الوحدة:8-2-2021
من الآخر… المشروع مدته ٣٠٤ أيام، مبرر تأخير فيه ١٤٨٦ يوماً، لكنه لم ينته بعد، أياً كانت التبريرات فإننا اليوم لن نقف أمام منطقة صناعية في ديروتان جبلة وجحا أكبر من أبيه.
مرحلتاها الأولى والثانية لم تكتملا المعالم ولا يعتقد أنه سيفعلان ذلك في القريب المنظور حسبما تشير مؤشرات الإنجاز المادي والإنفاق المالي.
المتعهد شركة عامة من شركاتنا الإنشائية هي الشركة للطرق والجسور فرع اللاذقية عُهدت لها المرحلتان الأولى والثانية وكان أداؤها بطيئاً في كليهما.
المشروع مموّل من اعتمادات الموازنة المستقلة مصدق عقده للمرحلة الأولى في ٢٠١٥/٧/٢٢لمدة ١٥٤ يوماً استلمت الشركة أمر المباشرة المؤقت بعد ستة أيام، إذن لا معوقات في الموقع!.
بينما وقع عقد المرحلة الثانية في٢٠١٦/٧/٢٧ لمدة ١٥٠ يوماً سلّم موقعها بعد قرابة الشهر.
اليوم لاتزيد نسبة الإنفاق في المرحلة الأولى عن الخمسين مليوناً(٧٠%)من قيمة الكشف الكاملة البالغة ٧٨.٥ مليوناً، والتأخير بكل بساطة ٨٢٢ يوماً.
المكتب التنفيذي لمجلس محافظة اللاذقية في ٢٠١٨/٩/٤ وفوقه حبة مسك هي ١١٦ يوماً لم يفهم عن أي فترة هو المجلس حذا حذو نفسه في تبرير الفريد عن الأيام بالجلسة عنها ٥٨ يوماً آخر من أصل ٨٢٢ يوم تأخير أضيف إلى قائمة التبرير في المرحلة الثانية لكن هذا السخاء لم يقابله عطاء من الشركة فالإنفاق عشرون مليوناً فقط لا غير والإنجاز فوق النصف بقليل (٦٠%) من الكشف التقديري الإجمالي ٥٠ مليوناً، لا نتحدث عن مليارات هي أيام متواضعة ستدخل الشركة مع بلدية ديروتان ومجلس محافظة اللاذقية عبر مكتبه التنفيذي بمماحكات تعديلات الأسعار وعدم تبرير تأخير قادم لاسيما أن الفروقات السعرية شاسعة بين عام ٢٠١٥-٢٠١٦و ٢٠٢١ ومن يدري قد يأتي ال ٢٠٢٥ والمنطقة الصناعية بديروتان تترنّح على وقع بطء التنفيذ.
هو الموت البطيء لمشاريع تعلق البلدية في عنق زجاجتها، وما فيه من تفويت منفعة محققة بعد وضع المشروع في الخدمة وتحقيقه إيرادات ستكون وعوناً في زمن القحط، وبدل أن تتجه البلدية لمشاريع تنموية أخرى نرى هذا المشروع يقف في زورها تحشرج به فلا تلفظه ولا تبلعه.
لن نراهن على قطاع عام أو خاص في التنفيذ إذا لا تتساوى أصابع اليد الواحدة وشركة الطرق والجسور كغيرها من الشركات الإنتاجية تموت من دون جبهات عمل فالضرر واحد لكلا الطرفين المتعهد وصاحب المشروع وأنّى لهذه الشركة أن تدفع أجور عمالها إن تعثرت هنا وأخلفت هناك، تنفيذ المناطق الصناعية أبسط من تنفيذ أي بناء طابقي برجي هي مجموعة محال وبنية تحتية لا أخالها معقدة طريق وشبكات خدمية.
خديجة معلا