الحفاظ على البيئة.. دور ومسؤولية!

الوحدة 25-11-2020

للبيئة صورتها وتفاصيلها وعنوانها وأكثر ما يجملها النظافة والمكان ومنظره اللائق الذي ترمقه العيون، وقد كانت سورية من أوائل الدول في المنطقة التي اهتمت بالجانب البيئي وتم إحداث وزارة للبيئية منذ عام 1991، أما بيئتنا اليوم فإنها تتوجع ألماً وتئن حزناً وتستغيث نجدة وتناشد الضمائر الحيّة بعد تفاقم مشكلات التلوث وتدهور موارد الطبية والإخلال بالتنوع الحيوي وانتشار الأوبئة والحشرات والقوارض في الكثير من المناطق، وصارت البيئة كالوعاء المثقوب يعاني نزيفاً لا يتوقف حتى ينضب.

النشاط البشري كله يعتمد على استغلال مصادر وموارد الطبيعة والبيئة المحيطة وانعكاساته السلبية على الأشكال الحياتية وانحدار نوعية الهواء والماء والتصحر وتدهور التنوع الحيوي إضافة إلى العوامل الخارجية مثل التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وتلوث هواء المدن بعوادم السيارات التي يساهم في ارتفاع معدل الوفيات والإصابة بالأمراض الخبيثة والمزمنة والمعندة، ناهيك عن الغبار الكثيف المنبعث من المعامل والدخان المتصاعد من عوادم السيارات داخل وعلى أطراف المدن ما يؤدي إلى تلويث الماء والهواء والأشجار والصحة العامة والبيئة، والحرب الإرهابية الظالمة وتداعياتها المأساوية أدت إلى تدهور كبير في عناصر وموارد البيئة الطبيعية.

الهاجس البيئي يزيد الحياة عفونة وتفسخاً وألماً، علينا إدراك المسؤولية الفردية والمجتمعية للوعي البيئي الذي يساهم في حماية البيئة وحياة مكوناتها واتخاذ التدابير التي تستلزم تنمية العلاقات الإيجابية بين الناس والبيئة المحيطة وعناصرها ورسم السياسات والإجراءات التي تعزز سلامتها واستدامة مواردها وتنمية المهارات الإنسانية التي تساهم في تطوير الظروف البيئية نحو الأفضل.

الحفاظ على البيئة يتم من خلال الوعي البيئي لكافة أفراد المجتمع وينطلق من نظافة الفرد الشخصية ومنزله إلى القرية والشارع والحي والحديقة والمدينة وتعاون المجتمع الأهلي ووسائل الإعلام واتخاذ الإجراءات الرادعة من قبل مجالس المدن والبلدات وتنظيف الأوساخ والقمامة والأنقاض والأتربة المتراكمة في الشوارع وعلى جوانب الطرق وقرب الحاويات وعدم التقاضي عن محاسبة المستخفين بشروط البيئة السليمة والصحة والسلامة ومعاقبة مرتكبي المخالفات المتعلقة بالنظافة والمرافق والأملاك العامة بما في ذلك غرامة إلقاء القمامة من قبل أصحاب المصانع والمحلات والبسطات وإلقاء النفايات في الأنهار وغيرها، وتنفيذ اللقاءات والندوات الحوارية والتوعوية لشرح أهمية البيئة وسبل الحفاظ عليها والحد من التلوث البيئي.

 التخطيط التنموي السليم عليه عدم الإضرار بالبيئة وعناصرها..

 وعلينا رصد المشكلات البيئية واتخاذ الإجراءات لمعالجتها وضبط التلوث بجميع أشكاله للحد من التلوث وإعادة التوازن للطبيعة وترميم ما خربه الإنسان من استنزاف للمواد وتلويث للبيئة ومكوناتها..

 نريد ربط القول بالفعل لا أن تكون الأقوال في واد والأفعال في واد آخر.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار