حكاية تنور…

الوحدة 20-1-2021

 

داخل التنور تغريك مشاهد الفطائر الدافئة وخاصة في الأجواء الباردة.

حينها وأنت تنظر وتتتظر لابد لك أن تسأل كيف لاتقع الفطائر الملتصقة بأطراف التنور هل لمهارة النسوة أم السر بمادة التنور.

وهناك في أحد هذه المطاعم الشعبية البسيطة المنتشرة بمنطقة رأس شمرا في اللاذقية والمتميزة بتنانيرها وفطائرها الشهية روى أحمد محمد مجارسي صاحب مطعم عشتار كيف يحصل على التنور:

لصناعة التنور حكاية وقصة تنضوي على مشقة كبيرة فالحصول على التراب اللازم لصناعته ومن أين يلفها بعض الغموض فالناس الذين يجلبونها لا يصرحون من أين فهم الوحيدون المختصون به وقد يكون سرهم.

 

وما أعلمه أن بعض النسوة في نواحي خربة سولاس بمنطقة مشقيتا يذهبن للجبل على الحمير للحصول على تربة التنور ويضعنه في الخراج ويعدن به ولتبدأ عملية تصنيعه والتي تستمر 3 أو 4 أيام حيث يوضع في بركة كبيرة ويقمن بعجنه مع التبن والخيش والقطن أو الصوف القديم حتى تصبح العجينة مظبوطة 100 %.

وتترك منقوعة في البركة حتى اليوم التالي ليبدأ الشغل أول بأول بالرول وهي نوع من الخامة الكبيرة وليقوم الزوج بتمسيد العجينة من الداخل والخارج بالماء حتى تصبح جاهزة ثم يجدلونها ويضعوها في الشمس فإن تفسخت هذا يعني أن الشغل غير صحيح لكنهم يعرفون تماما كيف تكون الأمور جيدة، ورغم العذاب فعملهم رابح إذ يتجاوز سعر مادة التنور 100 ألف ليرة.

 

ونحن حين نشتري التنور منهم نقوم بتركيبه ودهنه بالزيت الحلو على مدى يومين حتى يتخمر ثم نشويه بالنار (شوي شوي) نهاراً كاملاً حتى يصبح لونه أحمر من الداخل بعدها ندهنه بالماء والملح مرتين في النهار وفي اليوم الثالث نبدأ العمل به وصلاحيته تستمر لأربع سنوات.

ومنطقتنا رأس شمرا غنية بتنانيرها والتي تشوى فيها الفطائر وبعضها يخصص لشوي السمك والفروج وأنا أدخلت التنور منذ عام 2001.

صباح قدسي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار