زراعة الفطور.. كنز حقيقي

الوحدة 23-12-2020

 يعدّ نبات الفطر بأنواعه المختلفة كنزاً حقيقياً للأسرة الريفية لتمتعه بالكثير من الاستخدامات الغذائية والطبية والصناعات الدوائية واستخلاص وإنتاج مستحضرات حيوية مهمة تدخل في معالجة ومكافحة الذبول في البيوت المحمية والبساتين وخاصة فطر التريكوديرما، وإنتاج الأعداء الحيوية.

 الفطر المحاري زراعة اقتصادية واعدة وغذاء صحي مفيد لمن يعاني من فقر الدم وغذاء غني وصحي وكاف ومعوض لمن يريد اتباع حمية غذائية، وتشكل مشروعاً ناجحاً لمن يبحث عن مصدر رزق مساعد يحقق دخلاً ثابتاً للأسرة بأقل كلفة ممكنة، لتأمين حاجات الأسرة والأولاد ومواجهة ظروف الحياة الصعبة والمعقدة والغلاء الذي طالت سهامه جميع سبل الحياة، وهي عملية أسرية ريفية بسيطة وكل بيت ريفي يمكنه الشروع في هذه الزراعة إذا استطاع تخصيص غرفة واحدة جانبية من المنزل.

 في مطلع 2019 بدأت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية في دمشق بالإنتاج المخبري للفطر المحاري لإنتاج فطر ذي مواصفات  عالية خالية من الأمراض وبأقل كلفة ممكنة بغية تعميمه على مستوى القطر كون المناخ والطقس السوري ودرجات الحرارة مناسبة لزراعة الفطر المحاري على مدار العام، وهي تحتاج إلى عاملين أساسيين هما: معرفة خصائص النمو والتكاثر والتغذية ونوع البذور والشروط اللازمة لنجاح الإنتاج من الناحية البيولوجية، وهي زراعة حساسة تعتمد بشكل أساسي على توفير الظروف البيولوجية المناسبة ونظافة المكان ونظافة البذور و وثوقيتها وخلوها من الغش والأمراض، وضمن بناء ويفضل أن يكون في القبب الطينية أو  الأقبية أو البيوت القديمة، وتستمر مرحلة الحضانة للنبات من 10-15 يوماً يحتاج فيها  النبات إلى إنارة خفيفة ودرجة حرارة من (20-25) درجة مئوية وعند وصول النبات إلى مرحلة الإنتاج يحتاج الفطر إلى التهوية الضرورية المناسبة.

الفطر المحاري إحدى الزراعات الأسرية البسيطة التي أثبتت نجاحها وملائمتها لطبيعة وطقس ومناخ وبلادنا وارتفاع قيمته الغذائية لما يحويه من نسب عالية من البروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية وخاصة اللازمة لأغذية الأطفال، وهو مفيد لمرضى السكري ويحتوي على المؤكسدات التي تقي من السرطان، والجدوى الاقتصادية من زراعة الفطر المحاري غير مكلفة حيث أن كل 24 كغ تبن رطب والذي أساسه 6 كغ تبن جاف يحتاج إلى كيلو غرام بذار ويصل إنتاجه في مرحلة النضوج إلى 6 كغ فطر محاري عند توفر الشروط التقنية والفنية والبيئية ودرجة الحرارة والنمو المناسبة.

المطلوب تشجيع زراعة الفطور وخاصة الفطر المحاري بمواصفات بذرية عالية وخالية من الأمراض ودعم وحدات إنتاج بذار الفطر بالمعدات والتجهيزات والبرادات وغرف النمو بشكل علمي وعملي لخفض مصاريف التكلفة والإنتاج والاستغناء عن الفطور المستوردة وزيادة الأرباح.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار