ندوة طبية مفتوحة حول فايروس كورونا (الإصابة والعلاج.. كورونا والإعلام) في دار الأسد للثقافة باللاذقية

الوحدة: 27-12-2020

 

 

أقامت مديرية الثقافة في اللاذقية، بالتعاون مع صحيفة الحقيقة الدولية، ومبادرة شباب المحبة، ندوة طبية مفتوحة حول فايروس كورونا المستجد، وتحت عنوان: (الإصابة والعلاج، كورونا والإعلام) وذلك في قاعة محاضرات دار الأسد للثقافة باللاذقية.

 بداية، تحدث الدكتور العميد إبراهيم محمود، رئيس جراحة الأوعية والصدر بالمشفى العسكري باللاذقية عن جائحة كورونا وأعراضها الشائعة، وهي:

 السعال الجاف، حمى وشعور بالتعب.

وفي الحالات الشديدة، تكون الأعراض الشائعة: حمى مرتفعة، سعال مع دم، وانخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء..

أما الأعراض غير الشائعة، فتتظاهر بما يلي :

صداع، احتقان الأنف، التهاب الحلق، سعال مع بلغم، ضيق نفس، ألم في العضلات أو المفاصل، قشعريرة، غثيان، إقياء، إسهال.

 وتطرق د. إبراهيم إلى طرق الوقاية، وكيف ينبغي استقبال المريض، واجراء تحليل مخبري، إذ يفحص سريرياً، ليتم تقرير إذا ما كان  المريض بحاجة لإحالته إلى المعالجة السريرية ضمن المشفى، أو يعود إلى المنزل، أو يدخل إلى العناية المركزة، وذلك يتوقف على نوع الإصابة، التي من المهم جداً معرفة تدرجاتها، حسب الآتي:

 البسيطة، ويتم علاجها في العيادة.

المتوسطة، و تعالج ما بين العيادة والمشافي.

 أما الشديدة، فمعالجتها حتماً في المشافي، وقد تنتهي بالعناية المشددة للأسف، أو بالموت أحياناً، لأنه ليس كل مريض كورونا مثل الآخر.

بعدها، انتقل في الحديث بالإشارة إلى الأدوية المستخدمة لعلاج كورونا واللقاحات والفيروس الجديد كوفيد ٢٠. 

مؤكداً ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وفي مقدمتها: ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي في المكان، والابتعاد عن إقامة حفلات، وتخفيف التواجد في الأماكن المزدحمة، والتكثيف من إقامة الندوات الطبية في مختلف وسائل الإعلام (إذاعة، وتلفزيون، وصحف) وعلى مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً…

وفي سياق متصل، تحدثت الأستاذة الإعلامية أمل صارم عن الشق الثاني من الندوة بمداخلة حول: (كورونا والإعلام) وتركز المحور الأول في موضوعها على الإعلام العالمي، والمحور الثاني تناول الإعلام المحلي وكورونا.

  وبينت أن الإعلام العالمي، الذي غيّر العقد الأخير من نظرة الإنسان السوري للإعلام، كونه يعتبره مسيساً وغير حيادي على الإطلاق، وهو الذي خبره عن كثب، وعرفه من خلال تجربة الحياة، واكتشف عبث الأيدي غير النظيفة فيه، وتحريكه من قبل مؤسسات كبرى تحاول الهيمنة على الشعوب، وخاصة شعوب الدول النامية والفقيرة، بغية السيطرة على مقدراتها وثرواتها، ضاربة بعرض الحائط مصلحة الإنسان وحقوقه، التي تستخدمها المؤسسات ذاتها للهيمنة على الإنسان، بعيداً عن مصلحته..

 ومع كل هذا الضخ، الذي يقوم به الإعلام العالمي، كيف يمكن أن يتلقى الإنسان السوري كل ما يشاع في الإعلام العالمي حول كورونا، وذلك قد يكون سبباً بأن يقف كل ما ذكر وراء عدم أخذ الأمر على محمل الجد من قبل كثير من السوريين، وبالتالي عدم التزام البعض الآخر بالإجراءات الاحترازية العالمية المتفق عليها-حسب منظمة الصحة العالمية- وهذا ما يشكل خطورة كبيرة على المدى المنظور القريب والبعيد.

هذا، ولا يزال كثير من السوريين يعتقد أن كورونا، هو مؤامرة كونية أخرى على شعوب العالم لنهب مقدراته، وجني أرباح خرافية من اللقاح، ولاتزال أكثر التساؤلات دون إجابة، حول الكثير من الفيديوهات المسربة، ربما بتواطؤ عالمي، أومن دونه حول وجود علاج بسيط لكورونا، تحجبه بعض الدول، التي تتحكم بالعالم لأغراض اقتصادية بحتة، هادفة جراء ذلك أولاً وأخيراً لجني أرباح طائلة من اللقاح، الذي بدأ انتشاره قبل مضي عام على إعلان كورونا وباءً وجائحةً عالمية.

وهناك أسئلة تدور في خلد المواطن السوري:

هل كان اللقاح مكتشفاً، كما تظهر بعض التسريبات، قبل إعلان كورونا أصلاً؟

وهل الدول المهيمنة على العالم بريئة من  ١٠٠٠٠٠٠،٧ من ضحايا كورونا في أنحاء دول العالم حتى اللحظة؟

وهل فعلاً يحاولون انتخاب الأقوى للبقاء والتخلص، مما يسمونه عبء كبار السن؟ الأمر الذي ترفضه المجتمعات العربية، التي تتمسك بفحوى وروح الدين، الذي ينادي ببر الوالدين، وخفض جناح الرحمة لهما، وعدم التأفف منهما ولو بحرف واحد.

 إضافة إلى أهمية رضى الوالدين، وبركتهما لحياة الجيل الصاعد، والوقوف إلى جانبهم، وعدم تركهما يتسولون اهتمام أبنائهم، وهم الذين أنفقوا أعمارهم وأبدانهم كرمى لأبنائهم.

أما فيما يخص الإعلام المحلي، الذي شارك بشتى وسائله المرئي والمسموع والمكتوب، وعبر الإعلانات الطرقية والمرئية بنشر توعية حول كوفيد ١٩، وكيفية الوقاية منه، أعراضه، وطرق التعامل معه، وتم نشر فيديوهات عالمية ومحلية حول الفايروس، وساهمت (السوشال ميديا) بنشر التوعية مرة، والرعب مرات أخرى،

وقدم بعضاً منها حلولاً منزلية، ربما لاذ بها السوريون، لأن معظم العائلات السورية، تقف الآن عند خط الفقر، وتعجز عن التدابير الأكثر تكلفة لتلوذ فعلاً بهذه الوصفات: من غلي ليمون الحامض إلى تحضير بعض الشوربات المكونة من الملفوف والجرز والكوسا، وتناول البصل والعسل والبقوليات لتحاول التخفيف من حدة نقص البروتينات في ظل غياب وجبة اللحم الأساسية عن الطبق السوري لدى السواد الأعظم من السوريين، لافتةً إلى ارتفاع وتزايد ملحوظ بأعداد  المصابين بكورونا في سورية..

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن مقبلون حقاً على كارثة.. ربما؟ ولكن هذا يتوقف فعلاً على وعي السوريين لقدرتهم بالسيطرة على الأمر، قبل أن تنفلت الأمور من نصابها، منوهةً إلى أن الحظر لم يعد ممكناً مع الأوضاع الاقتصادية المتردية، وعدم قدرة السواد الأعظم من السوريين على ارتياد المشافي، التي تتراوح كلفتها لعدة أيام ما بين ٣ ملايين إلى ١٠ أو ١٥ مليوناً، تبعاً لنوع المشفى وحالة المريض.

وفي ختام أعمال الندوة، جرى حوار مفتوح بين المحاضرين والحضور، حيث طرح الحضور العديد من الأسئلة المتعلقة بفايروس كورونا على المحاضرين المختصين، ليحصلوا منهم على إجابات علمية دقيقة وصحيحة من المصدر الطبي الخبير الموثوق.  

 وقد تولى إدارة الندوة: حيدر يونس- مدير مكتب صحيفة الحقيقة الدولية باللاذقية، ومؤسس مبادرة شباب المحبة- الذي بيّن لـ (الوحدة) أن هذه الندوة الطبية العلمية، تعتمد طريقة المنهجية الحوارية المفتوحة، بعيداً عن التقليد المتبع على طريقة السؤال والجواب، ولاسيما أن العديد من الأشخاص يعتمدون  على  الأنترنت مصدراً مرجعياً ليحصلوا منه على المعلومات، مع أنه توجد معلومات خاطئة أحياناً، تؤدي إلى حدوث أشياء كارثية، قد تودي بحياة الشخص، ولذلك كان التوجه في أعمال هذه الندوة، يكمن في تقديم  المصدر الصحيح، ليتلقى الحضور المعلومات الصحيحة من الطبيب المختص بشكل مباشر.  

من جهة ثانية، يأتي  التوجه الآخر بتسليط الضوء على الشباب القائمين بالفعالية، تأكيداً على دورهم الحيوي الهام، وتعزيزاً لقدراتهم بالتدخل الإيجابي في نهوض، وارتقاء المجتمع  المحلي على شتى الأصعدة كافة.

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار