السوق الشعبي في الحفة تجربة لم تكتمل خطوات نجاحها

الوحدة: 28-2-2021

 

 

 

مع مضي عدة أشهر على افتتاح السوق الشعبي في الحفة والتي تعتبر نافذة لدعم المزارعين المنتجين لعرض منتجاتهم الزراعية والغذائية بشكل مباشر للمستهلكين وبأسعار منافسة كما هو معول عليها، كما تعد خطوة إيجابية باتجاه إلغاء حلقات الوساطة واحتكار التجار والتلاعب بالأسعار بما ينعكس إيجاباً على المواطنين من ذوي الدخل المحدود في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، لكن بالرغم من جميع التسهيلات المقدمة من مجلس مدينة الحفة لإنجاح تجربة السوق الشعبي لكن النجاح لم يكن حليفها في استقطاب المزارعين المنتجين لعرض منتجاتهم بالمجان خلالها، ولعل مرد ذلك هو انخفاض القوة الشرائية وارتفاع تكاليف وأجور النقل التي دفعت الكثير من المشاركين بالعزوف عن عرض منتجاتهم.

وللوقوف على أهم الثغرات والصعوبات التي اعترضت استمراريتها جريدة (الوحدة) رصدت واقع هذا السوق من خلال التواصل مع المعنيين والمشاركين فيها. حيث أكد رئيس مجلس مدينة الحفة المهندس فادي زلوخ بأنه تم تخصيص ساحة مجانية كسوق شعبي لبيع كافة المنتجات الزراعية والغذائية بالقرب من مركز المدينة بمساحة ٨٠٠ متر مربع ليتسنى للمزارعين بيع إنتاجهم بشكل مباشر للمستهلكين بعيداً عن حلقات الوساطة، وأضاف: يستوعب هذا السوق أكثر من٥٠ خيمة، وقد أنهى المجلس تنفيذ المرحلة الأولى والبالغة قيمتها ٢٧٣،٣ملايين ليرة والتي تضم ثمانية عشر خيمة بالإضافة إلى طاولات معدنية ورفوف خشبية وقد طرحت للمنتجين مجاناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأضاف م. زلوخ بأن عدد المشاركين بداية وصل إلى ٤٠ مشاركاً ولكن اقتصر عدد الذين التزموا لأيام قليلة على ثلاثة منتجين مرجحاً أن يكون السبب في ذلك إلى عدم وجود قوة شرائية وقلة الحركة والإقبال من قبل المواطنين بالإضافة إلى ارتفاع أجور وتكاليف النقل،  مبيناً أن ذلك أدى إلى عزوف الكثير من المشاركين عن عرض منتجاتهم، وكخطوة لتنشيط السوق الشعبي وتشجيع أبناء المنطقة لعرض منتجاتهم تم تخصيص يوم الغثنين من كل أسبوع لإعادة إحياء وتفعيل البازار الشعبي الذي كان يقام بداية كل أسبوع في مدينة الحفة لسنوات طويلة والذي توقف نتيجة الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها مدينة الحفة خلال الأزمة، وتأتي هذه الخطوة بهدف تشجيع أهالي المدينة والقرى المحيطة لعرض منتجاتهم المختلفة ولإضفاء التنوع على المنتجات المعروضة واستقطاب عدد أكبر من المواطنين الذين يرتادون السوق.

 

كما التقينا عدداً من المشاركين في تجربة السوق الشعبي للوقوف على الأسباب التي دفعتهم لعدم المتابعة حيث حدثنا المواطن صفوان خليل وهو مربي نحل بأن مشاركته تمثلت بعرض بعض منتجات العسل وأنواع مختلفة من الحبوب والبقوليات واستمر بعرض منتجاته لمدة ٤ أسابيع ونتيجة لعدم وجود أي إقبال من المواطنين المرتادين للسوق فإن مشاركته أصبحت بمثابة هدر للوقت دون أي مردود لذلك اقتصر على عرض منتجاته ضمن اليوم المخصص من الأسبوع كبازار بحيث تنشط الحركة بشكل جيد من قبل المواطنين.

أما أحمد عابدين من مدينة الحفة قال شاركت في بداية افتتاح السوق الشعبي بعرض بعض نباتات الزينة والصباريات المنزلية كخطوة لتشجيع السوق الشعبي كونه من المفترض أنه يخدم مدينة الحفة وريفها ونتيجة  لعدم وجود حركة بيع وشراء وإقبال من المواطنين بالإضافة إلى عدم إقبال المزارعين المنتجين بعرض منتجاتهم خلالها دفعني لعدم الاستمرار فيها. أما السيدة ميادة السمر فقد شاركت بمنتجات المرأة الريفية كالمقطرات والنباتات الطبية والعطرية بالإضافة إلى بعض أنواع المربيات، مشيرة إلى أن مشاركتها لم تتعدى أيام معدودة نتيجة انعدام الحركة ضمن السوق.

هكذا فإن السوق الشعبي في الحفة لم يبصر النور وفشل في تحقيق الهدف الذي صمم لأجله في إتاحة المجال أمام المزارعين لعرض منتجاتهم ، والبيع المباشر للمستهلكين دون المرور بحلقات الوساطة . ليتحول على أرض الواقع إلى مجرد بازار لعرض بعض المنتجات والبضائع المختلفة من ألبسة وأحذية وأدوات منزلية ومنظفات بأنواعها.

داليا حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار