المشكلة… وسبل حلها

الوحدة 24-12-2020

الحياة مليئة بالصراعات والمشكلات التي يجب تخطيها للوصول إلى النجاح وتحقيق الأهداف، وعلى الإنسان تجاوز المشكلات التي تعترضه وتعرقل مسار حياته في الدراسة أو العمل أو المجتمع، والمشكلة موقف سيئ يتعرض له الفرد نتيجة لظروف معينة، أو حالة غير طبيعية تحيط بالشخص في وقت معين، يبحث جاهداً للبحث عن حلّ لها لتفادي النتائج السلبية والجسيمة التي تخلفها.

لا أحد تخلو حياته من المشاكلات التي تنغصها نتيجة كوابيس العيش في عمق الحياة المعاصرة، كبيرها وصغيرها متشابكة مع بعضها البعض، وعندما تتباين الآراء حول قضية ما وتستعصي على الحل تنشأ حالة من الإشكال ثم تأخذ المسألة برمتها اسم (المشكلة)، بعضها صغير وروتيني وبعضها هام ومصيري يعلّم الناس اكتساب المهارات للتغلب على مصاعب الحياة والمحاولة الجادة في العثور على حلول لها وتسهيل التواصل مع الآخرين.

تختلف مسببات المشاكل بناء على طبيعة البيئة المحيطة بها، بعضها يكون عرضياً يمكن حلها وتخفيف تأثيرها، وبعضها خارج قدرة الإنسان كالقضاء والقدر، وبعضها يقوم على التناقضات والمفارقات ولا يعترف بالمنطق ويولد هيجاناً شعورياً قوياً يرافق الإنسان أينما توجه، وبعضها لا يمكن الوصول إلى حل جذري لها وإنهائها وعلينا التعامل والتعايش معها وتقبلها على مضض كالمرض العضال.

أغلب المشاكلات ليست عصية على الحلول، وليس هناك عصا سحرية للحلول المباشرة، وحل المشاكل يكون أولاً بالجدية في الطرح والمتابعة ووضعها في العلن على الطاولة أمام الجمهور وتحديد حجمها ورسم ملامحها وتمويلها من التعقيد إلى التجزئة والتبسيط والبحث عن الحلول والتعامل معها بعيداً عن العواطف وعدم الاعتماد على الحظ والظروف الطارئة والاتكال على الآخرين بغية إخراجها من عنق الزجاجة والتعاطي مع تفاصيلها التي تعشعش فيها الشياطين والعقد والبحث عن الحلول المناسبة واختيار الأفضل والابتعاد عن الحلول الترقيعية المؤقتة وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.

بعض المشكلات تستفحل وتتورم وتتوذم ويصبح حلها عسير المنال ويخلف معاناة وتداعيات لا تعد ولا تحصى، والإنسان يحتاج إلى المرونة والقدرة على التفكير السليم للبحث عن الحلول واستنهاض القدرات الذاتية لحل المشكلة، وفن حلّها عملية عقلية تفكيرية يستخدم فيها الإنسان معارفه ومهاراته وخبراته، وتختلف الحلول باختلاف المشاكل وأهميتها ونتائجها حيث يتم اعتماد اللغة الإيجابية أثناء التفكير والمناقشة وتحويلها من التعقيد إلى التبسيط والتجزئة وتجنيد الإمكانيات لمواجهتها والتخلص من تبعاتها وعدم الاستكانة للوصول إلى حل جذري لها وتحديد المكاسب والخسائر التي يتسبب بها كل حلّ.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار