العدد: 9305
الخميــــــــس 28 شـــباط 2019
عبّر الخاتم على مرّ العصور عن معتقدات وعادات شعبية من خلال الرسوم والرموز التي كانت تنقش عليه، ويعتقد أن الخواتم تعود في أصولها إلى الشرق، فقد ظهرت لأول مرة في مصر وبلاد ما بين النهرين، ثم انتقلت إلى الغرب، ولعل أول خاتم في التاريخ كان عبارة عن قطعة من الحجر أو العظام أو الصدف المثقوب، حيث وضعه أحدهم في إصبعه فأعجبه المشهد عندما قام بصقل القطعة وتهذيبها قدر الإمكان، أو أنه كان نوعاً من التعويذة ضد الأرواح الشريرة، إذ كان يعتقد أنها تشفي من الأمراض بسبب حجارتها الكريمة ربما، أو بفضل الكتابات المنقوشة عليها، حيث كان من عادة إنكلترا توزيع خواتم في العيد الكبير تشفي من الصداع وآلام المعدة، كذلك عثر على خاتم من الفضة يعود إلى العصور الوسطى، وعليه شكل أسنان وكتابات خاوية لا معنى لها.
ويعتقد أنها تعويذة للوقاية من ألم الأسنان، ولا تقتصر أهمية الخاتم حتى في بداية عهده على كونه حلية للزينة فقط، بل كانت له فوائد متعددة أقدمها كونه خاتماً يستعمله صاحبه ختماً بدل التوقيع، ومع بداية القرن السابع عشر ظهرت الخواتم المخصصة للاحتفالات والمراسم المعينة كخاتم تتويج نابليون، والملكة فيكتوريا المزين بالعقيق الملون بألوان العلم الإنكليزي، وانتشرت أيضاً خواتم الذكرى وأشهرها الخاتم الذي أهدته ماري أنطوانيت إلى إحدى صديقاتها، ووضعت فيه خصلة من شعرها، كما شهدت هذه الفترة الخواتم المسمومة، وكذلك المحتوية على العطور، أما في العقدين الأخيرين من القرن العشرين انتشرت على نحو ضيق بعض الخواتم النفعية كتلك المضاءة ببطارية، أو التي تحتوي على كاميرا للتجسس. باختصار: يعتبر الخاتم من الأشياء القديمة الحديثة بالوقت نفسه وحوله تحاك قصصاً كثيرة ومعتقدات مختلفة، حتى أنه هناك بعض القوانين التي تتعلق بالخاتم، والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا: كيف يرى الشباب والشابات تحديداً الخاتم؟ وهل يؤمنون بدلالاته واستخداماته؟
• مروان حسيكة – طالب حقوق: يعود أول قانون يتعلق باستخدام الخواتم إلى الرومان، حيث نص القانون على أن تكون الخواتم من الحديد، ولم يسمح باستعمال خواتم الذهب إلاللسفراء أثناء تأدية واجباتهم الرسمية، على أن يعودوا إلى خاتم الحديد خارج عملهم الرسمي، وقد ألغي هذا القانون مع اتساع رقعة الإمبراطورية الرومانية، لكن القوانين ظلت تحدد نوعيتها، فكانت قلة من المواطنين فقط تحظى بشرف وضع صورة الإمبراطور الروماني على الخاتم، وفي العصور الوسطى شاع نوع جديد من الخواتم التي تحمل اسم صاحبها على شكل أحجية مصورة.
• الشابة نيفين بطرس – لغة فرنسية: عادة تبادل الخواتم في الخطبة والزواج منقوش عليها عبارات رومانسية رقيقة، أو الأحرف الأولى أو الأسماء لكل من الطرفين هي عادة جميلة جداً ومعبرة خاصة أن الخاتم يوضع في الإصبع الأيسر (هناك شريان يوصل إلى القلب) أي دليل على أن يكون الزواج قائماً على الحب الأيسر، هناك شريان يوصل إلى النفيس.
بالمقابل عندي صديقة عندما تأكدت من خيانة زوجها رفضت ارتداء المحبس حينها لأنه بنظرها فقد المعنى الذي يحمله بالنسبة لها، وأصبح خاتماً بلا قيمة ولا رموز.
• الشابة لورا ياسين، تجارة واقتصاد: أحب ارتداء الخواتم خاصة المزينة بحجر الفيروز، يقال بأنها ترد الحسد وأنا عندما ألبس خاتم الفيروز أشعر بأنني مرتاحة، حتى عندما أطيل النظر بلون حجر الفيروز أشعر بقدرة كبيرة على التركيز من جهة والسلام الداخلي للنفس من جهة أخرى.
لا تهمني القيمة المالية الكبيرة لخاتم ما، بقدر ما يهمني القيمة المعنوية لخاتم محدد يذكرني بصاحب الإهداء، خاصة إذ كنت أكن له الحب والتقدير والامتنان.
• الشاب تيم العيسى، علوم: لا أحبذ عادة لبس الخواتم من قبل الشباب طبعاً باستثناء المحابس بعكس الشابات فالخواتم تستعمل للزينة، وتجمّل الأصابع بشرط أن تكون بسيطة، أما الخواتم الضخمة الباهظة الثمن فلا أحبها، وأشعر من يلبسها يميل إلى المظاهر، فالخاتم في هذه الحالة يعطي المدلول العكسي السلبي وليس الإيجابي.
• الشابة سماح أصلان، إدارة أعمال: أحب لبس الخواتم سواء من قبل الشابات أو الشباب، حتى أنني حريصة على أن تكون الهدايا التي أقدمها للآخرين عبارة عن خواتم منقوش عليها أحرف أو أسماء أو عبارات حسب الظرف والشخص الذي أهديه، لأن الخاتم له قيمة مادية ومعنوية بنفس الوقت، والخاتم بنظري تخطى حدود الزينة والإكسسوار ليكون دليلاً روحياً للحب والذكرى والبقاء، فهل أجمل من هكذا هدية!
رفيدة يونس أحمد