الجريح البطل رامي ميهوب: اجعل من جرحك منصة للانطلاق لحياة جديدة

الوحدة 11-2-2021

 

 

 

بإرادة حديدية وعزيمة لا تلين، البطل الجريح رامي ميهوب استعاد ثقته بنفسه، وشمّر عن ساعديه لطرق أبواب مهنة الأعمال اليدوية الحرفية.

الإعاقة ليست إعاقة جسد بل هي إعاقة فكر وتفكير وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح مهما كبلت جسمه القيود.

 الجريح البطل رامي ميهوب من محافظة طرطوس، منطقة القدموس قرية جويتي، تواصلنا معه ليحدثنا عن حياته بعد الإصابة، حيث قال: أنا أحد جرحى الجيش العربي السوري أصبت عام ٢٠١٣ وأحمل نسبة عجز ٨٠ % .

 بدأت بعمل الخشبيات بعد الإصابة بأربع سنوات لأنني لم أجد العمل الذي يحقق لي دخلاً يساعدني على تحسين وضعي المعيشي ويكون لي خطوة نحو الأمام وإلغاء فكرة (أنا عاجز) أو لا أستطيع فعل شيء.. استوحيت فكرة الأعمال اليدوية الخشبية عن طريق اليوتيوب وبدأت في تأسيس مشروع صغير وهو ورشة للأعمال الخشبية.. بدأت في تصنيع مخرطة صغيرة كبداية وتجربة أولاً فكانت ناجحة وممتازة من حيث قدرتي على أن أطبق أي عمل على أرض الواقع، بدأت بصنع قطع تحف صغيرة كاسات خشبية وبدعم من السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد حماه الله استفدت من برنامج مشروعي وأصبحت لدي ورشة عمل.

 ركزت في أعمالي على أن يكون العمل منجزاً للاستخدام المنزلي بلمسات فنية مثل صواني خشبية وبرسمة فنية عبر الحرق بالنار ولوحات جدارية لرسومات بورتريه حرق بالنار أيضاً. كذلك اعتمدت على فكرة تنوع العمل حتى أصبحت أعمالي ملبية لكل الرغبات والطلبات، من أعمال طاولات زهر، أطقم متة، أطقم قهوة، أطقم صواني، لوحات اسمية للمكاتب، كؤوس خشبية تحمل اسم الشخص بالإضافة إلى أعمال تحف مميزة، وبدأت بتسويق أعمالي عبر صفحتي الشخصية على الفيس بوك ويتم توصيل الطلبات عبر شركات الشحن ولكل المحافظات وكل أعمالي إنجازها من على كرسٍ متحرك ولفترات طويلة مما ساعدني على تحسين وضعي جسدياً وما زلت بحاجة لعلاج فيزيائي، وضعي الجسدي لم يمنعني من إنجاز عملي ولم أعرف اليأس يوما وكلمة عجز ليست بقاموسي وإصابتي كانت انطلاقة لمسير حياة جديدة و بإرادتي صنعت عالمي الجميل مع زوجتي والمولود المنتظر وأثبت للجميع أني لست عاجزاً ولا عالة على أحد. وسوف أكمل حياتي أفضل من كثر ليس لديهم إعاقة جسدية.

أودّ أن أوجه كلمة إلى المجتمع تقبلوننا كما نحن، وإذا كان لدينا نقص في أحد الجوانب فهناك ما يعوضه في جوانب أخرى، فقط لا تنظرون إلينا بعين الشفقة ولا تشعرونا بالنقص والدونية بل شجعونا وقفوا إلى جانبنا، فالجسد المكسور لا يعني أبداً إنساناً مكسوراً، ولكل جريح ومعاق حرب اجعل من جرحك منصة للانطلاق لحياة جديدة ولا تقف مهما كانت الصعوبات واكمل حياتك بشكل طبيعي ولا تقل أنا عاجز ولا أقدر على فعل شيء، نحن قادرون ونستطيع أن نكون فاعلين بالمجتمع، وأخيراً أن الإعاقة ليست أبداً إعاقة الجسد أو الحواس، وإنما هي إعاقة الروح والإرادة، وأن الإرادة هي الشيء الوحيد الذي قد يعوّض أي شخص ما فقده من أطراف أو حواس، والسلم الوحيد لتمكينه ليحيا حياة طبيعية أولاً، ثم حياة مليئة بالإنجازات والإنتاج الذي قد يعجز عنه الأصحاء طوال أعمارهم.

نرجس وطفة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار