الوحدة : 22-4-2021
حين قرأت في إحدى المطالعات عن تجربة ثقافية منذ سنوات يجري تطبيقها في سجن (كاتاندوفاس) في البرازيل, راقت لي الفكرة رغم استحالة تطبيقها في مجتمعاتنا وأيامنا هذه، حيث تعطي إدارة السجن كتاباً لكل سجين في أول الشهر وتطلب منه قراءته، وهو حر في أن يقرأ أو يهمل الكتاب، لكن السجين الذي يقدم في آخر الشهر تلخيصاً للكتاب، مكتوباً في أربع صفحات، يحصل على خصم لأربعة أيام من مدة محكوميته، وهي خطوة جيدة وإيجابية في نيل حريته من جديد وخصوصاً أن المطالعة تنور عقل المساجين وتهذب سلوكهم، كما أثبتت التجربة فعاليتها في تقليص المشاحنات فيما بينهم وتهدئة نفوسهم…
اليوم، أصبحنا نفتقد الكتاب والقراءة ونقف أمام جيل يلهث وراء صفحات التواصل الاجتماعي رغم هشاشة أخبارها أحياناً وعدم مصداقية معلوماتها..
أصبحنا نفتقد تلك الصداقة الدافئة بين أصابعنا والورق، ونتساءل إلى أين نمضي ونحن أمة لا تقرأ، ونسجن أنفسنا في دوامة القلق اليومي والتكرار، بينما في الضفة الأخرى هناك من يشتري حريته المفقودة بالقراءة!
منى كامل الأطرش