العدد: 9304
4-3-2019
أمام ما يحدث في العالم يجد الآباء والأمهات أنفسهم مضطرين في كثير من الأحيان إلى متابعة التلفاز ووسائل الإعلام، دون أن يتنبهوا إلى خطر هذه المتابعة بالقرب من أطفالهم، إن الكثير من الدراسات في الآونة الأخيرة تحذّر من مشاهدة الأطفال لنشرات الأخبار، وبخاصة الذين هم بين الثالثة والتاسعة من العمر، وذلك لأن مَشاهد وصور العنف التي تحتويها هذه النشرات لا بد من أن يكون لها دور سلبي على نفوسهم البريئة، إذ إنها تصيبهم بمشاعر مؤذية كالخوف والقلق وعدم الطمأنينة.
أن رؤية الأطفال للمَشاهد المؤلمة في وسائل الإعلام من شأنها أن تسبب في نمو السلوك العدواني لديهم ، وتؤدي أيضاً إلى اعتيادهم على مثل هذا السلوك ، ويجعلهم يؤمنون بأنه شيء طبيعي يمكن أن يكون قائماً في كل مكان، فمثل هذا الأمر حين يتلقاه الطفل يصبح غير قادر على الحوار والنقاش والهدوء والصبر أمام الصعوبات والمضايقات مهما كانت بسيطة، كما يصبح مقتنعاً بأن العنف هو الوسيلة الأجدى لمواجهة كل الخلافات والنزاعات، كما توصَّل الباحثون إلى أن رؤية الأطفال لمَشاهد العنف تؤدي إلى حدوث اختلافات واضحة في بعض مناطق الدماغ ومنها: تناقص في تفعيل القشرة الأمامية الجبهية التي ترتبط وظيفتها بتكوين شخصية الفرد والتفكير والتركيز ، واتخاذ القرارات وضبط النفس . وبالمقابل تحدث زيادة في تنشيط اللوزة الدماغية التي ترتبط وظيفتها بإصدار مشاعر الغضب، والقلق، والاكتئاب، والتصرفات الاندفاعية، وعلى هذا الأساس ينبغي على وسائل الإعلام أن تكون شديدة الحرص على سلامة مشاعر الأطفال، كأن تقدّم تنبيهات أو إشارات معيّنة قبل عرضها للتقارير أو للمَشاهد التي تتضمن صوراً غير مريحة معنوياً ونفسياً، ومن الجدير ذكره أن هناك بعض المحطات الأجنبية التي تُعنى ببث نشرات خاصة للأطفال، فهي تهتم بالدرجة الأساسية بتقديم المعلومة بصورة مبسّطة، مع الاعتماد على الصدق البعيد عن التفاصيل، وعن الصور والفيديوهات القاسية.
د. رفيف هلال