مخاطر في برامج الحمية الصارمة

الوحدة : 31-12-2020

 أصبح هوس النحافة والجسم الرشيق يسيطر على عقول النساء وعلى تصرفاتهن في كافة أنحاء العالم، حتى إنّ بعضهنّ لا يأكلن شيئاً يذكر في اليوم، ليظهرهن ممشوقات القوام.

واستغلت وسائل الإعلام رغبة المرأة في النحافة وبدأت الشركات تغدق الملايين على أبحاث برامج التخسيس حتى أصبحت هذه النشاطات محور حياة أعداد متزايدة من النساء على أمل اكتساب قوام ممشوق للتشبه بإحدى النجمات من الممثلات أو المطربات. ويؤكد الباحثون أنّ هذه الأنماط الحياتية غالباً ما تترك آثاراً سلبية مدّمرة وقد تؤدي إلى إصابة الكثير منهن بحالات من الإغماء أو تلف جزئي في أمعائهن أو جفاف في قرنية العين إضافة إلى حالات الاكتئاب الشديد وفقدان السيطرة على الأعصاب ومن الأخطاء الشائعة التي تلجأ إليها الكثيرات عندما يبدأن نظام الحمية الامتناع كلياً عن تناول السكريات والنشويات حيث تصبح الأطعمة التي تحتوي على هذين العنصرين محرمة عليهن وهذا بالتأكيد اعتقاد خاطئ لأن جسم الإنسان يحتاج إلى السكريات والنشويات باستمرار ولكن بكميات معقولة لا تتجاوز المستوى الصحي المطلوب حتى لا تتحول السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون ما يؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.

 ويرى خبراء التغذية أنّ المرأة التي ترغب في تطبيق نظام حمية يتعين عليها عدم الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على النشويات والسكريات خاصة إذا كانت تعتزم اتباع نظام الحمية لفترة طويلة لأنّ ذلك يؤدي إلى إصابة الجسم بالوهن البالغ.

 يعد نظام ( أتكينز) للحمية أحد البرامج المثالية التي يمكن للنساء اتباعها خاصة عندما يزيد الوزن على 90 كيلو غراماً حيث يعتمد هذا النظام على عدم تناول السيدة أي مواد سكرية أو نشوية.

 ويحقق هذا النظام نتائج جيدة في البداية إلا أن الاستمرار فيه والامتناع كلياً لفترة طويلة عن تناول السكريات والنشويات قد يلحقان بالجسم أضراراً بدنية بالغة وقد تتعرض المرأة إلى الانهيار التام الذي قد تدخل بسببه إلى المستشفى لمتابعة حالتها الصحية عن كثب خاصة عندما يتبين أن هناك نقصاً حاداً في الأنسولين وبعض المواد العضوية.

 ومن بين الأعراض الأخرى التي تصيب النساء ضيق القصبات الهوائية وآلام الصدر وعدم القدرة على التنفس لأنّ المبالغة في الابتعاد عن المواد النشوية والسكرية بحجة الحمية هو ممارسة خاطئة لأنّ نقص هذه العناصر في الجسم يؤدي إلى عواقب مرضية وخيمة خاصة إذا قرر صاحبها عدم تناول أي مواد بروتينية لتفادي الدهون.

 إنّ اتباع نظام حمية لا يشتمل على البروتينات أو السكريات أو النشويات لفترة طويلة يؤدي إلى جفاف العين وهبوط الوظائف الأساسية للقلب والجهاز العصبي وقد يؤدي إلى اضطراب الدورة الدموية وبالتالي إلى الوفاة المفاجئة أو الوقوع في غيبوبة لفترة طويلة.

 وإن نظام أي حمية مهما كانت فترة قصيرة يجب أن يخضع لمراقبة طبية ومعرفة حقيقية لطبيعة الجسم ومدى قدرته على التحمل وما إذا كان الشخص يعاني الحساسية أو أي مرض آخر ويجب معرفة الأدوية التي يتناولها والتعرف إلى الأضرار الناجمة عنها في حالة الامتناع عن تناول بعض الأطعمة ومع أن غالبية أنظمة الحمية تؤدي إلى إنقاص الوزن وتدني نسبة الدهون إلا أن ذلك لا يعني أن هذا النقص هو ظاهرة صحية وفي المقابل فإن النساء اللواتي يتبعن أحد أنظمة الحمية التي تعتمد على اللحوم والأجبان والسلطات فقط فإنهن أيضاً سيعانين من اضطرابات عضوية فهذا النظام يعد غير صحي شأنه في ذلك شأن برنامج (أتكينز).

 لذا فإن أي نظام تزيد مدته على شهر يجب ألا يحرم صاحبته من أي من العناصر الغذائية الأساسية حتى ولو بكميات بسيطة ففي أثناء فترة اتباع نظام الحمية يمكن للشخص أن يتناول قطعة من الشوكولاتة أو قطعة من الخبز المحمص أو كمية من الآيس كريم أو بضع حبات من اللوز أو الفستق.

إن أفضل طريقة للمرأة كي تعيش حياة طبيعية من دون الحاجة إلى اتباع نظام حمية مع تفادي السمنة هي اتباع نظام غذائي يشبه المطعم الياباني حيث يمكن معه تناول الوجبات الثلاث وكل وجبة تأكل فيها الأرز والسمك ومع ذلك تبقى محافظة على رشاقتها وأسرد بعض الأفكار المستقاة من المطبخ الياباني:

 الإفطار: أرز مسلوق أو مطبوخ على البخار، كأس من الشاي الأخضر، قطعة صغيرة من سمك السلمون المسلوق أو المطبوخ على البخار، فاصولياء.

 الغداء: أرز مسلوق أو مطبوخ على البخار، سمك مسلوق أو مشوي، سلطات وشاي أخضر.

 العشاء: أرز مسلوق أو مطبوخ على البخار، شوربة طحالب، قطعة صغيرة من العجة، قطعة صغيرة من السجق.

 وعلى الرغم من تعدد هذه الأطعمة خاصة الأرز الذي يتكرر في جميع الوجبات فإنّ المرأة اليابانية تحافظ تماماً على رشاقتها وذلك بسبب تناولها الأطعمة المسلوقة وابتعادها كلياً عن الخبز واللحوم الحمراء والمعجنات والبيتزا  والأطعمة السريعة والأطعمة التي تبطخ بالزيت أو السمن أو الزبدة وبسبب الأنماط الغذائية الغريبة الخاطئة التي تؤدي إلى انتشار السمنة بين أعدادٍ متزايدة من النساء وما ينجم عن ذلك من أمراض خطيرة مثل أمراض القلب والشيخوخة المبكرة.

 وإضافة إلى ذلك فإن إضافة الزبدة أو السمن النباتي والزيت تعدّ من العوامل التي تساعد على السمنة ما يضطر المرأة إلى البحث عن أنظمة الحمية، ومن خلال تجربة الأطعمة اليابانية فإنّه أصبح واضحاً أن طريقة إعداد الطعام هي التي تحدد مقدار السعرات الحرارية في الجسم وليس كميته أو نوعه.

 لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار