وصفات لمكافحة القلق ووجبات لتنشيط الدماغ

الوحدة 30-12-2020

مع بداية الفصل الدراسي وهبوب رياح الامتحانات التي تصيبنا بكل أنواع التوتر والقلق في هذا الوقت من كل عام ومع تحول معظم البيوت إلى معسكرات مغلقة ممنوع الاقتراب أو الهروب منها ارتأينا الاستماع إلى نصائح الخبراء والمتخصصين لتمر هذه الفترة على خير.

في البداية أوضح الطب النفسي أن الطلاب خلال فترة ما قبل الامتحانات وفي أثنائها يتحمّلون فوق طاقتهم حيث يصبح جميع من حولهم في حالة انزعاج شديد ويضغط الأهل على أبنائهم الطلاب الذين لاحول ولا قوة في تحمل هذا العبء الثقيل من المناهج المكدسة ومسؤولية الامتحانات وشبح الرعب الهيستيري منها ويرجح ذلك بشكل عام إلى أن الأسرة العربية قلقة ولديها شعور بعدم الأمان ورغبة دائمة في الوصول إلى الكمال لذلك تمارس الضغط على أبنائها في موضوع الدراسة بدل أن تفهم حقيقة الامتحان والتي مهما كانت فكرتنا عنها لا يمكن انتقاداها لأنها صارت جزءاً من حياتنا والطالب يعرف ذلك جيداً ويعرف أن الامتحان هو المحك الرئيسي والبوابة التي ستقوده إلى المستقبل وعدم اجتيازها سيؤثر في مستقبله ونفسيته أيضاً واعتباره لذاته ولهذا يحيط بالامتحان قدر من التوتر والانفعال.

ويجب أن نفرّق هنا بين التوتر المرضي الحاد المبالغ فيه والتوتر الطبيعي المفيد يتخلص الطالب من التوتر والقلق في أثناء المذاكرة وخلال فترة ما قبل الامتحانات وبعدها يجب أن يكون واثقاً بنفسه وبقدرته على مواجهة المصاعب بأعصاب متماسكة وهدوء وراحة بال لذلك من الضروري تغيير البيئة المحيطة به من وقت لآخر والتنزه والخروج إلى مناطق جديدة وتناول الطعام والنوم بانتظام لأن الطالب قبل مرحلة الامتحانات يعاني خوفاً وقلقاً شديدين خاصة إذا لم ينته من مراجعة كل الدروس قبل الامتحانات وبالتالي يلجأ إلى المهدئات وهي أدوية متاحة في الصيدليات وبعضها يدخل ضمن جدول المخدرات .

ولكن المشكلة أن الطالب يعتاد هذه المهدئات لينام وبعدها يبدأ في زيادة الجرعة ويرتبط في ذهنه أن أي توتر سيتعرض له سواء داخل الأسرة أو مع الأصدقاء سوف يكون الحل في المهدئ.

 أما النوع الثاني من الطلبة فهو الذي يتناول المنشطات التي تجعله يسهر لمدة طويلة وتساعده في البداية على التركيز لكنها بعد فترة تؤدي إلى إصابته بتوتر شديد فلا يستطيع استيعاب أي معلومة.

 وهنا يشير أطباء جراحة المخ والأعصاب أنّه خلال فترة الامتحانات تتزايد الضغوط العصبية والقلق والتوتر فيحتاج الطلاب إلى تهدئة أعصابهم وبعضهم الآخر يكتشف أن الوقت المتاح أمامه  للمراجعة لا يكفي فيحتاج إلى تنشيط وتنبيه للمخ حتى يسهر لأطول فترة ممكنة وفي الحالتين يلجأ عدد كبير من الطلاب إلى الصيدليات بحثاً عن عقاقير مهدئة أو منشطة قد تؤدي إلى النتيجة المرجوة لكن الخطر هو التحول إلى مرحلة الإدمان لآثارها المدمرة في المخ .فالأدوية بصفة عامة تؤثر في الجهاز العصبي المركزي.

 أمّا المنشطات فلها استخدامات طبية أخرى ويلجأ إليها الطلاب أملاً في السهر لوقت أطول يخصصونه للمذاكرة أو المراجعة ولكنه هذه المنشطات تؤثر بشكل مباشر في الجهاز العصبي المركزي ما يؤدي إلى نتيجة عكسية فيصاب الطالب بالإرهاق كما أنها تؤدي إلى تلف خلايا المخ وعلى المدى البعيد تؤدي إلى تلف حاد فيها وهي خلايا لا تتجدد وإذا كانت كل خلية في المخ تؤدي وظيفة معينة كما هو معروف بالتالي فإن تلفها يؤدي إلى توقف هذه الوظيفة لذلك ينصح بالابتعاد عن الأدوية المنشطة لأنها لا تؤخذ إلا تحت إشراف طبيب متخصص ولأغراض معينة.

 ولكن ما هو البديل؟

الإجابة يقدمها خبراء التغذية لأنهم ينصحون الطلاب في هذه الفترة التي تسبق الامتحانات وفي أثنائها بتناول الغذاء المتوازن مع الابتعاد عن التوتر لأن الغذاء المتوازن يجعل الطالب متزناً في قدراته مثل الدراسة والحفظ والاستيعاب والتذكر ويجب أن يحتوي على مصدر بروتين نباتي أو حيواني مثل اللحوم أو السمك أو الدجاج أو البيض والجبن والقريش والفول فلا بد من وجود مصدر بروتين يومياً وكذلك طبق من الخضراوات المسلوقة ويفضل الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب عثر الهضم حيث يتدفق الدم على المعدة لإتمام عملية الهضم.

 وينسحب من المخ فيتلاشى النشاط الذهني عند الطالب ولا يستوعب ما يدرسه ومن هنا تأتي أهمية الطعام المسلوق أو الوجبات خفيفة الطهي غير المشبعة بالدهون ويجب أن يحتوي غذاء الطالب على طبق من السلطة الخضراء حيث أنه غني بالفيتامينات والأملاح المعدنية التي تساعد العقل على التفكير والجسم على الهضم والامتصاص والتمثيل ويكتمل النظام الغذائي المتوازن بتناول أي صنف من أصناف الفاكهة ويحذر خبراء التغذية من اعتقاد خاطئ وهو أن المجهود العقلي يستهلك سعرات حرارية كبيرة وهذا ليس صحيحاً إذ تبلغ النسبة بين 2% إلى 6% فقط من جملة السعرات الحرارية التي يحصل عليها الإنسان في وجبته لكن قد تكون هناك مشكلات مرتبطة بالتغذية مثل وجود علاقة بين تناول الطعام والحالة النفسية بمعنى أن يكون الطالب في فترة الامتحان متوتراً ما ينعكس على طعامه فإما أن يسرف فيه وإما أن يصاب بفقد شهية وفي الحالتين هناك خطورة على الصحة.

 وللتغلب على حالة فقد الشهية يجب أن يتناول الطالب فاكهة وعصائر ويبتعد عن الشاي والقهوة والتدخين وأن يتناول الشوكولا والبسكويت أو طبقاً من القمح مع المكسرات المحلاة بالعسل حيث تمده بسعرات حرارية أو حبوب القمح وفيها فيتامينات خاصة فيتامين (بي) الذي يؤدي إلى الاسترخاء وإراحة الأعصاب ومنع القلق.

وتناول الأسماك مهم جداً في فترة الامتحانات فهو مصدر غني بالبروتينات كما أنه غني بالفوسفور الذي ينشط الذاكرة ويخفف من توتر العقل وأن يهتم بعصائر الفاكهة الطازجة والماء والعناصر المحتوية على الحديد بالإضافة إلى مصدر للنشويات كالخبز والأرز أو المعكرونة ولا بد من وجبة الإفطار لأهميتها في تنشيط المخ.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار