رسالة المازوت تلوح في الأفق

الوحدة : 27-1-2021

في منتصف الشهر العاشر من العام الماضي، قدمنا هنا مقترحاً يتعلق بمادة البنزين تحت عنوان (ما رأيكم برسالة البنزين؟)، وطالبنا أصحاب الشأن بتفعيل خدمة الرسائل لتنظيم الدور على محطات الوقود، وتخفيف الفوضى والازدحام في خضم الأزمة، أسوة برسائل الغاز والأرز والسكر، وكالعادة، لم ينتبه أحد من أصحاب القرار لهذا الاقتراح، لأن الباحثين عن الحلول قلة قليلة، وإن وجِدوا، قد لا يملكون من أمرهم شيئاً، وعندما نحسن الظن بهم نقول: الفكرة لم تحضر لديهم.

في الأيام الأخيرة، بدأنا نسمع عن اقتراح مشابه فيما يخص مازوت التدفئة المتعثر، بعدما طُبق في محافظات أخرى، وتيقنّا من جدية الطرح عندما قرأنا حيثيات اللقاء بين السيد رئيس الحكومة، وأعضاء مجلس الشعب عن محافظة اللاذقية، فالأمر كما يبدو على وشك التنفيذ، وهذا جيد، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل الإجرائية؟.

قبل كل شيء، نتمنى أن يصل هذا التفصيل إلى مسمع السيد محافظ اللاذقية، ونائبه، فنحن مضطرون في كل مرة لمخاطبته مباشرة، لاعتبار أن كل من هم دونه، لا يملكون حس المبادرة، ويجبنون عن تقديم فكرة مفيدة، أو يجيرون الأمور لمصالح ضيقة.

بكل بساطة، وكما أسلفنا بخصوص رسالة البنزين قبل أربعة أشهر، نعود لنؤكد أن السبيل الوحيد للتوزيع العادل، والخروج من دهاليز الصهاريج الجوالة، هو إعطاء كل مواطن الحق في اختيار المحطة التي تناسبه، ويجد فيها راحته، وكما اخترنا معتمد الغاز، وصالة السورية، يجب أن نتمتع بالحق في اختيار المحطة الأقرب والأنسب إلينا، وبإمكان سادكوب حينها ارسال طلبات المازوت إلى المحطات بحسب حجم الأشخاص الذين اختاروها، لا بحسب العلاقات البينية، فالمواطن لا يثق بأغلبية الصهاريج، ويقول في العلن:

يأتي طلب المازوت إلى المحطة، ومن ثم تقوم بتعبئته في الصهريج، قبل أن يقوم الأخير بتوزيعه، مما يضعنا تحت رحمة عداد المحطة، وعداد الصهريج، ولا عزاء للمتضررين.

قد تقولون أن المناطق النائية لا توجد فيها محطات وقود، وارسال المازوت إليها يوفر أجوراً كبيرة على سكانها، وهنا أيضاً لا مشكلة، لأن أهل أي قرية لن يعدموا الوسيلة، وبإمكانهم أيضا اختيار مندوب عنهم ووسيلة نقل من قبلهم لجلب المادة إلى أمام منازلهم.

أما بالنسبة للازدحام الذي قد نحسب حسابه عند اتخاذ هذه الخطوة، فلا مشكلة فيه أيضاً، لأن الرسالة كفيلة بالحل، ويمكن للمعنيين تحديد الدور وتنظيمه بسهولة ويسر كما حصل مع فوضى الغاز وصالات السورية (إلى حد كبير).

في السياق ذاته، سمعنا أن اقتراح رسالة المازوت، اقترن بتحديد محطات معينة لتكون مركزاً لتوطين المادة، وهذا الاقتراح غير سليم ولا يحقق الغاية المرجوة من الرسالة، لأننا سنعود إلى دوامة الصهاريج الجوالة، وسنتحول إلى لاهثين خلفها، وباحثين عنها في أزقة المدن، وكي تكتمل الخطوة، لا بد من جعل المادة متوفرة في كل جغرافية المحافظة، وليخرج الجميع من هذه الدوامة التي أوصلت كثيرين منا إلى منتصف الشتاء من دون مازوت للتدفئة.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار