ميْت ومطلوب حيّاً

الوحدة:24-11-2020

ومازال مكتب التشغيل يمنح شهادة قيد عمل للمتقدمين للاختبارات والمسابقات وما زلنا ننتظر أن نضعه نيشاناً على صدورنا أو نزرعه ملقط شعر يزين ضفائر صغيراتنا.

ومازلنا ننتظر من هذا المكتب أن يشعر إفلاسه ويقول أحيلوني على التقاعد, فقد فرغ جراب الحاوي, ولم يعد يستطيع أن يخرج الأرانب ولا أن يمكر مكر الثعالب.

عن أي مكتب نتحدث, تشغيل أم إحصاء أم روتين وتعطيل!

 أبشروا قد أوقفت المسابقات، فعلام إذاً نقف بالمئات أمام كواه نستعطف التثقيل من بين قيوده المكبلة بسلاسل حديد لعشرات القرارات تجيز وتمنح، تسمح وتقمع، شطب قيود شهادات أدنى والتسجيل بشهادات أعلى، ختم الاستمارة الخاصة بالمكتب من مديرية التأمينات الاجتماعية، روتين في تنفيذ عمليات شطب المسجلين في محافظات أخرى أو التعديل على قيودهم، والربط المركزي مع وحدة الترشيح المركزية لحل الإشكالية الفرعية هدر بالورقيات، استنزاف للوقت، استخفاف بالعمل ليست صفات موظفيه لكنها وصمة عار المكتب الذي يؤخذ عليه ولا يسجل له أية  إيجابية، توزان كفّة سلبياته الكثيرة التي أدانت بها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل نفسها، مذ ارتضت أن تحول المكتب إلى أداة إحصاء وتفرض شهادة قيد العمل ورقة أساسية لاستكمال إضبارة التقدم للمسابقات من دون أي قيمة مضافة لهذه الشهادة غير المقبولة شهادتها بتثبيت حق الأقدمية العمرية أو التخرج ونيل الشهادة العلمية.

مذ فقد المكتب دوره في الترشيح لمؤسسات الدولة كان حرياً إغلاقه وسمعته الطيبة التي تركها تلك السنوات ستكون كفيلة بإعادته بشروط أفضل من تلك التي يعمل بها اليوم ميْت ومطلوب حيّاً!

علّهم نسوا أنّه انتهت صلاحية هذا المكتب فلم يتذكروا أن يكرموه بدفنه.

ولم يعد لدينا المزيد لنقوله، رأفة بالآلاف التي تقصده مع كل إعلان مسابقة، وهي كما تدرك أنّ حصولها على شهادة قيد العمل هي إجراء روتيني فإن تقديمها على المسابقات تحصيل حاصل في غربال المسابقات.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار