الغابات وتغير المناخ

الوحدة 25-11-2020

 

 

 

أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان الغابات والمناخ ألقتها المهندسة رزان سليمان والمهندسة هيفاء تجور وكانت البداية مع المهندسة رزان سليمان وبينت أن درجات الحرارة آخذة في الارتفاع وربما كان القرن العشرون هو أسخن قرن في الألف عام الماضية  كذلك تغيرت أنماط سقوط الأمطار وارتفعت مستويات البحار تقهقرت المناطق الجليدية كما تضاءل الجليد في البحار القطبية  وبذلك يتزايد المناخ المتطرف لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة فترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار1.5 إلى 6 درجات مئوية عام 2100، و للغابات دور كبير في هذا حيث تؤدي الأشجار والغابات دوراً حاسماً في تنظيم المناخ فمع تقدمها بالنمو تستطيع بفضل التمثيل الضوئي إزالة الكربون من الغلاف الجوي وربط ثنائي أوكسيد الكربون (المسؤول الرئيس عن ظاهرة الاحتباس الحراري) وتخزينه ككربون و بما أن الكربون يبقى في الكتلة الحيوية في الغابات أي في جذوع الأشجار والفروع والأوراق والجذور وفي الكربون العضوي في التربة وهذه عملية مستمرة، و الجدير بالذكر أنه  في  الغابات الجديدة يخضع الكربون للامتصاص أو الحبس بسرعة أكبر من الغابات القديمة بحيث يصل ميزان الكربون إلى حالة ثبات ولكن عند تدمير الأشجار فإنها تطلق الكربون مرة أخرى للغلاف الحيوي وتصبح بذلك مصدراً لانبعاث الغازات الدفيئة وتصبح الغابة مستودعاً كبيراً للكربون، وعندما تعود هذه الأشجار إلى النمو أو عند إعادة غرسها تبدأ الدورة من جديد وتستطيع الأشجار الجديدة أن تمتص مزيداً من الكربون، مع العلم أن الغابات لا تغطي إلا 4 ملايين هكتار من اليابسة أي نحو ثلث مجموعة أراضي العالم و هي مسؤولة عن90%  من تبادل الكربون سنوياً بين الغلاف الحيوي والأرض، وتبلغ كمية الكربون المخزنة في هذه النظم الإيكولوجية نحو  4500 طن من ثاني أكسيد الكربون وهذا أكثر من مجموع الكربون الموجود في جميع مخزونات النفط المتبقية في العالم(النفط 2400 طن، الغلاف الجوي 3000 طن) ولذلك ليس من الغريب أن تساهم الغابات بقدر كبير في حل مشكلة تغير المناخ ، و تشير إحدى الدراسات أن زيادة قدرها أكثر من 10% في المساحة الحالية لجميع الغابات على سطح الأرض لتجنب الزيادة السنوية الصافية الحالية من الكربون في الغلاف الجوي لذلك إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من جميع المصادر فقد يتسبب ذلك بعواقب بعيدة المدى على غابات العالم، إذ يمكن أن تؤدي زيادة الكربون في الغلاف الجوي وارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة معدلات النمو وكذلك يمكن أن تتقدم النطاقات الطبيعية للعديد من أنواع الأشجار إلى خطوط عرض أعلى أو ارتفاعات أعلى مع زيادة درجات الحرارة، لذلك نحن بحاجة إلى التحرك الآن لمنع وقوع أسوء عواقب تغير المناخ حيث يشير عدد من أعضاء الفريق الدولي المعني بتغير المناخ إلى أنه في حالة إنهاء إزالة الغابات اليوم واستعادة الغابات المتدهورة يمكن للغابات الاستوائية وحدها الحد من الانبعاثات العالمية الحالية بمعدل 4 إلى 30 في المائة أي تمتلك الغابات المدارية القدرة على أن تشكل ما بين ربع وثلث الحل على المدى القريب لتغير المناخ.

ثم تحدثت المهندسة هيفاء تجور موضحة أن  الانبعاثات الناتجة عن استخدام الأراضي تسهم إسهاماً كبيراً في تغيير المناخ فإن العديد من البلدان ركزت بشكل خاص على التغييرات التي يمكن أن تحدثها في قطاع الأراضي و التي تشمل الزراعة و الغابات جزءاً هاماً من نهجها في التخفيف من تأثيرات تغيرات المناخ، وهناك عدد من الدول المتقدمة و النامية تهتم بإمكانيات الغابات في الحد من الانبعاثات وذلك من خلال الحد من إزالة الغابات و تعزيز مخزونات الكربون على السواء عن طريق المزارع و إدارة الغابات، ويهدف اتفاق باريس إلى تعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ من خلال الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية خلال هذا القرن إلى أقل من درجتين مئويتين، ومتابعة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة حتى أكثر من 1.5 درجة مئوية ولا تمثل التعهدات الحالية من الحكومات سوى نصف ما هو مطلوب لتجنب ارتفاع درجة حرارة 2 درجة مئوية، وثلث ما هو مطلوب للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، ومن الواضح أن الأشجار مهمة بالنسبة للمستقبل الذي نطمح للبشر و الاقتصاد وصحة كوكب يعاني كثيراً بسبب تغيرات المناخ ونضوب الموارد الطبيعية ولكن الدراسات أكدت أن الغابات جزءاً من الحل.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار