الوحدة 19-1-2021
في غياب شبكات الصرف الصحي يعتمد سكان بانياس على الجور الفنية التي باتت كابوساً يطاردهم ويؤرق حياتهم فإن أغلقوا باب الروائح الكريهة فتح باب الجرذان والحشرات وإن تناسوه ظهر لهم موضوع في غاية الخطورة وهو تلوث الآبار الارتوازية، وبسبب غياب الحلول لا خيار أمامهم سوى الصبر خاصة وأن لجنة السلامة البيئية منعت إنشاء مصبات على البحر.
الوحدة رصدت حال بعض القرى في بانياس وكان لها الحوارات الآتية:
– أكد رئيس مجلس مدينة بانياس المهندس بشار حمزة أن الصرف الصحي في مدينة بانياس يقسم إلى قسمين أولهما يشمل جميع أحياء المدينة وهو مخدم بشكل جيد وسنوياً يتم رصد مبالغ من أجل صيانة الوصلات غير الجيدة وحالياً يقوم المجلس بتنفيذ مشروع وصلات صرف صحي بقيمة ٧٠ مليون بتعهد مؤسسة الإنشاءات العسكرية و يستهدف هذا المشروع الأحياء التي توجد فيها اختناقات واعطال متكررة، وقد تمت المباشرة به مع بداية العام الحالي أما بالنسبة للريف فمع انضمام قرى (بلغونس، ابتلة، شافي روح، دير البشل، حرف بنمرة، المنزلة، الزللو) إلى ذلك يواجه المجلس صعوبة في الصرف الصحي مع هذه القرى حيث أن معظمها يعتمد على الجور الفنية غير المتناسبة مع البيئة والتي تؤدي إلى التلوث وتؤثر على المزروعات والمياه الجوفية وقد تم إعداد دراسة لإنشاء محطه معالجة تخدم هذه القرى وتعتبر الحل الوحيد لتخديمها ولكن بسبب الأحداث تم التوقف عن هذا المشروع بسبب الكلفة الباهظة لإنشاء هذه المحطة، وأكد أنه بالرغم من هذه الصعوبات إلا أن المجلس لا يوفر جهداً في خدمة ومساعدة المواطنين في هذه القرى التي لا يتواجد فيها الصرف الصحي وذلك عن طريق تأمين آلية تقوم بشفط الجور الفنية بشكل مجاني.
وفي قرية بستان الحمام أكد رئيس البلدية الأستاذ سامر حبيب أن هناك ثلاث قرى قديمة يوجد فيها صرف صحي وتم ضم قرى جديدة إلى البلدية عام ٢٠١١ وهي غير مخدمة بالصرف الصحي على الرغم من وجود مشروع مركزي لتخديم هذه القرى لكنه توقف منذ بداية الأزمة، وبين حبيب خطورة وجود الجور الفنية في هذه القرى بسبب وجود ينابيع تغذي ١٤ قرية وهذه الجور تؤدي إلى تلوثها، ونوه أن الطبيعة الجبلية لبعض القرى هي أحد المعوقات التي تمنع البلدية من تخديمها بالصرف الصحي و تمنى رئيس البلدية أن يتم التسريع في الخط المركزي خوفاً من تلوث مشروع الماء الذي يروي القرى أو السماح بإحداث مصبات كسائر القرى المجاورة فلجنة السلامة البيئية تمنع حالياً إحداث أي مصب.
– وبدوره أكد رئيس بلدية بارمايا الاستاذ حكمت محمد بأن معظم الأحياء في البلدية مخدمة بنسبة ٩٥ ٪ و عدم تخديم القرية بالصرف الصحي ليس تقصير من البلدية لكن طبيعة المنطقة تفرض وجود جور فنية، والحي الجنوبي الغربي حارة حمورة غير مخدم بالصرف الصحي وحالياً يوجد مشروع لتخديمه وهو قيد التصديق، وبلغ الكشف التقديري له حوالي ٥١ مليون ليرة سورية بالإضافة إلى مشروع آخر في الحي الشرقي حارة القريميدة وتتم دراسته ولكن لم يتم تمويله وتنفيذه حتى الآن.
– كما أكد رئيس بلدية بساتين الأسد الأستاذ إياد خدوج وجود قرى مخدمة بالصرف الصحي وأخرى غير مخدمة، كما يوجد قرى مخدمة ولكن الصرف الصحي فيها قديم وقد تم إنجاز مشروع تبديل بعض الوصلات البالية في حي البساتين بكلفة تقدر بمليوني ليرة تقريباً، وأضاف: هناك دراسة لمشروع صرف صحي في الجريسية والمراح، ونوه إلى ضرورة وجود صرف صحي في الباصية بسبب الكثافة السكانية وعلى الرغم من محاولة البلدية بإيجاد حل لكن لجنة السلامة البيئية تمنع وجود أي مصب على البحر، ونوه خدوج: بسبب ضرورة التخلص من التلوث البيئي تم التنسيق مع الأمانة السورية للتنمية للقيام بمحطة للصرف الصحي بالتعاون مع الشركة العامة للصرف الصحي في طرطوس ليضم كافة القرى باستثناء القرير والباصية بسبب طبيعتها السيئة وحالياً الإضبارة جاهزة لكن ينقصها الاعتماد، أخيراً تمنى دعم بلدية بساتين الأسد فهي تعمل بكل إمكانياتها ولكن هذه الإمكانيات ضعيفة وطلب المؤازرة من مجلس مدينة بانياس خاصة فيما يخص شفط الجور الفنية بما أنه لايوجد آلية لتقوم بذلك.
– الوضع ليس أفضل حالاً في بلدية القلوع حيث بين رئيس بلدية القلوع الأستاذ جابر إدريس أن أغلب القرى التابعة للبلدية غير مخدمة بالصرف الصحي فقد تم تنفيذ ما يقارب ٣٠٪ من مشروع الصرف الصحي في قرية القلوع فقط لتبقى القرى التابعة لها وهي حريصون، رأس الوطى، محورتي، المزارع، والجويبات غير مخدمة بالصرف الصحي وكلها تعتمد على الجور الفنية، وأكد خطورة وجود هذه الجور الفنية خاصة وأن المنطقة تحوي آباراً ارتوازية وبالتالي فإن التلوث ينتقل من هذه الحفر إلى مياه الشرب بالإضافة إلى مياه ري المزروعات التي تسقي من هذه الآبار كما أن البلدية مجاورة لنهر السن فالحد الشمالي هو مجرى لنهر السن لذلك يعد الصرف الصحي ضرورة كبيرة ومطلباً شعبياً من كل القاطنين في القرى خاصة وأن البلدية لا تملك آلة لشفط الجور الفنية لمساعده السكان.
أخيراً في قريه الروضة أكد المهندس بشار يوسف بشارة بأن جزء من القرى غير مخدم وتشكل حوالي ٧٠٪ والسبب هو عدم وجود طرقات مستملكة كما أن البيئة الجغرافية لا تتناسب مع وجود شبكات صرف صحي بالإضافة إلى عدم السماح لنا بإنشاء مصبات حفاظاً على البيئة والحل الوحيد للتخلص من هذه المشكلة هو وجود محطة معالجة وقد تم دراسة طلب تمويل توزيع الصرف الصحي في ضهر مرقيه ضمن قطاع البلدة، ونوه إلى ضرورة إقامة محطات معالجة للحفاظ على البيئة خاصة وأن البلدية غير قادرة على القيام بها وحدها وأكد الأستاذ بشار أن البلدية تقدم صهريجاً لشفط الجور الفنية وذلك بعد تقديم طلب من المواطنين وبأجور رمزية جداً.
وفي لقائنا مع بعض المواطنين، قال أبو علي حمودة من حارة حمودة في حريصون: الجور الفنية باتت كابوساً يلاحقنا صيفاً وشتاءً ففي فصل الصيف تنتشر الروائح الكريهة والحشرات والجرذان وفي الشتاء تفيض هذه الجور على مزروعاتنا فهل يعقل أن نبقى على هذا الحال خاصة وأننا نقوم بشفط هذه الجور على نفقاتنا الخاصة! نتمنى إيجاد حل لأن التلوث طال الآبار التي نشرب منها و التي نروي بها مزروعاتنا.
أيضاً أكدت أم فرح من حارة حمودة أن الوضع بات لا يطاق، الجور الفنية تمتلئ كل فترة وتؤثر على مزروعاتنا بالإضافة إلى الحشرات والروائح وبالتأكيد سيكون لها أثر سلبي على أساسات المنزل وقد طالبنا أكثر من مرة بإيجاد حل لموضوع الصرف الصحي من خلال جريدة الوحدة والتلفزيون ولكن لا حياة لمن تنادي.
ومن قرية بارمايا قالت هند دلا إن الصرف الصحي في القرية جيد باستثناء بعض الحارات كالحارة الموجودة بالقرب من الوحدة الإرشادية فهي تعتمد على الجور الفنية التي تسبب العديد من المشاكل وبالتأكيد الصرف الصحي ضرورة ملحة لهذا نتمنى النظر فيه.
رنا ياسين غانم