مازوت الشتاء لتدفئة جيوب الفاسدين

الوحدة: 17-1-2021

 

 

 تجاوز فصل الشتاء منتصفه ولا تزال عمليات توزيع المازوت مستمرة والجميع يشكو عدم حصوله على ما يستحق من مخصصات، على مدى ثلاثة أيام وفي معظم الأحياء كان الازدحام سيد الموقف والصراخ والخلافات والفوضى والابتزاز الواضح والعلني خلال عمليات التوزيع وآخر المستفيدين هو المواطن وتحديداً ابن الحي الذي يفترض أنه هدف عملية التوزيع وأن الصهريج جاء لتقديم المازوت له ولكن ما يحدث في الخفاء يندى له الجبين ثمة بطاقات تحضر قبل وصول سيارات التوزيع بعضها تأتي في جيب المختار وبطاقات في جيب السائق وبطاقات في جيب المراقب ليتم تمريرها على الجهاز وسرعان ما تعلن الآلة الذكية انتهاء المخصصات القابلة للتوزيع في هذا الحي أما أبناء الحي المنتظرون ساعات طويلة تمتد ما بين الليل والنهار فلا يتبقى لهم شيء ويتم وعدهم بالمزيد من الانتظار ليوم الغد وفي أحد الأحياء الشعبية وخلال مرورنا بالقرب من حفلة التوزيع عالية الصخب والتي يطغى عليها الصراخ والشتائم سمعنا إحدى السيدات تتوسل فقط ليجدوا لها بطاقتها الذكية لتتمكن من شراء الخبز في اليوم الثاني هي لم تحصل على المازوت وجل ما كانت تريده عودة بطاقتها الذكية التي اختفت مع بطاقات أخرى تم ايجادها بعد أن انفض مولد توزيع المازوت المدعوم ولكن فارق الدعم يستفيد منه المتاجرين والسماسرة حيث يتم الاتفاق على بيع ليتر المازوت بسعر يحدده القائمون على عملية التوزيع ومن يدفع يحصل على ما يريد ، اذا وحده المازوت ظل متربعا على قمة الفوضى والفساد والابتزاز، ولا يزال الحصول على المخصصات المفترضة قبل أو بعد التقليص لا تزال حلما للمواطن في فصل الشتاء ولا تزال بابا من أبواب المتاجرة غير الشرعية للكثيرين ولا شك أنه كان من الممكن تجاوز كل ما ذكر من خلال اعتماد ألية توزيع مشابهة لما تم اتباعه لتوزيع الغاز.

وكان ثمة  مقترح خطي تم رفعه باسم محافظة اللاذقية إلى وزارة النفط والثروة المعدنية إمكانية اعتماد البطاقة الالكترونية في توزيع المازوت تماماً كما يتم اعتمادها بعملية توزيع الغاز، وذلك في إطار البحث المستمر عن آليات مجدية في عملية توزيع مازوت التدفئة حيث اقترحت لجنة المحروقات في المحافظة تطبيق الرسائل لتوزيع مازوت التدفئة من خلال تخصيص محطات وقود في كل منطقة بحيث يتم تسيير صهريج للتعبئة حسب الرسالة وعنوان المستفيد ضمن الاجراءات لتخفيف الازدحام عند توزيع المادة كما تم الحديث حول امكانية تجزئة الكمية على دفعات وليس دفعة واحدة أو دفعتين نظراً لصعوبة تأمين الأوعية اللازمة لتعبئة مخصصات كل مواطن من مادة المازوت ناهيك عن ارتفاع أسعار البيدونات والأهم عدم توفر السيولة لدى المواطن لتسد ثمن ما يستحق من مادة المازوت.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار