أخي المواطن من أين لك هذا؟ في زماننا: الموز ضار بالصحة واللحمة تسبب الأمراض!

الوحدة: 14-1-2021

في حضرة هذا الغلاء، وتضاعف الأسعار بشكل جنوني، يأتي الراتب الشهري كضيف خجول، ويمضي على عجل، دون  ترك بصمة ثابتة في التفاصيل اليومية للمواطن الذي بات يشعر أنه في معركة يومية وسباق محموم للحصول على أدنى مقومات الحياة، ليخلق من الضعف قوة، ومن العدم شيئاً لا يستهان به من خلال اعتماده على ذاته والعودة إلى أساليب الحياة القديمة أيام الفقر، فالراتب تضاءل إلى درجة أنه لا يكفي فرداً واحداً من أفراد الأسرة من مأكل وملبس وتعليم وطبابة ولذلك كان لابد له من العمل ونحت الصخر بأظافره إن اضطر ليقدم لنفسه ولعائلته، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يستطيع هذا المواطن العظيم تدبر أموره في ظل هذا التدهور المادي والتصدي لوحش الغلاء والحياة بكرامة قدر المستطاع، وماذا يفعل  لتمر هذه الغمامة بأدنى الخسائر؟.

الوحدة أجرت استطلاعاً لبعض النساء الجبارات واستمعت إلى آرائهن حول هذا الجانب. 

– السيدة بثينة صايمة قالت:  نعاني جداً من غلاء الأسعار التي لا تناسب الراتب أبداً، لقد تحول الغلاء إلى غول يفترس أحلامنا وآمالنا، أصبحنا كذوي دخل محدود تحت خط الفقر، فكيف لي أن ألبي احتياجات أسرتي براتب 40 ألف ليرة وهو عملياً لا يكفي لثلاثة أيام من الشهر، وأضافت: جنون الأسعار يضرب الأسواق والعقول وقدرات الأشخاص على التحمل حيث سعر لتر الزيت4700 ليرة وسعر المنظفات على أقل احتمال 10000 ليرة وهذه ضروريات ولا نستطيع الاستغناء عنها، أجرة الطريق لشخصين فقط 30000 ليرة، ناهيك عن الغاز ودفع فواتير الكهرباء والماء والهاتف، انتهى الراتب بغياب الخضار واللحوم والحليب والبيض والفواكه والفروج عن موائدنا، وغياب شراء الملابس التي أصبحت حلماً للأولاد، وأضافت: أصبحت حياتنا عامرة بالأمراض النفسية والجسدية من قلة التغذية وكثرة الهموم، وها قد بدأت تظهر آثاره الكارثية في المجتمع، منها زيادة الأمراض النفسية والضغط والسكري والنوبات القلبية بالإضافة لظهور حالات السرقة والنصب والاحتيال والرشاوى، وأضافت: عندي معاناة كبيرة بترتيب أموري وحاجات عائلتي اليومية، وخاصة أننا لا نملك أرضاً للزراعة ولا أي مصدر دخل آخر غير الراتب، ولذلك أعتمد على نفسي في إعادة تدوير كل ما يقع بين يدي، بالإضافة إلى مساعدة الأهل والاستدانة لنهاية الشهر لنعيش حياة مستورة من قريبه، نتمنى ألا تطول هذه الأزمة الاقتصادية وأن يوضع حداً لجنون الأسعار الذي قتل في الكثيرين منا إنسانيته وصحته.

– السيدة رشا محمود قالت: لست موظفة ولا زوجي الذي أمضى تسعة سنوات في الاحتياط، نتدبر أمور الحياة بصعوبة بالغة في ظل وجود طفلتين صغيرتين بحاجة ماسة للاهتمام والعناية، افتتح زوجي مشروعاً، وهو عبارة عن محمصة ولكن غلاء الأسعار كل يوم عن سابقه لا يترك مجالاً للاستقرار في العمل ولا أي هامش للربح وأضافت: حاولت أن أعمل وقدمت الكثير من المسابقات وخاصة إني خريجة لغة عربية، ولم أستطع أن أعمل أي عمل آخر، فالأطفال مازالوا دون سن المدرسة ويحتاجون إلى العناية ولا ننسى ارتفاع معاينة الأطباء ومذلة الوقوع بين أيديهم والحاجة لهم وسعر الأدوية وهذا أن وجدت، نرضى بالقليل ونحاول استثمار ما بين أيدينا بكل حرص علنا ندفع صعوبة هذه الأيام ومرارتها بأي طريقة ونثق بأن الفرج قادم بإذن الله.

– السيدة روفيدة حسن قالت:  لم يبق شيء في القرية لم أعمله، فالراتب لا يقدم ولا يؤخر وخاصة أن قريتنا بعيدة ونحتاج لأكثر من نصفه أجور طرقات والباقي منه ندفعه كقرض، حيث أني سحبت قرضا أنا وزوجي واشترينا بقرتين إحداهما ماتت أثناء انتشار مرض جدري الأبقار من عدة أشهر ونحاول الاهتمام بالثانية أكثر مما نهتم بأنفسنا ولدينا حديقة أمام البيت نزرع فيها كل ما يخطر في البال من خضار لو بكميات صغيرة لأننا لم نعد نستطيع شراء الخضار ولكنها تحتاج للمياه للسقي والمياه لدينا بالقطارة، وأضافت: كل ما في الحياة متعب ولكننا نعمل ما علينا، وفوق طاقتنا لنبقى بخير.

– السيدة نجود قالت: نعيش في بيت بالإيجار في المدينة ولا أرض لدينا لنزرعها  ولكن حين ضاقت كل سبل العيش أمامنا لجأت إلى أحد محلات الألبسة واستدنت منه وأخذت ما اشتريته منه إلى مكان عملي وعرضته على الزميلات وبعته بهامش ربح بسيط حتى صرن يشترين مني ويقمن بتوصيتي على أشياء أخرى وهكذا أمنت لعائلتي مصدر دخل إضافياً بسيطاً على الأقل ندفعه للدروس الخصوصية للأولاد، أما للأكل فقد حرمنا من أشياء كثيرة، ووصلت بنا المواصيل أن أقنع أبني الصغير أن الموز ضار بالصحة واللحمة تسبب الأمراض، وخليها لربك الوضع أصعب من أن يحكى به.

– السيدة أم بحر قالت: نصرف حالياً من تعويض الحرائق بدل أن نستثمره للاهتمام بالأرض فالرواتب لا تكفي لسد الالتزامات الحالية، فراتبي أوزعه لأجرة الطريق ودروس الأولاد بالإضافة إلى جمعيه أشترك بها بشكل سنوي لشراء حاجيات الأولاد قبل المدرسة ودفع الفواتير المترتبة علينا، ويبقى راتب زوجي الذي مسخ بسبب القروض ويقبض 35 ألفاً، نحضر بها بعض الأساسيات كالسكر والرز والمحارم والشاي، وحالياً نحن الاثنين نبحث عن عمل لنستطيع المتابعة وتأمين الأولاد حيث أصبح مصروفهم وتأمين احتياجاتهم فوق تصور العقل علنا نستطيع إيصالهم إلى بر الأمان.

– السيدة أم حمزة قالت: نحن عائله مؤلفه من خمس أشخاص، عملي معلمة، وزوجي موظف، الرواتب  تكفي  بعض مؤونة للبيت ومنظفات الشهر، لدينا محل تجاري وبدخله نجلب بعض الخضار والغاز وندفع الفواتير كهرباء وماء، عندي ولد بالخدمة الإلزامية وراتبه يكفيه أجرة طريق بينما الأكل وباقي المصاريف يأخذها منا، وولدي الثاني يعمل ويدرس جامعة وأجر شغله يكفيه، وبنتي طالبة جامعة ومصروف الجامعة من محاضرات ومشاريع وأجرة الطريق كل يوم يهد كاهلنا وخاصة أننا نسكن في الريف فيذهب كل وقتها بين المواصلات والدوام، لدينا أرض زراعيه نؤمن منها بعضاً من الخضار ولكننا استغنينا عن الرفاهية في كل شيء والحمد لله نعمل بجد على (تمشية الحال ونقول غيمة وبتمرق وبترجع بلدنا كالسابق وأفضل إن شاء الله).

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار