الوحدة: 23- 11- 2020
استفاد الأدب من علم النفس كما استفاد علماء النفس من الشخصيات الأدبية وقد استفدتُ أنا شخصياً من مراجعتي اللغوية الأدبية لكتب دور النشرِ المتخصّصة بنشر أبحاث علم النفس, وزاوية اليوم عن المريض الغاضب.
إن الغضب بشكليه الصريح أو المقنّع هو شعورٌ مزعجٌ للطبيب والمريض على حد سواء, ويؤثر بشدة على فعاليةِ المعالجةِ وعلى العلاقة العلاجيةِ بين الطبيب والمريض.
فالمريضُ الغاضبُ قد يتحدى بشكل صريحٍ وانفجاري قدرات الطبيب.
أو ربما يكون أكثر مكراً وخداعاً فيتجاهل ببساطةٍ تعليماتِ الطبيب, أو قد يسخرُ من الطبيب ويطالبهُ بإجراء فحوصاتٍ واختباراتٍ معينة ليست ضرورية أو يطالبه بوصفِ أدويةٍ خاصةٍ أو إعطاء مركبات محددة, أو … أو يلجأ المريض إلى كثرة التطلب والاعتمادِ على الطبيب بنفس الوقت الذي يرفض أي اقتراح مفيد.
بشكلٍ عام المريضُ الغاضبُ يشكل إزعاجاً ومشكلةً حقيقيةً لنفسهِ ولطبيبهِ, ولكن على الطبيب التعاملُ مع هذا النمطِ من المرضى بهدوءٍ وحكمةٍ ورويةٍ ويبحث بحنكته عن الدوافع وراء سلوك مريضهِ الغاضب, وقد يغضب الطبيب وتكون استجابتهُ العدائية صريحةً وواضحة, أو تكون الاستجابة أكثر مكراً وتقنّعاً ومغالاة فيجيب الطبيبُ على هؤلاء المرضى بصوتٍ مرتفع, وربما لجأ إلى السخرية منهم, ثم يبررُ سلوكهُ هذا بأن المريضَ لا يلتزم بالتعليماتِ وبالخطة العلاجية, وكثيراً ما يلجأ الطبيب إلى إهمالِ المريض وعدمِ الاهتمام به, وعدمِ الرد على اتصالاته الهاتفية, وحتى قطع العلاقة الطبية مع المريض.
فعندما يتفاقم غضبُ المريض نحو طبيبهِ. حتى لو كان – ظاهرياً على الأقل – كنتيجة لخطأ بسيط ارتكبه الطبيب, فالمنطق التحليلي لهذه الحلاتِ هو أن الطبيب يعيد إلى ذاكرة المريض شخصاً هاماً من الماضي, والمريض لا شعورياً يقوم بإبدال ذاك الشخص بالطبيب, بمعنى آخر (المريض يقوم بنقل غضبه من ذاك الشخص وإلقائه على الطبيب)
فهو لا إرادياً ينفّس عن ضغطه من ذاك الشخص وينفجر على الطبيب.
علاج الغضب
العلاج السلوكي فعّال في علاج حالات الغضب حيث يعدل من السلوك غير المستحب ويستبدله مع التدريب والتعلم بسلوك آخر أكثر إيجابية كما يعمل على مساعدة الفرد على التكيف والتوافق مع المواقف الصعبة كما في الاسترخاء حيث يتم تدريب الفرد على إيقاف كامل أو مؤقت لتوتر عضلات الجسم والتنفس بعمق من خلال الحجاب الحاجز والتحدث إلى النفس ببعض الكلمات التي تبعث على الهدوء والراحة مثل “استرخ” مع التعود على تكرارها أو محاولة استحضار بعض المواقف المحببة من الذاكرة مستخدماً الإيحاء ليعيشها في خياله من جديد.
العلاج المعرفي: يسعى لتغيير الأفكار اللاعقلانية بحيث يحث هذا الأسلوب على التفكير الأكثر إيجابية وواقعية بشأن العالم وعلى التمييز بين الأفكار المنطقية والأفكار اللا منطقية عن الغضب أي يكتسب الفرد مهارات نافعة وفعاله في التفكير والشعور والتصرف.
العلاج بالعطور: يستخدم العلاج بالزيوت العطرية في علاج حالات التوتر والغضب والانفعال فعندما تفوح الرائحة الجميلة من شيء ما أو شخص ما تلقائياً الجسم سيتفاعل على نحو إيجابي مع الرائحة العطرة وذلك من خلال إفراز مواد كيميائية تشيع حالة من الشعور بالارتياح والهدوء ومن هذه العطور: زيت البابونج وزيت الخزامى وزيت البرتقال وزيت الياسمين.
العلاج بالفن: الكتابة والرسم من الأنشطة الإبداعية التي تشعر صاحبها بالقدرة على الإنجاز فضلاً عن أنها ترفع حالة المعنوية والمزاجية للأفضل وتعتبر من الأساليب المقبولة للتعبير عن الغضب والتسامي به.
عزيز نصّار