ثلج ومحبة!

الوحدة: 24-1-2021

 

 

 

وعاد الثلج إلى جبالنا من جديد، عاد بكل أناقته المعهودة بعد طول غياب…

سنة كبيسة ألقت بثقلها قسوة، كما لم تفعل أخواتها من السنين منذ زمن طويل بائد…

انحبس المطر طويلاً، وكذا الثلج حتى جفت القلوب قبل الأرض، واشتاق لقطرات الغيث الشجر، كما البشر والحجر.

كان جدي رحمه الله يقول: أحوال السماء مثل أحوال الأرض، فكان يعني أن السماء تهب خيرها من ماء وثلج عندما تضج قلوب الناس على الأرض بالخير والمحبة، وإذا ما جفت الرحمة من تلك القلوب ضنّت السماء بالغيم والغيث.

هل جفت قلوبنا يا جدي الغالي من المحبة؟

هل انحبست الرحمة وانقطع حبل العطف؟

كم نحن بحاجة إلى صلوات لاستسقاء المحبة والرأفة في قلوبنا قبل استسقاء المطر وغيث الخير.

هطل الثلج من جديد ليثلج صدورنا المنهكة وليعود الأمل بربيع أزرق من جديد، عاد الثلج فانفرجت أسارير البشر، و ربما طال غيابه ليذكرنا بأن خطواتنا ضلت دروب الحب والصدق، مبتعدين عن سواء سبيل إلى مفاوز صحراء التيه.

ربما عاد وفي كنه بياضه دعوة حميمة لنا لنغسل قلوبنا المتعبة وأرواحنا المتهالكة من شرور النفس الأمارة بالسوء، ومن ظنونها، فندرك أن الطيبة فيها والإنابة إلى نقاء السريرة هو السبيل الأوحد ليعمر هذا الكون بالخير، ولتبقى ضحكات نيسان تشرق في أرواحنا كل ربيع.

أهلا بك غالياً على قلوبنا أيها الثلج الباذخ كرماً.. ودامت بلادنا الطيبة عامرة بالفرح، بالخير والعطاء، وكل عام و أنتم بألف خير.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار