بناء جديد لمدرسة الشهيد بسام الكارة في مشقيتا

الوحدة: 10-1-2021

 

 

 هموم يحملها طلاب المرحلة الأولى في حقائبهم بمسافات وتكاليف مضافة وأخيراً أتت الموافقة, بعد جهد وجهاد من أهل القرية ومدير المدرسة التي طالها التوسع والاتساع بأطرافها الأربعة وعلى كل الجهات ليكون لأولادهم مدرسة جديدة داخل سور القديمة التي ضاقت عليهم وانكمشت باحتها للنصف . في جولتنا بين أركان مدرسة الشهيد بسام الكارة في مشقيتا وطباقها الثلاث ولقاء أهلها طلاب ومدرسين وإداريين والسيد المدير سامر معروف, والذي أفادنا بالآتي : عام 2017 رفعنا طلباً إلى مديرية التربية ببناء مدرسة حلقة أولى لمشقيتا نظراً للتوسع العمراني والتضخم الجغرافي فيها، وأتت الموافقة منها لنتابعها بالوزارة فأتت الموافقة على إنشاء ملحق عام 2018، وترددنا على مديرية الخدمات عدة مرات وكان قد وعدنا السيد المحافظ بإنشاء ملحق للمدرسة لما قصد المدرسة وزارها بعد عاصفة قلعت زجاج نوافذ الطابق الثالث وانكسر بعضه في الصفوف والحمد لله كان الطلاب خارجاً وقت الفرصة والاستراحة عام 2018، وكنا نحن نريد مدرسة أخرى بمكان آخر وخارج أسوار المدرسة القديمة، فالساحة ضيقة على الأولاد والملحق ضيق عليهم وكبل خروجهم للفرصة والقيام بدرس الرياضة وكان أن اجتزء من مساحة الباحة مكاناً لبناء الملحق وحبذا أو كان من الأفضل لو أنشئ على أطراف القرية وجهاتها وأبوابها مثل الجهة الغربية أو صوب (العقيب )أو على مشارف قرية أخرى تابعة لبلدية مشقيتا مثل ماخوس أو وادي الرميم.لكن للأسف لم نجد مساحة إدارية من البلدية لمثل هذا البناء فاضطررنا بإقامته داخل سور المدرسة القديمة والتي تخدم 11 قرية ومزرعة (مشقيتا, ماخوس, وادي الرميم, عين الزرقا, الزهراء, عين المجوية, بيت ناصر, عين علوان, خربة سلاس وجورة الما) والمباشرة بالبناء جاءت هذا العام الدراسي (2020_2021) وهم في الركيزة فقد صبت الأساسات والقواعد ورقب العواميد وانتهت المرحلة الأولى ليصار إلى الردميات ثم يبدؤون برفع العواميد وجدار البناء، والملحق على مساحة تصل 240 متراً بتكلفة تقريبية مئتي مليون ليرة ويتضمن ثلاثة طوابق : الأول يشمل على بهو ودورات مياه، والثاني يشمل ثلاث شعب صفية وغرفة إدارية، والثالث أيضاً ثلاث غرف صفية وغرفة إدارية . في المدرسة حالياً 520 طالباً مقسمين على 18 شعبة والدوام صباحي ومسائي، ليصار الغاية من الملحق إلغاء الدوام الثاني والقضاء على الدوام النصفي فيكون دواماً واحداً كاملاً حيث الطلاب الصغار في الدوام الثاني لا يصلون إلى بيوتهم غير في المساء وعند انقطاع الكهرباء في الرابعة والنصف . نحن نقول مدرسة لإحدى القرى التابعة لمشقيتا أو على أطراف الضيعة ليخفّ الضغط على مدرستنا وبنفس الوقت نخفف عناء الطالب وأهله ويتوزع الطلاب بين المدرستين ليصار إلى أريحية بالعملية التدريسية والقائمين عليها من مدرسين وإداريين وحتى الطلاب ينالون حصصهم من التعليم الجيد وأدواته حيث يكون عدد الطلاب في الصف أقل وتخف مشاكلهم، وأيضاً نحقق الغاية الأكبر وهي الدوام الواحد . ضيعتنا جبلية ومدرستنا تختلف عن مدارس المدينة بمسافات وأبعاد يقطعها الطلاب تصل أحياناً عشرة كيلومترات مثل سلاس وقزل جورة، وعين الزرقا تبعد (4-5) كيلو متر وكذلك بيت ناصر وغيرها, فهذا يدفعهم لطلب تكسي أو سرفيس مما يضطرهم للتكلفة العالية ودفع الأجور والمواصلات، نتمنى أن تتوسع المدارس بهذه المنطقة وليس في مشقيتا فقط فقرية (ماخوس- وادي الرميم) من القرى الكبيرة وذات توسع سكاني ويستوجب ذلك وجود مدرسة، ومن المؤسف والمخجل حقاً أن تكون مدرسة واسعة بقرجالة على طالبين فقط وليس عدلاً ونحن نعاني الضيق لكنه يبقى حقهم بمدرسة أولاً وأخيراً . البناء القديم مواليد 1967 أي بعمر 53 سنة ولم ترمم إلى اليوم، فعلاً هي مدرسة قوية. فبناؤها من حجر القطع، ومنذ توليت منصب المدير فيها أجريت لها صيانة في عام 2011 وأخرى عام 2017 قبل العاصفة بعام واحد فقط، لكنها اليوم بحاجة لترميم وتلبيس الحجر من الخارج والاهتمام بداخلها وتبديل البلاط الأسود وغيره، كما أن بناء الملحق قد يأتي عليه تلبيس الحجر ويتضح الفرق أليس من الضروري أن ينسجم البناء الحديث مع البناء الأم القديم ولو في الشكل الخارجي ؟ البناء القديم مؤلف من طابقين فيهما عشر غرف صفية وسبعة إدارية والغرف الإدارية تشمل : إدارة وأمانة سر ومكتبة وكمبيوتر و معلمين ومنهج صحي وتوجيه . وتسألين عن (الفسخ) والشق الذي نراه خارجاً هو فاصل تمدد وشق طبيعي مصطنع نتيجة تمدد التربة واستراحتها. تمنينا لو كان الملحق أكبر وعلى مساحة أوسع ست غرف قد لا تكفي ليكون لنا دوام واحدً وقد نحتاج لغرفة المعلوماتية وإشغالها ضمن قائمة الصفوف، ونحن على كل حال لا نستخدمها لانقطاع الكهرباء المستمر. فمن الأولى الاستفادة منها لضروريات وحاجات المدرسة، وإن شاء الله العام الدراسي القادم ستكون الأمور أفضل من حيث الدوام والعملية التدريسية . وحول سؤالنا عن العملية التدريسية والصعوبات التي يواجهونها وأحوال المدرسة وغيرها، رد الأستاذ سامر بقوله : لا يخلو الأمر في العملية التدريسية من بعض الصعوبات والعثرات، الكادر التعليمي موجود ومتوفر لكل الصفوف، لكن نفتقر لاختصاصيين في الرياضيات والعلوم، مع توفر الاختصاصيين في الاجتماعيات والعربي والموسيقا والفنون، كما أن الوسائل التعليمية المتوفرة تقليدية وليست كاملة كما في كل المدارس تعاني النقص ولا تفي بالمنهاج الجديد، مع العلم أننا تباعاً نستلم بعضها كلما اتصلوا بنا، لدينا مثلاً وسائل تعليمية للرياضيات بدائية (أدوات هندسة، معداد، مكعبات) والنقود من الوسائل الجديدة لصف الأول والثاني.

أما الوسائل الغير متوفرة فأغلبها وسائل القراءة وبالنسبة للعلوم يوجد بعضها مثل الهياكل والمجسمات والصور والحيوانات وهي وسائل جيدة، ولدينا جهاز الإسقاط والشاشة الضوئية و السيدي وراديو لتعليم اللغة الإنكليزية ومسجل . وهذا ما يستوجب بعض المعلمات جلب وسيلة إيضاح من بيتها تكون قد صنعتها بنفسها لشرح الدرس لطلابها . والمنهاج في بعض المراحل جيد ويدفع الطالب للبحث والإبداع لكن في غيرها لا يفي بالحاجة مثل تهميش الجغرافيا والتاريخ بالمرحلة الأولى وقد ينتقل الطالب للمرحلة الإعدادية ولا يعرف رسم خريطة بلده سورية ويبقى هذا من اجتهاد المعلمة، فقد ركز المنهاج على عنايته بالجانب الإنساني والاجتماعي وافتقر للجانب التاريخي والجغرافي لبلدنا . أليس من غرفة تعليم لذوي الاحتياجات الخاصة ؟

 أجاب الأستاذ سامر بكل وضوح : ليس لدينا مثل ذلك، وإذا ما التمسنا حالة منهم فيكون الدمج مع الطلاب السليمين وهذا هو الأصح, لكن ليس لدينا هذا العام أي حالة وكان في العام الماضي ثلاث حالات خاصة ترفعوا للمرحلة الإعدادية ولم يبق لدينا غير حالة بسيطة تأخر بالنطق ولها اهتمام خاص من الإرشاد الاجتماعي . نتمنى من التربية والوزارة الاهتمام بمدارس الريف ويكون لها أولوية خاصة، فالفرق كبير ويتضح كلما زرنا مدرسة في المدينة، من بابها لمحرابها ،فغرفة المدير تكاد تشبه غرفة أي مسؤول أما بالريف فتفتقر لكل شيء خزانة أو مكتب خشبي وحتى مقاعد الطلاب، فلما لا تتساوى ويكون الإنصاف . وعند خروجنا للباحة أولاد يتراكضون يلعبون ويشترون البسكويت من نافذة أطل منها شاب قال المدير: إنه البائع في ندوة المدرسة، وهو على اطلاع دائم عليها وبعين فاحصة لمعرفة تاريخ الصلاحية, ومراقبة منه شخصياً للمواد التي تباع للطلاب وليس فيها غير البسكويت وبعض السكاكر وممنوع فيها الأندومي والسندويش .

حمزة صف رابع_ أحبّ مدرستي كثيراً ولي  أربع سنوات فيها، ولدي الكثير من الأصدقاء وجميعهم يحبوني نلعب بكرة القدم في الباحة ولو صغرت قليلاً، وسيكون لدينا مدرسة جديدة أرجو أن يكون لي صفاً جديداً فيها وباللون السماوي .

شلة بنات منهن : نور شعبان صف خامس_ قالت : حلوة مدرستي ونظيفة وكانت الساحة واسعة فيها لكنها نقصت مساحتها لبناء جديد، وأتمنى أن ينتهي قريباً ليكون دوامنا في الصباح دائماً، أحب عمل المشاريع مع رفيقاتي لأنه عمل جماعي نستفيد من معلومات بعضنا, أسكن في أول القرية وبعيداً عن مدرستي لهذا آتي بتكسي أجرة .

رغد مريم صف خامس_ وهي تأكل سندويشة قد حضرتها لها أمها في الصباح أشارت بأنها في الباحة لأن لديهم حصة رياضة, وهي تأتي كل يوم من قرية ماخوس وتمشي مع صديقاتها مسافة بعيدة لتصل إلى مدرستها، وتحمل حقيبتها المثقلة بالكتب والدفاتر .

ورفيقاتها الواقفات جانبها كل منهن أشارت إلى مصروف الجيب اليومي والذي تبين الاختلاف والتباين فيه بين طالبة وأخرى (100_500)ليرة كما أن معظم الطلاب توضح لنا أنهم لا يحظون بمصروف يومي بل يمكن مرة في الأسبوع أو مرتين أو لا شيء.

المدرسة رزان_ مادة اجتماعيات _ قالت : نعاني في الصفوف من تضخم أعداد الطلاب وعجقتهم، فدائماً ما يثيرون المشاكل بالصف ولا ينتبهون للدرس وينشغلون ويصعب علينا ضبطهم فليس سهلاً أن يكون أكثر من أربعين طالباً في الصف، وعيوننا عليهم دائماً لنشغلهم بالدرس ونحاورهم ليكونوا في انتباه طوال الوقت, نتمنى أن ينتهي الملحق لنقسم الأولاد على الصفوف وننتهي من هذه المشكلة فبدل أن يكون في الصف 40 طالباً يكون 20 فقط, وينال الطلاب حقهم في الدرس من التركيز والانتباه.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار