناد لممارسة أي نشاط رياضي والتعرف على العديد من الأصدقاء والتفاعل والتواصل معهم.

المربية نجلاء عبد الله: خلال تعامل الطفل مع أقرانه يتعلم بعض المهارات الاجتماعية اللازمة لنموه وتطوره المعرفي وكيفية فهم مشاعر الآخرين وكذلك مهارات الحديث والتفاوض والاختلاف الرأي وتقبل الرأي الآخر بطريقة سلسلة عفوية مقبولة، وعلى الأهل تعليم الطفل كيفية السيطرة على انفعالاته بين أصدقائه لأن ذلك يؤدي إلى نقص الخبرات ومهارات التعليم ويتأثر لديهم الشعور بمستوى احترام الذات والثقة بالنفس ، والطفل الخجول أكثر عرضة للسخرية ويُعامل معاملة سيئة ويجد صعوبة بتكوين صداقات ولا يستطيع الاقتراب من الآخرين، وبسبب خجله يمتنعون من الاقتراب منه حيث يشكل الخجل حاجزاً بوجهه يمكن أن يؤدي إلى الأضرار بصحته النفسية وتقليل ثقته بنفسه. أخيراً يتعارض خجل الطفل مع نشاطه في المدرسة والأسرة ويجعل منه طفلاً صامتاً طوال الوقت ما يستدعي تدخلاً فورياً من قبل الأهل والمربين وتشجيعه على الانضمام إلى مجموعات وتكوين صداقات جديدة بديلة عن تلك التي كانت تضايقه وتسبب قلقة وتوتره وتعليمه بعض الممارسات الاجتماعية البسيطة كإلقاء التحية على الأصدقاء والأقرباء وتعليمه طرح الأسئلة البسيطة واطلاعه على القصص المسلية التي تحمل معاني اجتماعية وحثّه على تقليد بعضها، وإن حصول الطفل عن صديق واحد يلعب معه ويتحدث إليه فيل بأن يشعره بالسعادة ويعيد له الثقة بنفسه والتواصل مع المحيط وتوسيع دائرة الأصدقاء حوله.

 معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار