الوحدة: ٣-٥-٢٠٢٤
تتمتّع أم الطيور بموقع سياحي بحري وجبلي غاية بالجمال، تبعد عن مركز مدينة اللاذقية نحو ٣٠ كم، وتتميز بشاطئ رملي نظيف، هي الكتف الآخر لشاطئ وادي قنديل وتشترك معه بالكثير من الصفات.. إدارياً تتبع للمجلس البلدي في زغرين، وهي قُبلة سياحية واعدة غنية بالجمال والجذب السياحي، يعمل أهل أم الطيور بالزراعة وتلبية الخدمات السياحية الراقية، حيث ينتشر فيها عدد كبير من الشاليهات والمطاعم السياحية، فأهلها يجيدون فنون استقبال الضيوف وبارعون بتقديم كافة أنواع خدمات الراحة والاستجمام.
تمتلك أم الطيور مناخاً معتدلاً يلبّي كافة الأذواق، وتشتهر بتنوع أشجارها المثمرة، لكن شجرة الزيتون لها خصوصيتها وشهرتها الواسعة على مستوى المحافظة.
وهي كغيرها من المناطق البعيدة عن مركز المدينة بحاجة ماسّة للمسة خدمية تمكّنها من الاستمرار بتقديم الخدمات لتمنحها القيمة الحقيقية كمنطقة سياحية وزراعية بامتياز.
بعض الأهالي الغيورين على بلدتهم قدّموا الكثير من الخدمات الضرورية للقرية، وتحدّثوا (لصحيفة الوحدة) بلسان الجميع، شارحين المعاناة التي يكابدها الأهالي، بدءأً من الاتصالات، مؤكدين أن القرية خارج نطاق التغطية الهاتفية أغلب الأحيان، مناشدين المعنيين في المحافظة بضرورة الاهتمام بواقع الاتصالات المُزري والنظر بأوضاع الشبكات الهاتفية والتغطية الخلوية، خاصّة وأن موسم الصيف والسياحة أصبح على الأبواب، حيث تصبح القرية شبه معزولة عن محيطها أغلب الأحيان، ومعلوم أن جميع حجوزات المحافظات الخاصّة بالسياحة هي عبر الاتصالات شبه الغائبة.
من جهة ثانية، طالب الأهالي برفع الاستملاك عن المنطقة والموجود منذ عام ١٩٧٤ ليتسنّى لهم إشادة منشآت على أملاكهم، وضرورة وجود مجلس بلدي خاص بأم الطيور أسوة بالقرى المحيطة، علماً أنه يتبع لها عدّة مزارع هي الصنوبرة والسنبلية ومزرعة عيدو، كما طالبوا بإنارة شارعية تعمل على الطاقة البديلة خاصة على الطريق البحري.
ومن ناحية الخدمات الطرقية، يؤكّد الأهالي أن مادة الزفت غائبة عن الطرقات منذ ١٥ عاماً حتى لعمليات الترقيع وردم الحفر، مع العلم أن هناك مناطق خطيرة قامت الفعاليات الأهلية بتصميم موانع عبر إطارات السيارات لتخفيف الحوادث والكوارث، كما طالب الأهالي مديرية صحة اللاذقية بضرورة وجود مستوصف أو نقطة طبية تخدّم أهالي القرية، لأن المنطقة معرّضة للكثير من الحوادث كالغرق والولادات ومن الصعب طلب أية مساعدة في ظل غياب الشبكة الهاتفية، بالإضافة لمكافحة الكلاب الشاردة، حيث تعرضت إحدى الفتيات لهجوم هذه الحيوانات مما استدعى الأمر إدخالها للمشفى، كذلك هناك مطالبات حثيثة بضرورة إنشاء فتحات ودرج بيتوني باتجاه الشاطئ، وبما أن أم الطيور منطقة زراعية من الضروري وجود وحدة إرشادية تقدّم الخدمة والمشورة للفلاحين، والعمل على فتح طُرق زراعية تخدّم الأهالي إلى حقولهم، والعمل على إنشاء ميناء صيد صغير خاص بصيادي القرية.
أمّا الأمر الأكثر إلحاحاً فهو ضرورة تعويض متضرري الزلزال وكذلك العواصف والأمواج البحرية التي أتت على الكثير من أملاك الأهالي خاصة على الطريق البحري، حيث تصدعت وسقطت الكثير من الشاليهات، بالإضافة للمنازل التي لم تعد صالحة للسكن بتاتاً، لكن الأوضاع السيئة أجبرتهم على البقاء داخل منازلهم الآيلة للسقوط بأية لحظة، وهناك معاناة عديدة تتعلق بالواقع الخدمي الذي ينتظر من المعنيين النظر إليها وإعادة الأمل والحركة إلى تلك المنطقة ، فقد أصبحت أم الطيور تشبه القُرى المنسية، نظراً للواقع الحالي والمشاهدات على أرض الواقع.
سليمان حسين
تصفح المزيد..