المخطط التنظيمي في الريف بميزان السلبيات والإيجابيات

الوحدة 18-4-2021

قبل أن نخوض في خضم موضوع المخطط التنظيمي ما له وما عليه لا بد بداية من تعريفه، فهو المخطط الذي يوضح الرؤية المستقبلية للتجمعات السكنية لمدة ٢٥ سنة مستقبلية من طرق وشوارع وصرف صحي ومدارس وتجمعات تربوية وصحية وحدائق والجهة المخولة بوضع المخطط التنظيمي هي لجنة إقليمية تشترك فيها جهات كثيرة منها نقابة المهندسين والبلديات والخدمات الفنية والعقارية وبرئاسة المحافظ وتجتمع بقرار من المحافظ.

في الريف يرى البعض أن المخطط التنظيمي بدعة، بل وعائقاً أمام المواطن حين يريد استثمار أرضه وعقاره، في حين يرى آخر أنه وُجد لراحة المواطن وخدمته.

حيال ذلك كانت هناك آراء عديدة من رؤساء بلديات ومواطنين.. الأستاذ علي سليمان رئيس بلدية بسنديانا قال: المخطط التنظيمي وُجد لخدمة المواطن لا لعرقلته.. عندنا في قريتنا ضرب حيازات (حواكير) المواطنين الصغيرة بحيث لم يعد الكثيرون يستطيعون البناء فيها فإما مضروبة بأوتوستراد أو حديقة أو مجمع تربوي!

لدينا مجمع تربوي (وثانوية لأربع قرى) ورياض أطفال وملاعب وحدائق وأنشطة وثلاث أوتوسترادات لا يزيد طول الواحد منها عن ١٥٠٠ م ولا يبعد الواحد عن الآخر ٥٠ م وتنتهي بآخر القرية بعقدة مرورية بمساحة ١٠ دونمات من الأراضي الزراعية والسياحية المخصصة للبناء ومثلها عقدة بأول القرية وعند نهايتها مثلاً بقرية بسطوير تنتهي كليا الأوتوسترادات لأن لبسطوير مخططاً مغايراً يعني ثلاثة أوتوسترادات في قرية بسنديانا غير ممكنة التنفيذ إلا بقدرة إلهية لأنها تمر عبر مصبات وأماكن صخرية وعرة (شير) وفي أحدها نبع ماء ولا يمكن لأصحاب الأراضي المارة بها أن يستفيدوا منها ولا استملكتها الدولة.

ثلاثة أوتوسترادات بعرض١٤متراً لكل واحد لتخديم بسنديانا والطريق العام الذي يربطها بالقري المجاورة ومحافظة حماه ومدينة جبلة لا يتجاوز ٦ أمتار!

المخطط التنظيمي لقرية بسنديانا مثلٱ يحرم العشرات من أبنائها الاستفادة من حيازات (حواكير) لا تتعدى مساحتها ٥٠٠ م أو ٨٠٠ م من البناء وقد طبق عليهم ضابطة بناء كما لو أنهم في حي أبو رمانة بدمشق، هؤلاء سيضطرون لهجرة قراهم قسراً طبعاً ومثلها قرى كثيرة ، ٤٠٠ متر مربع في مناطق أخرى يسمح ببناء محضر.

من ناحية ثانية لماذا الحدائق بالريف؟ قرى مثل بسطوير وخرايب سالم وبسنديانا هي حدائق كبيرة خلقها الله وحباها من الجمال الإلهي وأغناها فليست بحاجة لحدائق ترهق وتعرقل حياة أبناءها، وهي بالأصل مصنفة قرى سياحية.

إلى بلدية القطيلبية ورئيس الدائرة الفنية المهندس مالك أسعد والذي قال: المخطط التنظيمي ظالم لأصحاب الحيازات الصغيرة.

 الشوارع وحسب القانون ٢٣ منها ٥٪  للبلدية وهناك شوارع تخدم المقاسم السكنية الناشئة.

هنا مواطنون ناموا واستيقظوا ليجدوا شوارع تخترق منازلهم حسب المخطط التنظيمي ولا حول ولا قوة لهم فلا هم قادرون حتى على ترميم وتحسين بيوتهم.

بالنسبة للقطيلبية هناك توسع شمل الكثير من المناطق يشمل شرائح بناء ممتازة.

لكل بلدة وقرية وحارة وعقار حيثياتها وخصوصيتها حسب التصنيف من سكن حديث وقديم.

مناطق الحماية هذه لوحدها مشكلة المشاكل ومؤخراً صدر تعميم من رئاسة مجلس الوزراء بتحديد مسافة ٢٠٠ م كحد للمخطط.

وكل من هو ضمن الحماية لا يمكنه الدخول ضمن المخطط إلا عبر التوسع بالمخطط ولكن يمكنه بناء بيت زراعي بمساحة ١٢٠ م لكل أربع دونمات.

الاعتراضات عادة ما تطلب إلغاء طريق أو تغيير شرائح سكنية وزيادة عدد الطوابق وتغيير من سكن قديم لسكن حديث فمثلا بستان مساحته دونمان ونصف مسموح بناء طابقين يتحول بالسكن الحديث كل ٤٠٠ م بناء محضر سكني.

في الدالية قال رئيس البلدية فواز عون: آخر تعديل على المخطط لدينا هو في ٢٠٠٥ والحيازات لدينا صغيرة وحسب الشرائح السكنية صارت ٨٤ م مربع كونها بلدة قديمة نتيجة تخفيض الشريحة، وهذا العام هناك تعديل على ضابطة البناء وزيادة عدد الطوابق وتوسع للمخطط وطبعاً يستتبعه تخديم بكل شيء، ولكن كما هو معروف اللجان العقارية والفنية التي تقوم بالمسح والكشف الحسي يستغرق عملها أكثر من شهر وبالتالي يلزمها مصاريف وتكاليف تنقل، والوضع المادي حالياً سيء.

في البرجان قال الأستاذ معين أبو غبرة رئيس البلدية: البرجان آخر تعديل وتوسع لقرية البرجان في العام ٢٠١٦  وتقدم المواطنون باعتراضات تم البت بها مؤخراً، أما في الأشرفية فآخر تعديل فكان في عام ٢٠١٧ وفي عرب الملك ١٩٩٢ وفي الصليب – عرب الملك ٢٠٠٦ وفي الزهيريات هناك مخطط توجيهي من العام ٢٠١٣.

في حمام القراحلة أكد السيد مروان شبانة رئيس البلدية أنه منذ العام ١٩٩٢ لم يصدر أي تعديل للمخطط التنظيمي لكن حاليا هناك إضبارة جاهزة وفيها ١٣٠ اعتراضاً وسوف يُبتُ فيها حال اجتماع اللجنة الإقليمية.

أما عن مساوئ المخططات التنظيمية فكان كلامه مطابقاً لكلام الأستاذ علي سليمان في بلدية بسنديانا من حيث الظلم الواقع على المواطن والعقار، شوارع عريضة ٨- ١٤ م تضرب الحيازات (الحواكير) الصغيرة، بساتين خاصة وهي ضمن المخطط وأمام المنازل ولا يمكن البناء بها أيضا حدائق، لدينا ٨٠ دونماً مخصصة للحدائق.

صحيح شرائح البناء لكل منطقة خاصة بها وكل منطقة مشكلتها مختلفة لها محاسنها وإيجابياتها، الشرائح التنظيمية ضرورية وممتازة وحسب المخطط تمنع البناء العشوائي وتحقق الوجائب وترك أماكن للشوارع والأرصفة وزيادة عدد الطوابق وتخديم المباني والعقارات، أما عندنا في الريف فيجب أن تكون المخططات بسيطة تراعي الأراضي الزراعية والحيازات الضيقة والطبيعة الجميلة السياحية.

أحد المواطنين بالحمام قال: لدي قطعة أرض منذ ثلاثين عاماً لا يمكنني البناء فيها ولا هم استملكوها.

في بسطوير المواطنون الذين اعترضوا على المخطط التنظيمي ولأكثر من مرة، المواطن يوسف محمود: منزلي عمّره والدي منذ الستينات ولدينا عشرات الدونمات أنا وإخوتي وكلنا خارج المخطط وأراضينا مناطق حماية.

في الختام وبعد اطلاعنا على ما يكتنف المخططات التنظيمية من ظلم والكثير من عدم فهم قوانينه من قبل الأهالي وخصوصيته الخالصة يتضح لدينا أن كل قرية صغيرة أو مزرعة وحتى حارة بحاجة لموضوع للوقوف على حيثيات مخططها التنظيمي، بل كل عقار ضمن القرية والحارة له خصوصية وحيثيات.

لكن ما لفت نظرنا بالمخططات التنظيمية الصادرة لقرى الريف الجميل ومنذ عشرات السنين والمصنفة سياحية وفيها ما يسلب اللب من مناظر ومواقع أخاذة أنه تم لحظ حدائق ومتنفس للسكان، بينما بالمدن المزدحمة والتي هي أحوج ما تكون إلي الحدائق والمتنفسات قد حرمت منها وإذا وجدت حديقة أو تم لحظها يتم الاعتداء عليها وإشادة محاضر سكنية على حسابها وأكبر مثال على ذلك ضاحية الأسد السكنية التي لا توجد أي حديقة فيها ، وإذا ما بقيت قطعة أرض متناهية الصغر سارعوا إلى البناء فيها!

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار