لقاء محافظ اللاذقية مع أصحاب الأفران خطوة إلى الأمام

الوحدة: 17-1-2021

 

 

حسناً فعل السيد محافظ اللاذقية عندما اجتمع قبل أيام مع أصحاب الأفران الخاصة، واستمع منهم إلى هموهم ومتاعبهم، وطرق تلافيها، كي نصل إلى واقع مريح للمواطن وصاحب الفرن في آن واحد.

هذه اللقاءات هي السبيل الأمثل لمقاربة الواقع لدى الجهات المسؤولة عن معيشتنا، والمؤتمنة على يومياتنا المتعبة، لأن تشكيل اللجان وتركهم يقدرون الموقف بحسب أهوائهم لم ولن يوصلنا إلى معرفة الحقيقة، فأي لجنة مشكلة قد تحوي أشخاصاً لا يتمتعون بالنزاهة، ولا يعيرون اهتماماً لطرق إيجاد الحلول، وقد تكون المسألة بالنسبة للبعض فرصة للتكسب والابتزاز، وهذا ما غيّب الحلول، وعقّد جلّ المشاكل التي تعترض حياة المواطن.

اللقاء المباشر وبلا واسطة مع أصحاب الشأن، والاستجابة لمتطلباتهم ضمن الممكن، يرفع العتب عن الجهات الرقابية، ويتيح لها فرصة اتخاذ العقوبات الرادعة بضمير مرتاح، فعندما تزول أسباب المخالفة، ويُعطى كل صاحب حق حقه، ستسد الذرائع، ولن يكون أمام الفعاليات إلا العمل الصالح، أو العقاب الرادع.

أبرز ما جاء في هذا الاجتماع هو التأكيد على أن مخصصات كل فرن ستكون وفق احتياجات المنطقة التي يخدمها، أي أن الأمر ليس ثابتاً، بل يخضع للزيادة والنقصان، وكان لافتاً أيضاً أن خصم المخصصات بسبب المخالفات لن يكون له وجود في المستقبل، وهذا الإجراء متقدم، لأن خفض المخصصات يُعتبر عقاباً للمواطن قبل صاحب الفرن.

ومن الأشياء الجيدة في هذا اللقاء هي مطالبة السيد المحافظ لمديرية الكهرباء بإيجاد وقت مناسب لتغذية الأفران بالتيار الكهرباء، فإن نُفذت هذه الخطوة ستوفر كميات كبيرة من الوقود المستهلك لتشغيل مولدات الكهرباء، وستنعكس إيجاباً على زيادة الربح لدى صاحب الفرن.

إن تنفيذ الأفكار المطروحة في هذا اللقاء، سينقل الكرة إلى ملعب أصحاب الأفران، وسيصبح من واجبهم أن يعملوا على تحسين عملهم، وتقديم رغيف خبز محترم للمواطن، فالفرصة كانت متاحة أمامهم للتعبير عن هواجسهم، ولم تعد لديهم حجة للشكوى إلا إن استجد شيء ما في المستقبل.

عطفاً على ما سبق، لدينا اقتراح نضعه برسم السيد المحافظ، ونتمنى أن يؤخذ بعين الاعتبار، وهو مبدأ الثواب والعقاب الذي لا يُتبع عادة عندما يتعلق الأمر بالقطاع الخاص، فإمكاننا أن نكافئ الفرن المجتهد بزيادة مخصصاته من دون المس بمخصصات الآخرين، ومن يقدم رغيفاً جيداً، يجب أن يُعطى إمدادات إضافية لزيادة انتاجه، وتحسين أرباحه، وبهذا الشكل قد نحفز الغالبية للدخول في المنافسة، والبحث عن تحسين مستوى عملهم، مما سيصب حتماً في مصلحة الجميع، كما نتمنى أن تقدم التسهيلات لأصحاب الأفران كي يسوقوا الفائض من إنتاجهم خارج مناطقهم الجغرافية، لعل الأمر يخفف من الطوابير، ويجعل ربطة الخبز متاحة في أي مكان.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار