قانون النظافة… ونسف الهوية الجمالية!

الوحدة: 10-1-2021

 

صار غياب النظافة ونسف الهوية الجمالية للمدينة والريف والاستهتار وتحدي جميع القوانين والقرارات المتعلقة بالحفاظ على النظافة العامة وحماية البيئة من المشاهد اليومية المؤذية التي تصفع النظر وتستفز المشاعر إلقاء أكياس القمامة من نوافذ المنازل والسيارات والأشخاص ومن قبل أصحاب المحال التجارية والمهن اليدوية وإلقاء النفايات الملوثة والطبية وغيرها في الشوارع وعلى جوانب الطرق العامة هو القاسم المشترك لكل الشوارع والأحياء والطرق بطرق خارجة عن الذوق وتنم عن اللامبالاة بمراعاة القواعد الاجتماعية والأخلاقية . فما بالك عندما تهبّ عاصفة مطرية أو هوائية وتتطاير القمامة بين الناس والسيارات والمنازل….؟!.

النظافة فعل حضاري ومن أهم مقومات الحياة الصحية, وتلويث البيئة المحيطة من أكبر التحديات التي تهدد البيئة ومن أخطر الكوارث على الإنسان, فالبيئة السليمة تنجب أناساً أصحاء أقوياء قادرين بفعالية على الإنتاج والإسهام في البناء وإطلاق تفكير الفرد وتنمية مواهبه ودرء أخطار التلوث عن الجميع, والبيئة الملوثة تنتج أجيالاً يفتك بها المرض والأوبئة المزمنة ولا يخفى على أحد ما تبذله الدولة من إمكانات مادية وفنية وبشرية للوصول بالبيئة وبصحة المواطن إلى أفضل مستوى .

نظافة الشارع والحيّ تعبر عن رقي ساكنيه, لا بد من ترسيخ مفهوم النظافة والحفاظ على البيئة بين السكان ونشر الوعي بأهمية التقيد بقانون النظافة لتأمين بيئة آمنة وحضارية يعود خيرها على الجميع, وعدم التغاضي عن محاسبة المسيئين والمستخفين بالنظافة العامة الذين لا يلتزمون بوضع القمامة في أماكنها وأوقاتها المحددة ويرمونها في كل مكان دون وعي, وإيجاد الحلول الجذرية والسريعة للتخلص العشوائي من القمامة والنفايات للحفاظ على نظافة الشارع والحي والحديقة والطريق, والارتقاء بعمل ودور المجالس المحلية ومكاتب المتابعة والخدمات بإعطاء النظافة ما تستحق من اهتمام وانتباه والتعاون مع المجتمع المحلي والمنظمات الشعبية لتنفيذ أيام وحملات النظافة الطوعية في العديد من الأحياء والشوارع وترحيل الأنقاض وتعزيل الأتربة والأوساخ وتنظيف الفوهات المطرية في الشوارع , وأن تصبح حملات النظافة والمحافظة على البيئة ممارسة حضارية تتدخل في صلب الحياة اليومية ومتابعة وردع حقيقي لكل الممارسات الخاطئة التي تهدد صحتها وسلامتها.

القمامة في الشوارع تلويث بصري ونفسي, ومظهر شوارعنا وطرقاتنا لا يليق بحضارتنا ولا يبشر بمستقبل واعد, النظافة ثقافة عامة وعقوبات رادعة تبدأ من المنزل بتعليم الأبناء قواعد النظافة العامة لتربية أجيال تمتلك ثقافة النظافة واحترام القوانين الذي يعبر عن رقي إنساني وحضاري وباتت الحاجة ملحة وحقيقية اليوم لتعديل قانون النظافة الخاص بالأشخاص وزيادة الغرامات المفروضة على المخالفين وسن التشريعات التي تحافظ على النظافة ومراقبة وتنفيذ نصوص القوانين المتعلقة بالنظافة بكل تفاصيلها.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار