هل ما زال سوق الألبسة المستعملة (البالة) يلقى رواجاً بين المواطنين؟

الوحدة : 12-11-2021

لا يكاد يخلو شارع أو منطقة في مدينة طرطوس من وجود محل لبيع الألبسة المستعملة (البالة)، حيث أصبحت الملاذ الوحيد للكثير من المواطنين سواء الفقراء منهم أو الأغنياء لشراء احتياجاتهم من الملابس، فالفقير يبحث عن ثياب له ولأطفاله تقيه برد الشتاء وحر الصيف، بينما الميسور يبحث عن الموضة والماركات العالمية.

وسوق الملابس المستعملة (البالة) يعتبر الحل البديل والمناسب لمدخرات المواطنين القليلة مقارنة بالملابس الجديدة والتي بات لهيب أسعارها ناراً تكوي جيوب الناس، وخاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

ولنلامس الواقع عن قرب كان لنا اللقاءات الآتية مع بعض المواطنين الذين يرتادون محلات الألبسة المستعملة ويحرصون على الشراء منها نظراً للظروف الشرائية القاسية التي ترخي بظلالها على الجميع.

تقول أم حيدرة إن لديها (3) أولاد يحتاجون الكثير من الملابس، خاصة أن دخل زوجها متواضع، لذلك لجأت إلى سوق الألبسة المستعملة لتكسو أولادها وزوجها ونفسها، فلا مفر من شراء الألبسة المستعملة لأن الوضع الاقتصادي المتردي فرض على الجميع التقنين في الأكل والشرب واللباس، وعلى ما يبدو والكلام للسيدة أم حيدرة حتى ألبسة البالة بسبب غلائها هي الأخرى سنبدأ بالتفكير ببديل عنها حتى نستطيع العيش وتأمين اللباس المناسب للدخل الضئيل الذي تجنيه بعض الأسر…

بينما الآنسة زينب حسن موظفة قالت إن اختيارها لشراء الملابس من البالة هو لوجود الثياب المميزة وبأسعار مناسبة ولا يهم إذا كانت الملابس جديدة أو لا، المهم نوعية وجودة الملابس على الرغم من ارتفاع أسعارها.

أم محمد، صاحبة محل للألبسة المستعملة، تقول: زبائني ليسوا من الفقراء فقط بل الكثير من الأغنياء يرتادون  البالة بحثاً عن الملابس المميزة وغير الموجودة في السوق، وبالرغم من الارتفاع الهائل في أسعار الألبسة المستعملة إلا أن بعض الأسر لا تستطيع الاستغناء عن شرائها.

كانت البالة منذ سنوات تسد حاجة المواطن من الملابس والأحذية بأسعار مقبولة ومناسبة للدخل، أما الآن أصبحت الأسعار فيها غالية ومرتفعة هكذا حدثتنا السيدة منال أحمد بحزن على الواقع الحالي الذي يدفع الناس لشراء ألبسة مستعملة لعدم قدرتها على مواكبة أسواق الألبسة الجديدة ، مشيرة إلى أن أسعار ألبسة البالة لم تعد رخيصة كما السابق بل ازدادت أضعاف مضاعفة، ولكن لا يوجد بديل عنها في وقتنا الحالي.

 وأمام هذا الواقع لا يبقى لنا إلا التمني، ولعل الفرج قريب وآثار الحرب وتداعياتها تنجلي عن وطننا لترجع إلينا الحياة ونستطيع التقدم نحو الأفضل رحمة بالأجيال القادمة، وتعود مصانعنا ومعاملنا لتنتج أفضل أنواع الألبسة الجاهزة.

ربا قميرة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار