وحكاياتنا بالكراج ما بتخلص

الوحدة : 21-1-2021

(وعلى عينك يا ابن مشقيتا ) يتزاحمون ويدفعونك للوراء ليكونوا أمامك ويأخذوا مكانك بعد كل ساعات الانتظار, هذا ما كان في حلق ابن مشقيتا والتي غصّ ويغصّ بها منذ سنوات, معاناة يومية مع السرافيس والجيران على الرصيف المقابل من الطرفين .لينكبّوا عليك بأثقالهم وأوزارهم . كل الأرصفة (فاضية) ورصيفنا عين الله عليه مليان على طول وبالعرض والطول، ولم يكن ينقصنا غير أهل القنجرة وجناتا وكرسانا وبرنة وغيرهم ممن هم على طريقنا وفي وجهة مراكبنا وسرافيسنا, يأخذون مقاعدنا في السرافيس المعدودة على أصابع اليد والمخصصة على خط سير قريتنا وليس بيدنا حيلة ولديهم من السرافيس العدد الكبير حيث كل بضع دقائق يأتيهم سرفيس ونحن بين دهر وحين يتمختر ويمخر سرفيس .فيتدافع الجميع لينحشر فيه وكأنه نفخ بالبوق للنفير فيسرع كل من في الكراج ويتجمعون على بوابته ويصدون في وجهك الطريق, وإن فتحنا فمنا ونطقنا بالقول هو حقنا وليس لغيرنا أن يأخذ مكاننا وحصتنا في مقعد جلوس ويحرمنا فرصة الوصول للبيت باكراً سالمين وغير مغلوبين ودون تدعيس كما كل الناس والبشر. فقد طال انتظارنا بلا فائدة ولا عنوان و بتر يومنا من جدول المعيشة والأعمال, واليوم نشطبه بساعاته في الذهاب والإياب للمدينة، لنقضي أعمالنا أو لنفضي ما علينا من مهام وواجبات, فيكون انتظارنا لساعات طوال على رصيف عجّ بموظفين وطلاب جامعة وغيرهم من المساكين، وليس بينهم ابن مسؤول أو مدير, ولطالما ردّ صاحب السرفيس على سؤالنا (بأن فلاناً ليس من القرية ) وبأعلى صوته صاح وقال : وما لي إن كان ابن فلان أو ابن علان هو راكب ويدفع الأجرة كاملة, وإن تنازل أحد المسؤولين وأعطانا من وقته لسماع شكوانا رد علينا الصاع صاعين : من حقّه أن يستقل أي مركبة عامة توصله لبيته أو مشارف قريته, لنقف حائرين وسطهم ونرفع أيدينا للسماء مناشدين من يسمع لنا ونداؤنا وشدونا بألم (غيرك يا رب .. أسألك من واسع علمك ..الفرج ) فيسمع النداء سرفيس ليس على خطنا وقلبه يلين, لينادي من بعيد مشقيتا ..مشقيتا ب400 ليرة, فيتراكض الجميع ويتدافعون عسى أن يلحقوا بمقعد وغيرهم تصلب في مكانه يعد في ذهنه إن بقي في جيبه نقود, وما باليد حيلة غير أن نستقل السرفيس ولو دفعنا راتبنا أجور مواصلات أفضل من أن ننام على الرصيف والجو صقيع . ( حتى أنهم على الرصيف يزاحموننا صيفاً وشتاء, حيث يهبط من الرصيف الأيسر أهل السرسكية والدروقيات .ومن الرصيف الأيمن أهل القنجرة وجناتا وغيرهم ليحلوا أهلاً وقد وطئوا سهلاً ويأهلون مقاعدنا ونحن واقفون تحت المظلة المثقوبة بماء الأمطار التي تنزل علينا بوابل هموم وأوجاع, ولا يأتي سرفيس .

هدى سوم ..

تصفح المزيد..
آخر الأخبار