أخي المواطن.. من أين لك هذا؟ (3)

الوحدة 7-1-2021

 

 

ما أن يصل إلينا بعد غياب طويل وانتظار مرير حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة تاركاً وراءه رب الأسرة في حيرة وبحث دائمين عن سبل جديدة لتأمين مستلزمات المنزل والأولاد، الراتب يكاد يكون حبة فيتامين ومقوياً لنا لنستطيع العيش بقية الشهر حتى يحين موعد الحبة الأخرى، كيف يستطيع المواطنون تدبر أمورهم وتأمين حاجياتهم محور حديثنا..

تقول أم نزار: لا نعلم كيف يمر الشهر فنحن نعيش على الراتب التقاعدي لهذا نحن غير قادرين على شراء أي شيء من (الدكان) بل نعتمد على ما قمنا بتموينه خلال فصل الصيف بالإضافة لمخصصاتنا من الرز والسكر وقد يأتي ما يسعفنا حين يعمل زوجي عملاً ما في أرض أحدهم.

وتقول ميس حوا: بعد أن تم تهجيرنا من دمشق استأجرنا بيتاً هنا ولكن الرواتب تتبخر بعد يوم أو يومين لهذا أقوم ببيع بعض أغراض المنزل التي أستطيع الاستغناء عنها كما أننا قمنا بسحب بعض القروض علها تدفعنا خطوة نحو الأمام ولكن عندما تنتهي الأدوات والأغراض التي أستطيع الاستغناء عنها لا أعلم ماذا سنفعل.

فيما يرى غيث أن الرواتب ليست سوى (تسكيتة) فمن غير الممكن بل من المستحيل أن نقسم الراتب على أيام الشهر فالراتب ليس من طويلي العمر و ينتهي مع اليوم الثالث أو الخامس، ولهذا السبب أنا أعمل بعد دوامي في قطاع الدولة بمحل ألبسة ومع هذا هناك تعب وجهد في تأمين ما يلزم المنزل.

وترى أم ربيع أن الأرض هي الملجأ الوحيد الذي ينتشلها من هذا الفقر فتقول: راتب زوجي التقاعدي يتم تقسيمه للدواء والخبز والحليب وبعض الحاجيات الأساسية من المحال، وننسى مع هذه التقسيمات الخضار و الفواكه إلا ما يمكنني زراعته في الأرض التي توجد أمام منزلي حيث أقوم بزراعة ما يمكن تموينه في فصل الصيف بدءاً من البندورة واليقطين والبازلاء والفول و.. و. وفي الشتاء أزرع السلق والسبانخ والملفوف وغيرها  لأننا غير قادرين على شرائها.

ويؤكد إسماعيل غانم أن المدينة في وقتنا هذا نقمة فالعيش في القرية ممكن أن يساعدنا قليلاً من خلال الزراعة لأن الراتب لا يكفي لشراء أبسط ما تحتاجه العائلة وبما أنك سألتيني كيف أمضي الشهر فأقول لك بقدرة قادر فقد حذفنا اللحوم بأنواعها والكثير من الخضار والألبسة والأحذية إلا في حالات الضرورة القصوى بالإضافة لوجود بعض المحال التجارية التي لازالت تقوم بإقراضنا بعض الحاجيات لتدخل هي الأخرى ضمن حسميات الرواتب.

أخيراً تقول براءة بلال: عن أي راتب تتحدثين أكبر راتب وهذا إن كان صافياً لا يوجد عليه قروض من المستحيل أن يكفي أي أسرة، وبالنسبة لنا نقوم باستدانة ما نحتاجه من الدكان لنعطيه قسماً من الديون أول الشهر ونعيد الكرّة في كل شهر وبغير هذه الطريقة لا يمكننا تأمين احتياجاتنا فالأطفال لا يمكن أن تفهم أننا نمر بوقت صعب ويريدون ما يطلبونه في الحال، هذا إن لم نضطر لشراء بعض الملابس أو الأحذية أو ..أو .. لهذا الله يرحم الراتب.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار