الوحدة: 15- 11- 2020
إن لم تنتج الحركة التصحيحية المباركة إلا الجيش العقائدي فإن ذلك يكفي لوضعها في مقدمة الحركات السورية المماثلة، ويعطيها هذه القدرة الكبيرة على الاستمرار نهجاً وممارسة وتجدداً في العطاء..
لم تعد (الخطابة) وسيلة محببة لـ (تمجيد) أي شيء، ولذلك ننزل إلى الواقع, ونقرأ فيه ما أنجزه الجيش العربي السوري قرابة عشر سنوات خلت, وما سطّره على أرض الواقع بالدم والتضحيات وأرقى وأقوى أشكال الانتماء إلى الجذور والقيم الحضارية التي جُبل بها الإنسان السوري, فشعّت من أرضه حضارات لا ينكر دورها, ولا يقلل من شأنها إلا كل خائن أو معتوه..
الجيش العربي السوري هو الابن البار للحركة التصحيحية المباركة, وهو حارس إنجازاتها, لم يكن إلا كما أرادت له هذه الحركة والقائد المؤسس حافظ الأسد، طيّب الله ثراه.
ولعلّ مشهد جندي مؤمن بالله وبوطنه وهو يحمل بندقيته، وبذات الوقت يحمل امرأة عجوزاً غير قادرة على السير, ليوصلها إلى حيث تريد، يختصر القيم التي بُني عليها هذا الجيش, ويفسّر النتائج الباهرة التي حققها في الميدان، على الرغم من عدم تكافؤ ميزان القوى, وعلى الرغم من وحشية الإرهاب وداعميه..
اليوم, ونحن نعيش ذكرى قيام الحركة التصحيحية, هل نعود عملاً وفعلاً إلى إرثها وإلى نواظمها, فنعيد بناء ما هدّمته الحرب في البشر وفي الحجر, ونعيد تقييم سلوكياتنا وإجراءاتنا, فنصوّب ما اختلّ منها، ونعزز ما ثبت واستمر؟
فتحت الحركة التصحيحية المجال واسعاً أمام المبادرات, ووفّرت مقومات البناء، وبنت، وأشادت, ودورنا كآباء في هذه المرحلة أن نكون أوفياء وموضوعيين ونحن ننقل هذه الصورة إلى أبنائنا الذين ترعرعوا محاصرين بأفكار سوداء ومحاولات حثيثة لتشويه نشأتهم, ما يفرض علينا زيادة وعيهم وتحصين انتمائهم، بعيداً عن حالات شاذة هنا وهناك..
تحية للحركة التصحيحية في ذكرى قيامها, والرحمة لروح قائدها، والعهد لوطننا وربّان سفينتنا السيد الرئيس بشار الأسد ألا نساوم على وطننا, وألا نكون إلا كما يكون الابن البار بأهله, مدافعين عن مستقبله فخورين بالانتماء له..
غانم محمد