عزيزي المريض بالشفاء العاجل… من أين لك هذا؟

الوحدة: 31-1-2021

 

 

عندما تكون أمام خيارات: ماذا ستأكل أو ماذا ستلبس، وتحت  ضغط جيبك ومدخراتك ومصدر دخلك الشحيح، فالحلول والخيارات موجودة، لكنها بالطبع تتدرج بالتفاضلية نحو الأدنى واختيار ما يناسب دخلك، أي أنه لديك القدرة بتغيير أسلوب طعامك ولباسك مع ما يتناسب ووضعك المادي لتخضع نفسك لضغط النفقات، أما عندما تخونك صحتك أنت أو أي فرد من أسرتك فتنعدم تلك الخيارات المتعددة، هما اثنان فقط إما أن تهمل صحتك وتتعرض للمعاناة والألم فتسوء حالتك الصحية وإما أن تذهب للطبيب، وهنا سيخونك جيبك ودخلك ومدخراتك لأنك ستبدأ رحلة علاج من المعاينة التي قفزت أضعافاً مضاعفة لدى بعض الأطباء وستكون من ذوي الحظ الجميل إن لم تكن بحاجة لصور شعاعية وطبقي محوري ومرنان وتحاليل لأنه حتى أقل وصفة حالياً لمرض موسمي، رشح، كريب وما شابه تقارب العشرة آلاف ليرة، كل ذلك ولم نخض في أسعار أطباء الأسنان وتكاليف الإصلاح ولا حتى العمليات الجراحية على اختلاف أنواعها لأنها صارت حكراً على فئة قليلة.

في تقريرنا هذا تناولنا عدة حالات تبين ما حصل من ارتفاع على أسعار الأدوية ومعاينات الأطباء والتحاليل والتصوير الشعاعي والطبقي المحوري وكل ما يتعلق بذلك.

– أحمد حسن قال: اضطر ابني وهو طالب مدرسة لإجراء عملية جراحية بسيطة – جلدية- استمرت نصف ساعة كانت كلفتها 65 ألف ليرة، وأنا متقاعد فدفعت راتبي وفوقه عشرة آلاف (وإذا ما اشتغلت بالفاعل نبقى بدون أكل لأن راتبي لا يكفي أسرتي أسبوعاً واحداً وأحمد الله أن صحتي تساعدني للعمل بالأرض والزراعة)

– أم فراس قالت: منذ زمن بعيد أتنقل من قريتي إلى المدينة لأعمل في البيوت وكنت أتقاضى أجراً مقبولاً، وكنت أساعد أبنائي وأدخر من أجري، ولكن مع تقدمي بالعمر أصابني السكر ومع ذلك ما زلت أعمل، وحالياً صرت بحاجة العمل أكثر وكل ما أحصل عليه (يادوب ثمن أدوية وأجرة طريق) نظراً لارتفاع الأسعار وخاصة الأدوية، فمثلاً كنت أشتري علبة السكرين ب  1200، حالياً7500 ودواء الكلس 4000حسب وصفة الدكتور (شهر إي شهر لا) وكل يوم أدفع 500 ليرة أجرة طريق.

ومريضة سكر ثانية قالت: أضطر لشراء شرائح السكر 10 فقط مع بطارية لجهاز قياس السكر 8000 ليرة إضافة لأدوية شحوم وكلس ومميع دم ودواء سكر، المميع كانت 500 ليرة، وحالياً 2200 ليرة، فيتامينات وسكر ومفاصل ومسكنات 30000 ليرة.

في عيادة الأسنان، قالت والدة الطفلة هبة: علاج نقطة تسوس بين السنين الأماميين ثلاث جلسات فقط الجلسة لم تتجاوز الدقيقتين 30ألف ليرة، إذا لم يرض الطبيب بتقسيط المبلغ سأضطر لعمل جمعية حتى أدفع لأن راتبي لا يزيد المبلغ كثيراً.

– المريضة فاطمة قالت: شعرت بألم في صدري وكتفي وراجعت المشفى هرباً من دفع المعاينة وطُلب مني إيكو وبعدها صورة رنين مغناطيسي 45 ألف ليرة وكمية أدوية تجاوز سعرها 20 ألف ليرة، لكن المهم أن أشفى، وطبعاً ليست لدي قدرة أن أدفع خمس المبلغ لولا مساعدة من ابني المتزوج وكم هو شعوري صعب عندما أخس أنه على حساب أحفادي.

– المريض أحمد: تعرضت قدمي لحركة غير اعتيادية وطلب الطبيب صورة بسيطة ب 6000 ليرة  ذهبت وأجريتها بالمشفى ولكن دفعت نصف المبلغ أجرة تكسي والدواء 7800 ليرة هذا المبلغ لم أحسب حسابه وسيكون على حساب أكل أطفالي.

هذه عينة من المرضى الذين حكوا تجربتهم مع الألم الجسدي والمعنوي والغصة التي تشيح بها معاني وجوههم وهم يتكلمون عن معاناتهم عند دفع المال للعلاج (مجبر أخاك لا بطل)

وعند التوجه إلى عيادات الأطباء سمعنا ما يحزن القلب وفي دائرة الرعاية كانت هناك حالات محزنة.

– السيدة فاطمة إسماعيل: لدي ثلاثة أطفال وابنتي مريضة وجئت إلى هنا لعدم قدرتي على دفع المعاينة.

– السيدة جميلة علان قالت: أنا كل شهر أحصل على أدوية السكر مجاناً لأنه لا قدرة لي على شرائها كذلك السيد إسماعيل خضور وجهيدة إسماعيل.

لكن المفارقة أن أحد المراجعين قال: توقفت عن الدواء لأنني لا أستطيع شراءه وبحاجة تحليل جديد ولا قدرة لي.

أما الطبيب علي عطية في المركز فقال: أول ما يسأل المراجع عند المعاينة: (دكتور لا تكترلي أدوية وإذا غالية بلاها) وأحد المرضى وحالته سيئة قال: لقد تركت الدواء منذ شهرين وليست لدي قدرة على شرائه وكم من مرة طلبت من الطبيب أن يستبدل لي الدواء بصنف أرخص.

هذه حال المواطن إذا مرض، فإما يأكل أو يتعالج، وكله يصب في تدني الحالة الصحية، ومعاناة الوجع والألم النفسي والجسدي.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار