مشاريع الصرف الصحي في اللاذقية.. حاضرة بالدراسات والخطط.. وغائبة بالتنفيذ على أرض الواقع..

الوحدة 19-1-2021  


يعتبر وجود شبكات صرف صحي من الأمور الهامة في المدينة، بسبب وجود التجمعات السكانية الكبيرة، والاهتمام بها لا يقل أهمية عن المشاريع الأخرى، حالها كحال الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الهامة، فلابد من وجود مشاريع على أرض الواقع، وهذه المشاريع تستحق أن تكون ضمن أولويات الجهات المعنية، وأن تكون في مقدمة برامجها، وفقاً لخطط ومخططات، كونها تمس صحة المواطن بشكل مباشر.

 قمنا بجولة إلى عدة أحياء في اللاذقية، وكانت لقاءاتنا مع الأهالي القاطنين الذين استفاضوا بالكلام.

بداية التقينا مجموعة من أهالي منطقة الشاطئ الأزرق الذين تحدثوا عن معاناتهم من عدم وجود شبكات صرف صحي بشكل مدروس علماً أن هذه المنطقة تشهد تجمعات سكانيه كبيرة، وغالبية الأبنية تستخدم حفر امتصاصية وهذا من شأنه أن يتسبب في تلوث المياه ويضر البيئة والصحة معاً، وهناك مشكلة تتمثل في سيل المجاري المكشوفة التي تنشر الروائح الكريهة منها، كما أن بعض أقبية المباني تمتلئ بالمياه الآسنة، وهذا له تأثير سلبي على الصحة العامة، وهو أحد أسباب أمراض السرطان المنتشرة، فالمنطقة بحاجة ماسة لدراسة ميدانية لإقامة مشاريع أعمال الصرف الصحي.

وبمتابعة جولتنا تلبية لشكاوى وصلتنا مؤخراً من الأهالي القاطنين بالقرب من كراجات البولمان ومعمل التبغ في منطقة تسمى حي الأزهري، حيث أن هناك تجمعات سكانية ومعامل حجر ورخام، وهي تعمل بشكل يومي ومباشر مع استعمال المياه على مدار الساعة، فقد حدثنا أهالي المنطقة عن واقع الصرف الصحي السيئ، وعلى حد تعبيرهم بأنه بالغ الأهمية بمكان كهذا أن يتم تقييم شبكة الصرف الصحي بعناية بما يتعلق بجميع أبعاد الاستدامة، حيث لا يوجد حل إلا بإنشاء مشاريع وفق مخططات مدروسة، ونوه الأهالي حول وجود شبكات صرف صحي مفتوحة وتنتشر منها الروائح الضارة بالصحة العامة والبيئة، مسببة الأمراض الخطرة على الصحة، وطالبوا بضرورة إزالة الملوثات الصحية في المنطقة من خلال إنشاء غرف مغلقة محكمة الإغلاق لمعالجة الصرف الصحي.

ثم قصدنا منطقة الدعاتير فوافانا بعض الأهالي بشكواهم حول واقع الصرف الصحي في هذه الأحياء الشعبية المكتظة بالتجمعات السكانية فقالوا: لا تزال مياه الصرف الصحي تفيص وتداهم منازلهم عند هطول الأمطار، كما وأن الكثير من الشوارع والأزقة بحاجة إلى مشاريع للصرف الصحي بتمديد قساطل للتصريف المطري، بالإضافة إلى غياب الصيانة والإصلاح وتبديل القساطل والأنابيب المهترئة منذ سنوات طويلة، وطالب الأهالي بضرورة إيجاد حلول مناسبة لمشكلة الصرف الصحي فمنطقة الدعاتير بحاجة إلى مشاريع خدمية هامة.

وأيضاً توجهنا إلى حي الرمل الجنوبي الذي لم يكن بأحسن حال عن الأحياء التي ذكرناها، والذي يتكون من عدد كبير من الأحياء والتجمعات السكانية، فقد أشار خالد علوني وهو أحد سكان الحي إلى انتشار كبير للفئران والجرذان التي تتكاثر نتيجة قلة وجود مشاريع صرف صحي في المنطقة، وأوضح في شكواه: عند هطول الأمطار تتدفق المياه إلى المنازل لقلة وجود الفوهات المطرية، وإن وجدت فهي مغلقة بشكل تام نتيجة عدم قيام الجهات المعنية بصيانتها، فلابد للشركة الخدمية المعنية بهذا الشأن أن تبذل جهوداً لحل مشاكل المنطقة الخدمية وقساطل الصرف الصحي المتواجدة هناك فهي غير كافية.

كما حدثنا الأهالي القاطنون بالقرب من الشاطئ البحري عن المشكلات الكبيرة للصرف الصحي التي تصب في البحر وتنشر روائح كريهة مسببة التلوث البيئي للقاطنين في هذه المنطقة، بالإضافة إلى ضعف وإهمال خدمات البنى التحتية وخاصة تلك المتعلقة بالصرف الصحي، وحضرت الشكاوى من الأهالي حول عدد من حفر الصرف الصحي المنتشرة في المنطقة والتي أصبحت بواقعها الحالي تهدد السلامة العامة إضافة إلى أنها تفيض بشكل مستمر وخاصة عند هطول الأمطار وتعرقل مرور المواطنين، ومن خلال (جريدتنا) حرصوا على أن تتم معالجة شكاويهم والاهتمام بالوضع الخدمي في منطقة الرمل الجنوبي (حي القدس).

وأمام هذا الواقع فقد اشتكى الكثير من أهالي وأحياء مدينة اللاذقية من دخول مياه الأمطار إلى منازلهم بالأمس وخاصة بعد هطول الأمطار حيث تحولت الشوارع إلى أنهار وسط تساؤلات المواطنين عن عدم قيام الشركة العامة للصرف الصحي بتعزيل الفوهات المطرية وعن الاستعدادات التي قامت بها فغالبية الأحياء الشعبية وغيرها لم تتم زيارتها وتفقد الفوهات المطرية ضمنها، على سبيل المثال أهالي مشروع (ب) يشكون من الفوهات المطرية التي لم تقم الجهات المعنية بزيارتها لتفقدها وصيانتها، كما أن حي الغراف في الرمل الجنوبي وكذلك حي مشروع ياسين النتاج نفسه فعند هطول الأمطار تفيض منازلهم وخاصة سكان المنازل الأرضية.

بدورنا نقلنا كل ما استشفيناه من معاناة المواطنين حول واقع وأهمية الصرف الصحي وتوجهنا بها على شكل أسئلة إلى مدير الشركة العامة للصرف الصحي المهندس رفيق صالح نوفل الذي حدثنا عن أهداف الشركة بالتركيز على الصرف الصحي واستبدال الخطوط القديمة في عدد من الأحياء، فقد بين من خلال تقرير عن عمل الشركة العامة للصرف الصحي في محافظة اللاذقية خلال العام ٢٠٢٠ فقد قال: تعمل الشركة العامة للصرف الصحي وفقاً لمرسوم إحداثها رقم (٣٨٦) على صيانة واستثمار شبكتي الصرف الصحي والمطري لمدينة اللاذقية بالتنسيق مع مجلس المدينة، إضافة إلى تنفيذ مشاريع الاستبدال والتجديد والتوسع الواردة بالخطة الاستثمارية للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، وقد تم تكليف الشركة إضافة إلى ما سبق بمتابعة المشاريع المركزية الواردة بالخطة الاستثمارية لوزارة الموارد المائية.

ولفت م. نوفل إلى أن مشاريع الصرف الصحي تكون: 

– من الاعتمادات الجارية للشركة العامة للصرف الصحي في محافظة اللاذقية، فقد تم تنفيذ أعمال الصيانات الطارئة في شوارع وأزقة مدينة اللاذقية بموجب عقد مع الشركة العامة للبناء والتعمير فرع اللاذقية بقيمة (١٨٧) مليون ليرة وقد تم تنفيذه بالكامل.

– من الاعتمادات الاستثمارية للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة اللاذقية: تم تنفيذ أعمال الاستبدال والتجديد والتوسع لشبكة الصرف الصحي وذلك بموجب ثلاثة عقود مع جهات القطاع العام (الشركات الإنشائية) بقيمة إجمالية /١٢٤/ مليون ليرة، وقد أنجزت بالكامل.

– المشاريع الاستثمارية لوزارة الموارد المائية في محافظة اللاذقية على النحو الاتي:

× اسم المشروع: القناة المطلوبة j ،  قيمة العقد ٣٢٥٧٧٠ ، الجهة المنفذة: الشركة العامة للبناء والتعمير، فرع اللاذقية، نسبة الإنفاق ٨٠ ٪، نسبة الإنجاز ٨٠٪.

× اسم المشروع: استكمال محور البهلولية بالإضافة إلى وصلة محور بسندياته- جيبول، قيمة العقد ٢١٥٧٤٠، الجهة المنفذة: مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية فرع /١٠ / بجبلة، نسبة الإنفاق ٥٤٪،  نسبة الإنجاز ٦٠ ٪.

× اسم المشروع: خط صرف صحي في الغراف، قيمة العقد: ١٧٦٥٠٠،  الجهة المنفذة: مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية فرع /١٠ / بجبلة, نسبة الإنفاق ٩٥ ٪،  نسبة الإنجاز ١٠٠ ٪.

وحول سؤالنا كيف تتم معالجة النواتج السائلة للمشافي والمؤسسات الصحية والمنشآت الصناعية أوضح م. نوفل: في الوقت الحالي لا توجد أي معالجة للمنصرفات السائلة مع العلم أنها تحتاج إلى معالجة قبل صرفها إلى الشبكة العامة بحيث تصبح مطابقة للمواصفات القياسية السورية.

وحول نسبة التوسع بمشاريع الصرف الصحي أكد بأن الشركة تقوم بالعمل وفق الدراسات والخطط بتنفيذ مشاريع الصرف الصحي الإقليمي لكل المحافظة وفق مشروع الدراسة الإقليمية لتجمع مصبات الصرف الصحي ونقلها إلى مواقع محطات المعالجة في كل ريف المحافظة التي قامت بدراسته الشركة العامة للدراسات الهندسية بموجب عقد مبرم مع وزارة الموارد المائية، ونسبة التخديم لكل المحافظة حوالي ٦٥٪،  والمحافظة في الوقت الحالي بحاجة إلى تخديم حوالي ٣٥ ٪ وهدف الشركة تخديم المحافظة خدمياً بمشاريع الصرف الصحي ١٠٠ ٪.

وحول سؤالنا عن ترميم وإصلاح الخطوط وتركيب أغطية غرف التفتيش وتأهيل الفوهات المطرية أفاد نوفل: يقع على عاتق الشركة وفق المرسوم المنوط بها استثمار وصيانة شبكة الصرف الصحي لمدينة اللاذقية وبالتالي الشركة تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه من خلال معالجة الشكاوى اليومية في الشبكة التي يصل عمر بعض أجزائها إلى ٦٠ عام وذلك بواسطة ورشاتها وٱلياتها أو عن طريق مشاريع صيانة طارئة ملتزمة بتعميم السيد المحافظ بتنفيذ الخطوط الجديدة من قساطل ال (بولي ايتيلين) وعن ترميم وإصلاح الخطوط وتركيب أغطية غرف التفتيش وتأهيل الفوهات المطرية تقوم الشركة بالاتفاق مع مجلس المدينة بأعمال تعزيل وتسليك الفوهات المطرية مع قدوم فصل الشتاء منذ بداية الشهر الثامن باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيل وتسليك الفوهات المطرية والقنوات المطرية ضمن أحياء وشوارع مدينة اللاذقية، وأن تكون جاهزة لتصريف مياه الأمطار ودرء الفيضانات إضافة إلى تعزيل الأقنية المطرية المحيطة بمدينة اللاذقية استعداداً لموسم الأمطار وتلافياً لحصول اختناقات مرورية بسبب هطول الأمطار الغزيرة، حيث تم تشكيل فرق طوارئ مطرية تعمل على مدار الساعة أثناء الهطولات الغزيرة وعلى كل فرقة التدخل بشكل فوري في الموقع المحدد أثناء هطول الأمطار نهاراً وليلاً، وصيانة مرفق الصرف المطري على مدار اليوم.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار