السوق الشعبي في جبلة…. ما له وما عليه

الوحدة: 28-2-2021

 

 

 

عندما أطلقت الأسواق الشعبية في المدن والمناطق فرح الكثيرون، مستهلكون ومنتجون، فالمستهلك الذي منّى نفسه بالحصول على منتج جيد طبيعي بلدي بعُرف الجميع ورخيص بنفس الوقت غير محمّل بمبالغ الوساطة – البازار- ومتفلتاً من جشع تاجر امتهن إضافة نسبة ربح تقارب السعر الحقيقي، كذلك المنتِج الذي سال لعابه على بيع ما ينتج من أرضه وكرمه، أيضاً دون دفع (كمسيون) لتاجر البازار متخطياً عدة حلقات تسحب أضعاف تعبه لجيوب أصحابها، لكن الحقيقة لم تكن كذلك مطلقاً، فلا المستهلك حصل على ما تأمل به ولا المنتج حصد تعبه..

 

 

 قصدنا السوق لنجد بضع طاولات غير مشغولة كلها إلا من بضعة باعة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة وأمامهم بعض الخضار وبكميات قليلة وأنواع محدودة من الخضار الورقية.

في تحقيقنا هذا حاولنا الوقوف على آراء الباعة من المنتجين والمستهلكين كذلك البلدية التي قدمت السوق والمكان للمنتجين وبداية مع المنتجين والبائعين  الذين كانت إجاباتهم مختلفة…

– أبو علي حشيش من بسيسين قال: البلدية مشكورة قدمت لنا المكان وأقامت لنا هذه المظلات، ولكن نحن نعاني من أننا في حال بقي معنا بضاعة فنضطر لنقلها إلى المنزل والإتيان بها في اليوم الثاني وهذا يرتّب علينا مصاريف زائدة كم طالبنا بأن يتم تأمين مكان مغلق نضع فيه البضاعة لليوم الثاني أسوة بالمحلات التي خصصت للسوق الشعبي بالقرداحة والحفة، وكما ترون شمسية وطاولة ويطلق عليها سوق! وبالمناسبة أنا كل ما أحضره إلى هنا من أرضي وأحياناً أضطر لبيع القسم الكبير منها في سوق الهال لأن السوق هنا لا يستوعب كل إنتاجي ولأن البيع هنا خفيف.

– أما جار أبو علي الذي رفض ذكر اسمه فقال: خدمات البلدية لنا تكاد تكون معدومة، كالحمامات التي تبقى مقفلة، فنضطر للدخول إلى حمامات الجامع، هذا الوضع يعرضنا للحرج، كذلك كنا نأخذ الماء من حنفية من المقبرة قرب طاولاتنا فأقفلوا الباب والماء في الحديقة لكن سأضطر لترك بضاعتي والذهاب للحديقة من أجل الماء وكما ترون هذه الشماسي التي لا تغني لا من المطر ولا من الشمس والبضاعة بالتالي تذبل وتتأثر بفعل عوامل الطبيعة وحتى عندما كنا بساحة العيد شرق حديقة الملعب كان الوضع سيئاً في حين تم التصريح للتلفزيون بأنه تم تأمين كل الخدمات ومن أفضلها للسوق الشعبي وبالحقيقة بضع مظلات وعدة طاولات على حائط المقبرة.

– بائع آخر قال: أنا أحضر بضاعتي من البازار ومن أرضي أحياناً نغطي و نترك البضاعة والوضع جيد .

– وبائع آخر قال: نتركها والأمان بالله وأحياناً كثيرة تتعرض للسرقة.

وفي مقابل السوق (إن كنا نستطيع تسميته سوقاً) الذي يحاذي سور المقبرة هناك سوق المرأة الريفية.. بضع مظلات وطاولات، صادف وجود سيدة واحدة هي نادرة أحمد لم يتواجد غيرها حينذاك طبعاً مع زوجها، قالت: البيع قليل جداً والوضع سيئ، نبقى طيلة النهار وأترك أولادي يومياً كل النهار لأبيع منتجاتي ولأوفر مصروف المنزل، وغالب الأحيان يأتي معي زوجي، وكما ترون منتجاتي من دبس فليفلة وخل ودبس رمان وزيت زيتون وتين مجفف  والصابون البلدي والزيتون، والمكان تحول بمجمله إلى دورة مياه للعابرين رغم الشطف المستمر للمكان من قبل البلدية وحتى موظفي البلدية الموجودين بالغرفة داخل الحديقة يعانون مثلنا من الروائح الكريهة،  والبلدية مشكورة  بعد مطالبات كثيرة قدمت لنا غرفة لنضع فيها البضاعة كي لا نعيدها معنا للمنزل يومياً، تعرضنا كثيراً لسرقة الطاولات ولكن مؤخراً لجأنا إلى ربطها بالجنزير وقفلها، أما عندما طلبنا من البلدية أن تبني لنا محلات كان الرد:  هذا سور حديقة ولا يمكننا ذلك.

 وهنا تدخل زوجها قائلاً: صحيح منطقة حيوية وقبل السوق المقبي ومنطقة عبور كثيفة للمواطنين ولكن بعد الظهر وبعد إقفال دورات المياه في الحديقة تتحول المنطقة لمكان قضاء الحاجة للمارة وهل هذه الشمسية تحمي من الرياح والمطر والشمس؟

أما آراء المواطنين فكانت أيضا متضاربة حول موجودات الباعة وأسعارها وحالتها…

المواطن حيدر درة قال  أجد الخضار هنا أفضل وأرخص من السوق وهي بلدية، على الأقل.

المواطنة وفاء أم اسكندر قالت: رائحتها وطعمها أفضل عدا عن أسعارها الملائمة جداً وأنا دائماً أشتري من هنا.

سيدة لم تذكر اسمها قالت: أنا بالصدفة أشتري والأسعار مثلها مثل السوق والمعروضات قليلة جداً لا تتوفر حاجتنا من جميع الخضار هنا.

المواطنة أم مضر قالت: أكثر من مرة حاولت أشتري فوجدت الخضار المعروضة ذابلة وأسعارها مثل السوق.

تركناهم وقصدنا البلدية وطرحنا مطالبهم فكان جواب الاستاذ أحمد قناديل رئيس البلدية:

كنا حريصين كل الحرص على أن يكون السوق الشعبي في مناطق حيوية ومميزة بالنسبة لمرور وعبور المواطنين في المدينة فكان على الرصيف الموازي للمقبرة وقبل السوق المقبي وعند باب الحديقة.

أما عن دورات المياه فهي موجودة بالحديقة ولا تبعد عنهم أكثر من ١٥ متراً كذلك الماء أيضاً موجود قربهم في الحديقة وطالما الماء موجود في الشبكة فهو متوفر.

أما الغرفة التي وفرناها لهم لوضع بضاعتهم بها طبعاً مع جماعة المرأة الريفية فقد تعرضت بضاعة المرأة الريفية للسرقة وصار خلاف بينهم حول هذه النقطة.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار