الوحدة 8-12-2020
تنفتح على المدى الأسئلة، إشارات تساؤلاتي، يصيبني دوار الاستفهام، يرميني على عتبات التخييلات، أتسكع فوق مفارش الكلام ومتاهاته، أسافر كما الرحالة يجوبون الصحارى بحثاً عن الجمل المفيدة في مجاز الأصوات وتشكيلات الحروف..
وحيدا إلا من بلاهتي أغوص في عمق المعنى، أشرد فلا أعبر ما يدعى فقه الحرمان..
أيا لغة الزمان المتراكمة في زواريب المعرفة الهاجعة في سجلات الغبار مستلقياً فوق دماغي المتعب بفعل الزمن الهارب نحو الأمام.. أيا لغة الزمان لم يغلق ناظري سوى عن ترهات الخيال.. هي الألسنة أدمنت سجال السفسطة.. أتقنت اللعب على الكلام.. حياتنا سيرك كبير.. باب واحد للدخول إليه والخروج…
×××
في بدايات الورد، وانسيال العطر، كان السؤال يتكرر منذ الأزل على الحدائق ومقطر الشذا: كيف للوردة أن ترش بالعطر؟
×××
إنما الطرقات فخاخ للمسير، في الحقيقة ليس كل الشرود بمقيت، فما أحلاه من شرود وأنت تعبرينني بينما أنا أكتبك قصيدتي الجديدة.
اعبري أيتها الروح مفارش الطرقات، اشردي ثملة بسكرك كل المسافات التي لم تعبر بعد، لاعبي بأصابع وجدك همس المعاني ككمنجة الأغنيات، وانزياح المفردات المستباحة في جسد القصيدة، لا تقفي لدى ناصيات الشوارع والساحات، انسي أضواء إشارات العبور الغبية، اركضي في خطاك، لا تلتفتي إلى الوراء، إنما الطرقات فخاخ للمسير، اشتهاء وإغراء لركض الشرود، والضياع خلف أحلام السفر، وأوهام الذكريات..