الوحدة 30-12-2020
تأكيداً على الدور الحضاري والاقتصادي والاجتماعي والبيئي للشجرة في حياتنا وعلى إرادة الحياة وخاصة في ظل الظروف الحالية التي استهدفت فيها يد الشر والعنف كل مظاهر الحياة في وطننا الحبيب بما فيه البشر والشجر والحجر. تحتفل سورية بعيد الشجرة في الخميس الأخير من كل عام من خلال حملات تشجير على نطاق واسع وبمشاركة طلاب المدارس والمنظمات الشعبية وجميع قطاعات المجتمع . ومن هنا كانت أهمية عيد الشجرة بالنسبة لتلامذتنا وطلبتنا الأعزاء وهم في مدارسهم يغرسون في عقولهم شجرة العلم والمعرفة نهجاً يمارسون من خلاله حقهم في حياة كريمة في وطنهم الحبيب سورية. ولطالما كان لهذا العيد ومعانيه ركن أساسي في مساهمات أصدقاء ” جريدة الوحدة ” من الأطفال – وفي هذه السطور نستعرض ما تضمنته مساهمة وردتنا من الصديق سنان حسون – الصف السادس – وهي بعنوان ” عيد الشجرة” قال فيها : علمتني الشجرة حب البقاء، وحب الصمود، حين رأيتها على قيد الحياة. علمتني حب الوطن، حين رأيتها تتشبّث بالتربة. علمتني الصبرَ والقوة، حين رأيتها تتسلل بجذورها، لتفتت تلك الصخرة. علمتني الرفق بالضعفاء، حين رأيتُ عصفوراً على أحضانها، ينسجُ عشهُ .. علمتني السماحَ، حين رأيتُ من يؤذيها، وفي الرمضاء تعطيه النسمة .. هكذا الشجرة الشامخة في صمودها، الحنونة بظلها، عطوفة على طيرها، كريمة بثمارها. هكذا علمتني الشجرة.. علمتني كيف أنزع الحق، حين رأيتها في الصخرة الصمّاء تنتزع القطرة.. علمتني أن أزرعَ البسمة في قلب المهمومين، حين رأيتُ فيها الزهرة والخضرة .. الشجرة تعني الرخاء.. الشجرة تعني العطاء.. الشجرة تعني المحبة.. فليكن شعارُنا: ” ازرعْ ولا تقطعْ ” . نعم ،الشجرة هي الحياة والاستمرارية – فبوركت الأيادي التي تزرع في جميع ميادين الحياة – في الأرض والبيت والمدرسة… و تحاول رسم ملامح الفرح والابتسامة على وجوه أطفالنا وفي عالمهم ليتمكنوا من التعبير بإحساس بالغ عن كل ما يحيط بهم من مشاهد إنسانية ومشاعر وطنية ، و تقوم بالعمل من أجل تحقيق هدف واحد وهو إيماننا بأن جميع الأطفال يستحقون مستقبلاً مشرقاً في بيئة نظيفة ومجتمع سليم معافى . فما نراه في نتاجات أطفالنا يعكس بوضوح الإرادة التي تحدت الآلام وخرجت لتعلن للعالم بأن طفلنا العربي السوري قادر على امتلاك ناصية الإبداع مهما كانت الظروف من حوله.. لذلك فهم يستحقون المستقبل الأفضل.
فدوى مقوص